تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثالث عشر الهجري أخذ الناس يبيعون الكتب القيمة بأبخس الأثمان، وأقبل جماعة من تجار الفرنج وعملائهم على شرائها.

ولا تكاد تخلو مدرسة من المدارس التابعة للأوقاف في بغداد من خزانة للكتب تكثر فيها المخطوطات، وقد جمعت وزارة الأوقاف عام 1346هـ / 1928 م الكثير من تلك الكتب في بناية خاصة واتخذت وزارة المعارف من هذه البناية خزانة لكتبها وأطلقت عليها اسم المكتبة العامة وتشمل هذه الخزانة على (15000) كتاب. أما مكتبة الأوقاف فتحتوي على (11000) كتاب، وللمتحف خزانة خاصة به تضم الكثير من الكتب التاريخية الثمينة وتحوي هذه المكتبة (10000) كتاب، وفي البلاط الملكي خزانة تشتمل على كثير من الكتب القيمة، وفي مجلس الأمة خزانتان إحداهما في مجلس الأعيان والثانية في مجلس النواب، وتحتوي الخزانتان على (7000) مجلد، وفي الكليات العالية خزانات كتب تشتمل على ما يهم أساتذتها وطلابها من المؤلفات، وأوسع هذه الخزانات خزانة دار المعلمين العالية فإنها تشتمل على (6000) كتاب.

وفي بغداد خزانات كتب خاصة تحتوي كتبا نادرة من أشهرها خزانة دير الكرمليين التي أنشأها اللغوي المحقق أنستاس ماري الكرملي، وخزانة المحامى الفاضل عباس العزاوي، وخزانة الوجيه البحاثة يعقوب سركيس، وغيرها كثير.

العلماء:

امتازت بغداد بكثرة العلماء والمتعلمين، والفقهاء والمتفقهين، ورؤساء المتكلمين، وسادة الحساب والنحوية، ومجيدي الشعراء، ورواة الأخبار والأنساب، وفنون الآداب، وحضور كل طرفة.

وقد أفرزت بغداد وبيئتها أعلاما في الأخلاق والآداب والفلسفة والعلم والطب والرياضيات والفقه وعلوم الدين أكثر من غيرها ليس للعرب وحدهم بل لكل الأقوام الذين عاشوا بها وتربوا على آدابها وتتلمذوا في مدارسها وتخلقوا بأخلاقها. وقد تخرج فيها من أساطين العلم وأساتذة الفضل جماعة كبيرة، وكفاه فخرا أن يكون من أساتذتها أبو إسحاق الشيرازي كبير فقهاء الشافعية والإمام أبو حامد الغزالي وأبو بكر محمد بن أحمد الشاشي كبير فقهاء الحنفية وغيرهم كثير.

وقد اشتهرت مدينة بغداد بعلمائها الذين أسهموا في كثير من العلوم على مر العصور، فعندما بناها المنصور أقدم إليها من الأئمة والفقهاء بشرا كثيرا، فمن علماء الشريعة اشتهر الإمام أحمد بن محمد بن حنبل إمام أهل السنة وصاحب المذهب الحنبلي، وأبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي وكان من علماء الشريعة الذين نبغوا في العديد من العلوم الشرعية وكا ن ممن أكثروا من التأليف في هذه العلوم المختلفة.

ومن الأدباء أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ الأديب ولد في البصرة وانتقل إلى بغداد. ومن اللغويين أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء إمام الكوفيين في النحو واللغة وكان يقال عنه إنه أمير المؤمنين في النحو ولد في الكوفة وانتقل إلى بغداد. وأبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج، وأبو القاسم الزجاجي عبد الرحمن بن إسحاق تلقى العلم في بغداد وأقام في حلب مدة ثم رحل إلى دمشق، وأبو علي محمد بن المستنير الشهير بقطرب وهو صاحب أول كتاب في المثلثات اللغوية وكان قد نشأ في البصرة ثم انتقل إلى بغداد، أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان السيرافي تفقه في عمان وسكن بغداد، وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق الشهير بابن السكيت.

وبرز فيها من الجغرافيين ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي المؤرخ الرحالة، وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، وعبيد الله بن أحمد بن خرداذبة، وأبو الحسين علي بن الحسين المسعودي وهو من ذرية عبد الله بن مسعود.

كما اشتهر فيها من الطبيعيين أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي الفيلسوف الكيميائي الفلكي. ومن الفلكيين أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر الصوفي، ومحمد بن إبراهيم حبيب بن سمرة الفزاري وكان أول من عمل أسطرلابا في الإسلام، وأحمد بن محمد الصاغاني الملقب بالأسطرلابي واشتهر بصناعة الأسطرلاب وآلات الرصد.

وبرز من الرياضيين أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي مؤسس علم الجبر، وأبو جعفر نصير الدين الطوسي، وأبو بكر محمد بن الحاسب الكرجي. ومن المهندسين بنو موسى وهم أخوة اشتهرت في بغداد بالنبوغ في الهندسة والفلك، وأبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيام النيسابوري الشهير بعمر الخيام برز في كثير من فنون المعرفة كالرياضيات والفلك واللغة والفقه والتاريخ والأدب.

ومن الأطباء أبو الحسن علي بن سهل بن ربن الطبري الطبيب والصيدلاني، وأبو بكر محمد بن زكريا الرازي من ألمع الأطباء وعرف بجالينوس العرب، وأبو البركات هبة الله علي بن ملكا البغدادي الفيلسوف الطبيب، وأبو الحسن علي بن عباس المجوسي الأهوازي الطبيب والجراح،، وموفق الدين أبو نصر عدنان بن نصر الشهير بابن العين الزربي أقام في بغداد ثم هاجر إلى القاهرة. وإسحاق بن عمران المشهور باسم ساعة كان طبيبا حاذقا متميزا بتأليف الأدوية المركبة بغدادي الأصل ولكنه رحل إلى القيروان. وموفق الدين عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي المعروف بابن اللباد وكان له باع في الطب والنبات وخاصة فيما يخص الأدوية وله في ذلك مؤلفات عديدة.

المصدر للأمانة العلمية

الرواد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير