تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المثلث الأموي]

ـ[نور صبري]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 03:51 م]ـ

لعلك تظن انه مثلث جغرافي على الخارطة أو حربي، لكن قلّما يُعرف من كونه يشكل رؤس لثلاثة شعراء عاشوا في العصر الأموي، وهم: جرير والفرزدق والاخطل. امتاز لونهم الشعري بالهجاء، وعُدّ جرير أشعر الثلاثة يليه الفرزدق فالاخطل؛ وكان للتعصب القبلي دور في وضع الاخطل مع الشاعرين، ولإنهما من مضر فتعصبت ربيعة لشاعرها الاخطل وأفرطت فيه، فأعلم ان منزلة الأخطل كانت دون جرير والفرزدق.

وبالتأكيد أن لكل شاعر غرضاً شعرياً أمتاز به عن غيره؛ فقد كان جرير يُحسن ضروباً من الشعر لايحسنها الفرزدق، فأتُفِق أن جرير أغزلهم، والفرزدق أفخرهم، والأخطل امدحهم. أما بالنسبة للتراكيب والأسلوب فإن شعر الفرزدق صلب ومتماسك، أما جرير فقد عُرِف برقة شعره، وبالتأكيد لأن الغزل ترافقه الرقه. وقد أُثر عن مالك ابن الخطل قولاً حينما وصل الأخطل تهاجي جرير والفرزدق، فقال له: إنحدر الى العراق حتى تسمع منهما وتأتيني بخبرهما، فأتى اباه فقال:"جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر".

فهذا يدل على سبك الفرزدق لكلماته ورقة شعر جرير. وأكد الفرزدق ذلك حين قال:" ما أحوجه مع عفته الى صلابة شعري، وما أحوجني الى رقة شعره".

كذلك ينسب له القول:"وإني وإياه لنغترف من بحرٍ واحد، وتضطرب دلاؤه عند طول النهز". والنهز: كلام لامعنى له. أراد بقوله؛ ضعف جرير في الغوص على المعاني.

أضف الى ان الفرزدق كان أكثرهم بيتاً مقلداً، والبيت المقلد هو المشهور الذي يضرب به المثل.

ولأن الشعر يرويه كل قوم بأهوائهم، نحتكم الى الشاعر مروان ابن ابي حفصة الذي أنصفهم بقوله:

ذهب الفرزدق بالفخار وإنما حلو الكلام ومره لجريرِ

ولقد هجا فأمض أخطل تغلبٍ وحوى اللهى بمديحه المشهورِ

كل الثلاثة قد أجاد فمدحه وهجاؤه قد سار كل مسيِِرِ

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير