الله عليه وسلم: (إذا كان الأمر منك وإليك فلماذا تعبي؟) فرد عليه
صلى الله عليه وسلم قائلاً: (للتشريع يا أخي جبريل) وتلا قوله تعالى
(ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما).
انتهى منه بلفظه.
فهل هذه العقيدة في الرسول صلى الله عليه وسلم التي أجمع عليها
من ينتسب إلى التصوف في العصور المتأخرة هي التي عناها من وضع
هذا الشعار (أنت حب الأكوان) أم أن لهم تفسيراً أخر لذلك؟
وإذا كان لهم تفسير آخر فما معنى نشر قصيدة تتضمن هذا المعتقد
عنواناً ونصاً. فقد نشروا قصيدة لمن سموه (ابن الدريهم) بهذا العنوان:
(ذات القوافي قصيدة في ثلاثين قافية يمدح فيها رسول الله مسمياً أياه
صلى الله عليه وسلم (سيد الوجود) فمن قال إن محمداً صلى الله
عليه وسلم هو سيد الوجود؟!
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم وليس سيداً
للوجود فإن الوجود يشمل وجود الرب ووجود كل موجود من الملائكة
والسموات والأرض وليس رسول الله سيداً لكل موجود!!.
فما معنى تسمية الرسول بسيد الوجود!! وأين جاء تسمية الرسول
بسيد الوجود في كتاب أو سنة أو قول صاحب أو قول إمام يقتدى به!!
وسيد الوجود هو الله سبحانه وتعالى وحده فهو السيد لكل ما سواه
كما قال صلى الله عليه وسلم (إن الله هو السيد) قال تعالى: (الله
خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) وأما من عدا الله فإذا
أطلق عليه لفظ السيد فهو بحسبه فالنبي صلى الله عليه وسلم هو
سيد ولد آدم يوم القيامة لأن له الشفاعة العظمى ولأن آدم ومن دونه
يستشفعون به إلى الله يوم القيامة لدخول الجنة كما قال صلى الله
عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) الحديث.
والحسن بن علي رضي الله عنهما سيد، كما قال صلى الله عليه
وسلم: (إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من
المسلمين)
وقد كان الأمر كما وصف رسول الله فإن جميع المسلمين رجعوا إلى
رأيه: معاوية بن أبي سفيان ومن معه، وكذلك من كان مع الحسن ورجع
الجميع إلى الصلح الذي اقترحه فاجتمعت كلمة المسلمين به. فهو سيد
في هذا الزمان ولهذا الفعل العظيم.
وفي البيت الثاني من قصيدة ابن الدريهم:
نبي له فضل على كل مرسل وآياته في الكون تتلى وتشرح
وفي بقية القوافي و (تنشأ، تنسخ، وتؤخذ، وتنشر، الخ)
وهذا البيت ترجمة لتلك العقيدة أن الرسل جميعاً يأخذون علومهم من
الرسول محمد وأنه هو الذي أوحى إليهم.
والآيات لا تنسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بل تنسب إلى الله
سواءً كانت الآيات المتلوة المنزلة من الله إلى رسوله، أو المعجزات
الإلهية التي أجراها الله على يديه. أوآياته في الخلق. ولا يقال عن شيء
من ذلك (آيات الرسول)!!.
وفي البيت الأول في قصيدة ابن الدريهم هذا يقول:
ُإذا لم أزر قبر النبي محمد وأسعى على رأسي فإني (أحمق)!!
وفى بقية القوافي: مشوش، منغص، مغفل، مذمم .. إلخ.
وشد الرحال إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس مشروعاً ولا
هو قربة إلى الله كما قال صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى). وابن
الدريهم هذا جاهل من الجهال وإذا جعل نفسه أحمق أو مغفلاً أو أرعن
إذا لم يسع على رأسه إلى قبر رسول الله فإنه على كل أحواله في
الصدق والكذب جاهل أحمق يتعبد بغير المشروع.
والسؤال لمن ادعوا محبة الرسول؟ ما قيمة نشر مثل هذا الشرك
والجهالة في الناس!؟ باسم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وفي موقعهم على الإنترنت والذي سموه أيضاً باسم (أنت حب الأكوان)
علقوا مجموعة من الأغاني والسماع الصوفي بالألحان المبتدعة وضرب
الدفوف للرجال. وكل هذا من البدع المنكرة والسماع الصوفي عندما بدأ
في أمة الإسلام في أواخر القرن الثاني لم يبدأه إلا الزنادقة. يقول
الإمام الشافعي رحمة الله عليه (تركت بغداد وقد أحدث الزنادقة فيها
شيئاً يسمونه السماع)؟ …
وهذه الأغاني إلى جانب أنها بدعة منكرة فإنها لا تليق بالنبي صلى الله
عليه وسلم ولا بالرجال.
وللأسف أن تلك الأغاني والأناشيد قد اشتملت على تلك العقائد
الفاسدة.
كنا نتمنى أن تنطق هذه الحملة في هذا الوقت العصيب للذب عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصره، ونصر دينه، نشر نوره في
¥