تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

: ففي اختلاف العلماء رحمة، فهذه أيضاً فتوى الأستاذ الدكتور محمد بكر إسماعيل أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر ((الاسم رائد - فلسطين، الوظيفة: مهندس)) ((السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو من سماحة الشيخ إفادتي في السؤال التالي مشكوراً: هل قراءة سورة الفاتحة على أموات المسلمين جائزة أم لا؟ وفي كلتا الحالتين أرجو الدليل من الكتاب والسنة، وشكراً لكم على سعة صدركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.)) ((الإجابة)) بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وبارك الله فيك، وهدانا وإياك إلى الصراط المستقيم. ((الإجابة عن هذا السؤال تتلخص في أن قراءة الفاتحة، أو قراءة أي شيء من القرآن جائزة، وتصل للميت إن شاء الله؛ لأن الدعاء للميت من الأمور المستحبة، فقراءة القرآن كالدعاء لما تشتمل عليه من الذكر، كالتسبيح والتحميد والتكبير وما إلى ذلك. وأستدل على هذه الفتوى بقوله تعالى في سورة الإسراء: " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"، فالرحمة هنا في الآية عامة للأحياء والأموات، وهي أيضًا رحمة حسية ومعنوية، حسية بالنسبة للأحياء، ومعنوية بالنسبة للأموات، فلا داعي أبدًا من الحكم على أن قراءة القرآن لا تصل للميت، ولا داعي أيضًا إلى القول بأن قراءة القرآن للميت بدعة فالبدعة هي كل أمر يخالف الدين ويظن فاعله أنه من الدين، وكل شيء له أصل في الدين لا يكون بدعة، وإن وقع فيه مكروه. لكن على كل حال قراءة القرآن كالدعاء تمامًا بالنسبة للميت، فلا ينبغي أن نختلف على ذلك. والله أعلم. ( http://www.islamonline.net/LiveFatwa/Arabic/Browse.asp?hGuestID=Bcx61Q)

و من ثم، هذا ما قاله العلماء عن البدعة: روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: [[من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد]]. وفي رواية لأبي داود: [[من صنع أمراً على غير أمرنا فهو رد]]. وروى الإمام أحمد وغيره أن عصيب قال: بعثت إلى عبدالملك بن مروان وقال إنا جمعنا الناس على أمرين رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد الصبح والعصر فقال أما إنهما أمثل بدعكم عندي ولست بمجيبكم؟؟ إلى شيء منهما قال ولم قال لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [[ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة. فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة]]. وروى الطبراني وغيره مرفوعا: [[ما تحت ظل السماء من إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع]]. وروى الطبراني مرفوعا بإسناد حسن: [[إن الله تعالى حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته]]. وروى الطبراني بإسناد صحيح عن عمر بن زرارة قال: وقف على عبدالله بن مسعود وأنا أقص فقال يا عمر لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو أنت أهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ قال: فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى ما بقي عندي أحد. والله أعلم

- وعلينا ألا نتهاون بتأخير الأوامر الشرعية بل نبادر لفعلها ولا نستأذن في ذلك أحداً. أما الأمور المستنبطة فربما دخلها الاستدراج فلا نفعل شيئا منها، وذلك لأن البدعة ولو استحسنت قد لا يرضاها الله ورسوله، بقرينة ما رواه ابن ماجه والترمذي مرفوعا: [[من ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها]] والوقوف على حد ما ورد في الشريعة أكمل في الإقتداء به صلى الله عليه وسلم من إتباع البدعة ولو استحسن لأننا في حال الوقوف على حد الشريعة متبعون وفي حال تعدينا لحدودها الصريحة مبتدعون ولو بالاسم وأيضا فإن نظر الشارع أتم وأكمل من نظرنا ولو بلغنا الغاية في الفهم على أنه قد استقرئ أنه ما تعدى أحد الشريعة وعمل بما ابتدع إلا وأخل بجانب كبير من صريح السنة المحمدية.

وإيضاح ذلك أن الله تعالى أنزل الشريعة على أعلى غاياتها فما ترك إلا ما علم تعالى أن خواص عباده لا يقدرون على المداومة عليه وجعل لكل مأمور شرعي وقتا فإذا زاد العبد على ذلك أخذ ذلك المزاد وقت غيره من باقي المأمورات ولم يبق له وقت يفعله فيه فمثل هذا زاد بدعة وترك سنة أو سنناً.

فإن الله تعالى يقول: {ما فرطنا في الكتاب من شيء}

فقف يا أخي عن العمل بكل شيء لم تصرح الشريعة بحكمه، ولم تجمع العلماء عليه ولا تتعد فإن الله لا يؤاخذك إلا بما صرحت به الشريعة، كما أنه لا يؤاخذ الصحابة إلا بما صرح به القرآن والسنة، وقدر يا أخي نفسك أنك في زمن الصحابة وقبل وجود جميع المذاهب هل كان الحق تعالى يؤاخذك.

قول أخير لأبي المعالي (وقد تفرد بهذا القول): (ويسن أن يقرأ عند الميت يس والفاتحة وتوجيهه إلى القبلة).

ولم يذكر في الكتاب الحديث المعتمد عليه. عدا سورة يس.

وقال البعض: أن قراءة الفاتحة هي على طريق الثناء والدعاء لا على وجه القراءة. فسورة الفاتحة هي استفتاح للدعاء للميت لأن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي (أبو عبد الله) يقول عن قراءة الفاتحة في (صلاة الجنازة): أنها استفتاح للدعاء للميت، فقراءة الفاتحة استفتاح، ثم يلحقها الدعاء للميت، ومن ذلك قول جلال الدين أبو عبدالله محمد بن سعدالدين بن عمر القزويني في سورة الفاتحة أن العبد إذا افتتح حمد مولاه، والمقصود الأكبر من صلاة الجنازة هو الدعاء للميت ولهذا كان عامة ما فيها من الذكر دعاء استفتاحاً بالفاتحة.

قال ابن القيم قال شيخنا بن تيمية:لا يجب قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة بل هي سنة.

والله أعلم.

المراجع

1ـ الإيضاح في علوم البلاغة، جلال الدين أبو عبدالله محمد بن سعدالدين بن عمر القزويني، دار إحياء العلوم – بيروت، الطبعة الرابعة، 1998. ص 74

2ـ العهود المحمدية. دون سنة طباعة.

3ـ الفتاوى الكبرى، أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، دار المعرفة – بيروت، الطبعة الأولى، 1386 تحقيق: حسنين محمد مخلوف، ج1 ص 340

4ـ الإقناع ج1 ص 210، دون سنة طباعة.

5ـ شرح منتهى الإرادات، ج1، ص 339، دون سنة طباعة.

6ـ http://www.islamonline.net/LiveFatwa/Arabic/Browse.asp?hGuestID=Bcx61Q

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير