على ابن المنجا وغيره. وقرأ العربية على ابن مالك، وتأدّب بالشيخ مجد الدين بن الظهير
الإربلي الحنفي، وسلك طريقه في النظم وحذا حذوه وأربى عليه، وإن كان قد تلا تلوه؛ لأنه كان إذا نظم أخذ الكلمات حروفاً، فإذا ركّبها صارت في الآذان شنوفاً، يرشف السمعُ
منه مدامه، ويتعلم التغريدَ منها الحمامة، ويُسطرها فيرى الناس بدرها وقد استفاد تمامه، وزهرَها وقد شق الربيع كمامَه، وروضها وقد جادته الغمامه. وإذا نثر فضح الدر في السلوك، ورصّعه في تيجان الملوك، فكم من تقليد هو في يد صاحبه للسعد إقليد، وكم
منشور فيه توليد، وهو بوجنة السيادة توريد، وكم من توقيع هو قنديل يضيء لمن حواه أو
هو في كأس مسرّته قنديد. وخطه من أين للوشي رقمه أو للعِقْد نظمه أو للروض زهره أو
لطرف الحبيب سِحره، أو للنجوم طرائقه، أو لخطوط إقليدس دقائقه، أو للفكر الصحيح
حقائقه، قد نمّق أوضاعه المتأنّقة، ونسخ محاسن من تقدّمه بحروفه المحقّقة:
ينمنِمُ الخطّ لا يجتاب أحرُفَه والوشي مهما حكاها منه يجتابُ
لو لم يكن مستقيماً بعدما سجدت فيه المعاني لقلت السطرُ محرابُ
أملى تصانيف في أكمامها ثمرٌ تجنيه بالفهمِ دون الكف ألبابُ
وكان - رحمه الله تعالى - ممن أتقن الفنين نظماً ونثرا. وبرع في الحالين بديهة وفكرا. وكان هو يزعم أن نثره أحسنُ من نظمه، وأن بدره فيه أكمل منه في تمّه.
والذي أراه أنا، وأبرأ فيه من العناية والعنا، أن نظمه أعذب في الأسماع، وأقرب الى انعقاد الإجماع، لأنه انسجم تركيباً وازدحم تهذيباً، فسحر الألباب، ودخل بالعجب من كل باب،
وإن كان نثره قد جوّده، وأجراه على قواعد البلاغة وعوّده، فإن شعره أرفع من ذلك طبقة، وأبعدُ شأواً على من رام أن يلحقَهْ، وهو يحذو فيه حذو سبط التعاويذي. وقصائده مطوّلة
فائقة، ليس يرتفع فيها ولا ينحطّ، بل هي أنموذج واحد ليس فيها ما يُرمى. ولم يكن بغوّاص على المعاني ولا يقصد التورية، فإنها جاءت في كلامه قليلة، ومقاطيعه قليلة، ولكن قصائده
طويلة طائلة هائلة، لعلها تجيء في ثلاثة مجلدات أو أربعة، ولم يجمعها أحد، وهي كما قال
ابن الساعاتي:
ناطقاتٌ بكل معنىً يضاهي نُكَتَ السّحر في عيون الملاح
من نسيب يهزّ عاطفة المج د ومدح يلين قلب السماح
وأما نثره فيجيء في ثلاثين مجلدة. وكان أخيراً بالديار المصرية، يُنشئ هو ويكتب ولده
القاضي جمال الدين إبراهيم، فيجيء المنشور أو التوقيع فائقاً في خطه ولفظه.
وعلى الجملة فلم أر مَن يصدق عليه اسم الكاتب غيره، لأنه كان ناظماً ناثراً، عارفاً بأيام
الناس وتراجمهم ومعرفة خطوط الكتّاب، وله الروايات العالية بأمها كتب الأدب وغيره،
ورأى الأشياخ وأخذ عنهم. وعُيّن في وقت بالديار المصرية لقضاء الحنابلة.
وهو - رحمه الله تعالى - أحد الكلمة الذين عاصرتهم وأخذت عنهم. وكان يكتب
الإنشاء أولاً بدمشق، ثم إن الصاحب شمس الدين بن السلعوس نقله الى الديار المصرية لما
توفي القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر، وتقدم ببلاغته وكتابته وإنشائه وسكونه
وتواضعه.
وأقام بالديار المصرية الى أن توفي القاضي شرف الدين بن فضل الله بدمشق، فجُهز مكانه الى دمشق صاحب ديوان الإنشاء، فأقام بها الى أن توفي - رحمه الله تعالى - ليلة السبت ثاني عشري شعبان سنة خمس وعشرين وسبع مئة بدار الفاضل بدمشق داخل باب
الناطفانيين، وصُلي عليه ضحى يوم السبت بالجامع الأموي، وصلى عليه نائب الشام الأمير سيف الدين تنكز والأعيان برّا باب النصر، ودفن التي عمّرها لنفسه بالقرب من مسجد
ابن يغمور، وصُلي عليه بمكة والمدينة.
ومولده في شعبان سنة أربع وأربعين وست مئة.
وكان محباً لأهل الخير والصالحين، مواظباً على النوافل والتلاوة والأدعية، يستحضر ذلك، ويذكر الموت دائماً، وعنده خوف من الله - تعالى - وعليه سكينة كبيرة ووقار.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
جزاك الله خير .... على هذه الإضافة القيمة ...
ننتظر من أم مصعب ..... أو من الدكتور الفاضل .... حسانين أبو عمرو .... أن يضعوا لنا شخصية جديدة
بارك الله فيكم
ـ[القاموس المحيط]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 11:35 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
العقاد
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 11:42 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
العقاد
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد: ـ
جزاك الله خير ... لقد تمّ الإجابة على السؤال.
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 11:55 م]ـ
ولد بأَرْدَبيل
توفّي بالقاهرة 746 هـ
أفتى وهو ابن ثلاثين سنة
مَن ْ هو؟
ـ[حسانين أبو عمرو]ــــــــ[15 - 08 - 2009, 11:56 م]ـ
ولد بأَرْدَبيل
توفّي بالقاهرة 746 هـ
أفتى وهو ابن ثلاثين سنة
مَن ْ هو؟
ـ[القاموس المحيط]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 12:01 ص]ـ
العقاد
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[16 - 08 - 2009, 01:04 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
المعلومات شحيحة ....
¥