يقول ا الأستاذ محمد الغزالى حرب: " فعندما مدح الجارم هذين ا لملكين (فؤاد وفاروق)، كان بمدحهما باعتبار أنهما على قمة المجتمع الذى يعيش فيه، وكأنه كان يفاخر بهما غيرهما من المجتمعات الأخرى، وكان الملك فى نظر الشاعر مرادفا للوطن، فكان يمدح الملك، وعينه على مصر فى حضارتها وثقافتها ونهضتها المأمولة. ولقد كان الملك تركيا لا يفهم الشعر ولا يثيب عليه.
ونحن إذا ما تأملنا أية قصيدة فيها مدح لهذين الملكين، سنجد الكلام عن الملك محدودا وسنجد القصيدة تتناول أغراضا شتى فقد يصف الربيع، أوقد يفتخر بشعره، ويتوجه للشباب بالنصيحة فيدعوه للتحضر، والتطور، والتمسك بفضائل الأخلاق، والأعمال، أما نصيب الملك فأبيات معدودة محدودة.
ولنأخذ مثالا قصيدة (عيد الجلوس الملكى) نظمها الجارم سنة 938ام، بمناسبة تولى فاروق سلطته الدستورية، يبدؤها الجارم بفخر بشعره فى ثمانية أبيات، ثم يتحدث عن الشعر كعاطفة وفكرة ودور فى المجتمعات فى سبعة عشر بيتا، ثم يمدح الملك، ثم يذكر مصر فى بيتين، ثم يفخر بشعره فى بيتين، ثم يصف النيل، والربيع فى ثلاثة أبيات، ويختم قصيدته بالدعوة للعلم فالقصيدة كلها سبعة وخمسون بيتا منها ثلاثة وثلاثون بيتاً بعيدة من الملك،
وأربعة وعشرون للملك " وهكذا لو راجعت أى قصيدة " ملكية " وجدت فيها أغراضا أخرى كثيرة جال وصال فيها الشاعر كيفما أراد، وعبر عن شاعريته بحرية كاملة، ولم يتقيد أبدا بالغرض الأساسى من نظمها. وفى أغلب الظن أن النقاد الذين عابوا على الجارم ملكياته قد قرأوا عناوين هذه القصائد ولم يقرءوا القصائد والشعر نفسه.
ومن هنا فإننا لا نرى أن الجارم قد استفاد من القصر، كما أنه لم يستفد من السياسة بل كان يرثى الزعماء السياسيين من أصدقائه، أومن الوطنيين الذين لهم مواقف يقدرها، ولقد تجمعت فى شخصية (سعد زغلول) الصفات التى كان يطمح إليها الجارم فى الوطنى المخلص، وبعد وفاة سعد تفرقت الأهواء، وتعددت الأحزاب، فنأى الجارم بنفسه عن كل هذا.
وإذا ما تصفحنا ديوان الجارم الضخم، نجده صديقا للجميع ما داموا فى خدمة مصر يعملون لتحقيق أهدافها، فنجده يمدح مصطفى النحاس باشا، بقصيدتين كرئيس حزب الوفد، ووطنى كبير. ثم انحرف النحاس - فى نظره - فأرسل إلى عامل المطبعة وأحضر القصيدة وأعدمها " (). وذلك يدل على أن الجارم يمدح، ثم ينسحب لمصلحة الوطن فقط، ثم رثى الجارم (محمد محمود) زعيم حزب الأحرار الدستوريين عام 1941، ورثى محمود فهمى النقراشى رئيس السعديين 1949م. فلقد عاش الجارم مخلصاً لمصر، وأبنائها بعيداً عن التيارات والفتن.
وليس أدل على إباء الجارم من أنه طلب منه " مدح الملكين فاروق، وعبد العزيز آل سعود حين زيارة الأخير مصرسنه 1947م فاعتذر".
وعندما تبين فساد الملك السابق (فاروق) - فى أخريات أيامه – فترت عاطفة الجارم وابتعد عن مدحه، والقليل الذى صاغه بارد العاطفة لا يدل إلا على أن الشاعر غير مقتنع بممدوحه.
ولقد صرح الجارم نفسه بأنه يرفض أن يعيش من شعره، فهو يخبئ شعره عمن لا يفهمه ولا يقدره يقول:
وخزنت الغريب من مرجانى فى كساد القريض أخفيت درى
سوى أن أعيش من أوزانى وتمنيت كل شىء على الله
ج جدب الثرى على الفنان كل شبر بمصر خصب على الهرا
وقال فى موضع آخر:
م وأجدر بشعرنا أن يصانا قد حبسنا المديح عن كل مستا
ح لوى الشعر رأسه فهجانا لو مدحنا من لا يحق له المد
وأما عن علاقة الجارم بالحرب، فإنها مأخوذة من سمت حياته العامة، فلقد قلنا، إنه شخصية مسالمة وادعة، ينشر المحبة، ويصلح بين المختلفين، يخلص لعمله، وفنه أشد الإخلاص. إذن، فليس غريبأ أن يقف الجارم من الحرب موقفاً شديد العداء -، وقد صرح - فى شعره - بذلك فقال:
ليس لى فى الظبا ولا فى النصال أنا فى السلم عبقرى القوافى
ويرتاع من حفيف النبال أنا شعرى كالطير يفزعه الفخ
راكب رأسه وبين نضال .... لا تعيش الفنون بين كفاح
فالشاعر عبقرى فى وقت السلم، فشعره طير مغرد يخاف الفخاخ، ويخشى القنا، ويرهب النبال والسيوف، وهو معلل ذلك بأن الحرب تدمير، والفنون لا تعيش إلا فى السلم.
ومن يريد معرفة المزيد عن الشاعر ... على هذا الربط
الشاعر الكبير علي الجارم رحلة الحياة والريادة (3) - منتديات أزاهير الأدبية ( http://www.azaheer.com/vb/showthread.php?t=20131)
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[10 - 11 - 2009, 01:59 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد:
جائزة هذا السؤال التصدق عن المجيب لأحد أوجه الخير
ولد ببغداد ..... مات أبوه وهو في الثالثة من عمره .... حفظ القرآن الكريم ... وتعلم الحديث .... وقد أوقع الله له في قلوب الناس القبول والهيبة .....
له مصنفات كثيرة بلغت نحو ثلاثمائة مصنف شملت الكثير من العلوم والفنون ....
هو أحد العلماء المكثرين في التصنيف في التفسير والحديث والتاريخ واللغة والطب والفقه والمواعظ وغيرها من العلوم .....
كان شاعرًا مجيدًا إلى جانب كونه أديبًا بارعًا وخطيبًا مفوهًا، وله أشعار كثيرة .... توفي ليلة الجمعة .... بكاه أهل بغداد، وازدحموا على جنازته، حتى أقفلت الأسواق ......
[من تكون هذه الشخصية؟]
¥