تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[القول اللبيب في الذب عن الحبيب (صلى الله عليه وسلم)]

ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[11 - 02 - 2006, 01:38 ص]ـ

[القول اللبيب في الذب عن الحبيب (صلى الله عليه وسلم)]

[ line]

استمعت إلى بعضهم ( ... ) وهم يهونون مما يحدث حولهم، بل ويتحدثون وكأن ما حدثً أمراً عادياً، مما دعاني إلى الكتابة.

فحب الله و رسوله موجود في قلب كل مؤمن لا يمكنه دفع ذلك من قلبه إذا كان مؤمناً، و تظهر علامات حبه لله و لرسوله إذا أخذ أحد يسب الرسول (صلى الله عليه وسلم)، و يطعن عليه، أو يسب الله و يذكره بما لا يليق به، فالمؤمن يغضب لذلك أعظم مما يغضب لو سب أبوه و أمه.

[ line]

الذب عن الدين فرض واجب

فقد جاء في (إيضاح الدليل) أن: الذب عن الدين لمن تمكن منه فرض واجب، والرد على أهل البدع أمر لازب، مع أنه لا يقدر على الحمل على الاعتقاد إلا الرب الذي بيده تصاريف قلوب العباد، وغاية المنتصب لإقامة الدليل بيان إبطال حجج أهل التشبيه والتعطيل، فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء.

(إيضاح الدليل 1/ 89)

[ line]

المحاربة باللسان والكلمة

وبعد إن الرسومات الكاريكاتورية التي رسمت قاصدة الإساءة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي نوع من الحرب، فقد جاء في (الصارم المسلول):

الوجه الخامس: أن المحاربة نوعان: محاربة باليد، و محاربة باللسان. و المحاربة باللسان في باب الدين: قد تكون أنكى من المحاربة باليد. ولذلك كان النبي (عليه الصلاة و السلام) يقتل من كان يحاربه باللسان، مع استبقائه بعض من حاربه باليد. د

خصوصاً محاربة الرسول (عليه الصلاة و السلام) بعد موته فإنها إنما تكون باللسان، و كذلك الإفساد قد يكون باليد، و قد يكون باللسان، و ما يفسده اللسان من الأديان أضعاف ما تفسده اليد، كما أن ما يصلحه اللسان من الأديان أضعاف ما تصلحه اليد. فثبت أن محاربة الله و رسوله باللسان أشد، و السعي في الأرض لفساد الدين باللسان أوكد فهذا الساب لله ولرسوله أولى باسم المحارب المفسد من قاطع الطريق.

(الصارم المسلول 1/ 389)

وبذلك تدخل هذه الرسومات الكاريكاتورية في باب المحاربة باللسان، لأنها عبارة عن توجيه لمجموعة من الأفكار حول الإهانة لشخص النبي (صلى الله عليه وسلم)، وبذلك تكون هذه الرسومات أشد من الحرب باليد والآلة. بل وأنكى من الحرب باللسان لأنها تعبيرات واضحة ظاهرة لا تحتاج إلى تفسير أو بيان شرح.

[ line]

من هنا نتناول هذا الموضوع من وجهتين، ونتبعه بفصل في الصبر:

(أ) الوجهة الأولى: الدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

(ب) الوجهة الثانية: قتل من سب أو أساء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم).

(ج) فصل في الصبر والنصر.

[ line]

( أ) الدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

[ line]

يجب علينا الدفاع عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، والذي يؤكد ذلك ويبينه أشد التأكيد ما يلي:

أولاً ـ المولى (عز وجل) يدافع عن النبي (صلى الله عليه سلم)

1ـ خندق من نار

عن أبي هريرة (رضىي الله عنه) قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ فبالذي يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته [فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته] قال: فما فجأهم إلا أنه يتقي بيده وينكص على عقبيه، فأتوه فقالوا: ما لك يا أبا الحكم؟ قال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار، وهولاً، وأجنحة. قال أبو المعتمر: فأنزل الله جل وعلا: {أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى} إلى {فليدع ناديه}. قال: قومه {سندع الزبانية}، قال الملائكة: {لا تطعه} ثم أمره بما أمره من السجود في آخر السورة، قال: فبلغني عن المعتمر في هذا الحديث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا).

(صحيح ابن حبان 14/ 525)

2ـ الله يرسل ملك الجبال ليدافع عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير