تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شاء الله تعالى ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا

ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جن ولا انس فلما أراد الله

أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء: فخلق من الجزء الأول

القلم، ومن الجزء الثاني اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الجزء الرابع

أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني نور

قلوبهم، وهي المعرفة بالله، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد: لا اله

إلا الله محمد رسول الله ثم نظر إليه فترشح النور عرقاً فتقطرت منه مائة

ألف قطرة وعشرين الفا وأربعة ألاف قطرة فخلق الله من كل قطرة روح

نبي ورسول، ثم تنفست أرواح الانبياء فخلق الله من أنفسهم أرواح

الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة،

فالعرش والكرسي من نوري، والكروبيون من نوري، والرحمانيون من نوري،

والجنة وما فيها من النعيم من نوري، والشمس والكواكب من نوري،

والعقل والعلم والتوفيق من نوري، وأرواح الأنبياء والرسل من نوري،

والسعداء والصالحون من نتائج نوري. ثم خلق الله آدم من الأرض، وركب

فيه النور وهو الجزء الرابع، ثم انتقل منه إلى شيث. وكان ينتقل من

طاهر إلى طيب إلى أن وصل إلى صلب عبدالله بن عبدالمطلب، ومنه

إلى وجه أمي آمنة، ثم اخرجني إلى الدنيا فجعلني سيد المرسلين

وخاتم النبيين وقائد الغرالمحجلين، هكذا بدء خلق نبيك يا جابر) –

ويضيف البرهاني قائلاً:

(ويظن البعض أن سيدنا جبريل عليه السلام كان الواسطة بين الله تبارك

وتعالى وبين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ظن هكذا فقد

دلل على عدم معرفته، إذ لو صح أن سيدنا جبريل عليه السلام كان

الواسطة بين الله تعالى ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

لتعين وجود خلل في كلمة التوحيد فبدلاً عن لا اله إلا الله محمد رسول

الله تكون: لا إله إلا الله محمد رسولُ رسولِ الله.

وحديث سيدنا جابر رضي الله تعالى عنه يوضح كل ذلك، ولا بد لنا أن

نورد هنا ما دار بين النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وبين سيدنا

جبريل عليه السلام، عندما كان سيدنا جابر رضي الله عنه يسأل النبي

صلى الله عليه وسلم عن أول شيء خلقه الله تعالى، بالرغم من أننا

قد سبق أن اوردنا في باب مراتب الغيب، وهو أن النبي صلى الله عليه

وسلم عندما رأى استغراب سيدنا جبريل عليه السلام عندما قال صلى

الله عليه وسلم لسيدنا جابر رضي الله تعالى عنه عن أول شيء خلقه

الله تعالى (نور نبيك يا جابر) سأله قائلاً: يا جبريل كم عمرت من

السنين؟ فقال جبريل عليه السلام (يا رسول الله لست أعلم غير أن

في الحجاب الرابع نجما يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة ورأيته

سبعين ألف مرة) فقال صلى الله عليه وسلم (وعزة ربي أنا ذلك

الكوكب) رواه أبو هريره رضي الله تعالى عنه بلفظ أنه صلى الله عليه

وسلم سأل جبريل عليه السلام قائلاً: (يا جبريل كم عمرت من

السنين؟) الخ الحديث. ويستطرد البرهاني قائلا:

ثم سأل الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن المكان

الذي يأتي منه بالوحي فقال: (حيثما أكون في اقطار السماوات أسمع

صلصلة جرس فاسرع إلى البيت المعمور فأتلقى الوحي فاحمله إلى

الرسول أو النبي) فقال له صلى الله عليه وسلم: (اذهب إلى البيت

المعمور الآن واتل نسبي) فذهب سيدنا جبريل عليه السلام مسرعاً

إلى البيت المعمور وتلا نسب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: (محمد

صلى الله عليه وسلم بن عبدالله بن عبدالمطلب ... الخ) فانفتح البيت

المعمور، ولم يسبق أن فتح له قبل ذلك، فرأى جبريل عليه السلام

النبي صلى الله عليه وسلم بداخله فتعجب فعاد مسرعاً إلى الأرض

فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكانه كما تركه مع سيدنا جابر

رضي الله تعالى عنه فعاد بسرعة خارقة إلى البيت المعمور فوجده

صلى الله عليه وسلم هناك، ثم عاد مسرعاً إلى الأرض فوجده صلى

الله عليه وسلم مازال جالساً مع سيدنا جابر رضي الله تعالى عنه

فسأل جبريل عليه السلام سيدنا جابر رضي الله تعالى عنه صلى الله

عليه وسلم قائلاً: (هل ترك رسول الله صلى الله وسلم مجلسه هذا؟)

فقال سيدنا جابر رضي الله تعالى عنه: (كلا يا اخا العرب فاننا لم ننته

بعد من الحديث الذي تركتنا فيه) فقال جبريل عليه السلام للنبي صلى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير