تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هكذا يكون التأديب]

ـ[فاكهة المجلس]ــــــــ[26 - 05 - 2006, 04:22 ص]ـ

[هكذا يكون التأديب]

هذه قصة حقيقية قد حكاها أبو محمد عندما زرته في مكتبه ...

وسط الزحام وكثرة الانشغال تتوق النفس للترويح ربما للهروب من جفاء المادة التي أثرت علي كل شئ حتى مشاعرنا وربما لميل النفس لأنس الصديق فقمت قاصدا أبا محمد صديقي لنتجاذب أطراف الحديث فرحب بي كعادته واصطحبني للطابق العلوي لمكتبه وكله سعادة لزيارتي وبدأنا تبادل الحديث و التنقل من موضوع للأخر وتطرق الكلام للسؤال عن الأهل والولدان ونحن نشرب الشاي.

فبادرت أبا محمد قائل:

إنني لا أملُّ من سماع قصتك مع ولدك الأكبر الذي سافر لدراسة الطب في أمريكا , أود لو تحكيها لي ........ فضحك أبو محمد قائل:

يبدو أنك أصبحت من المعجبين بهذه القصة قلت نعم لأنني أحس فيها بفيض من المشاعر المختلفة مما يعطيني تصور لما آل إليه حال كثير من الناس لذا أحب سماعها منك كلما التقينا فرد أبو محمد قائلا:

ابني محمد كان طالباً مجتهدا في دراسته جدا ,,,, لذا قررنا إرساله لأمريكا لدراسة الطب هناك وأنت تعلم يا صديقي مدي تعلق قلوب الأبوين بولدهما الأكبر وتعلق أملهما به.

فأعددنا له العدة ولم نبخل عليه بشيء وكلنا فخر به وسعادة لما سيحققه لنا وسافر وسافرت معه قلوبنا. نطمئن عليه صباح ومساء ونتابع أحواله وأخباره عبر الهاتف.

لا تدري كم كانت فرحتنا به عند سماع خبر تفوقه وفجأة انقطعت الاتصالات وبعدت المسافات بيننا وبين فلذة كبدنا فطارت الفرحة من قلوبنا واضطربت أحوالنا وصرنا لا ندري ماذا نفعل!!!

كيف نصل لولدنا؟؟ كيف نطمئن عليه؟؟؟ تُري ماذا حدث له؟؟؟؟ أحي هو أم ميت؟؟؟؟؟

وساورني شعور بالندم لماذا أرسلته! لماذا أبعد ته عني!!! ثم تداركت الأمر وحاولت أن لا أبدو بمظهر ضعف واستسلام أمام والدته ...

فاستعنت الله وتركت كل المهام ولم يعد أمامي هدف سوي البحث عن ابني , فحصلت على هواتف معارفه هناك وتبين لي بعد طول عناء أن ابني مازال حيا يرزق لكنه غرق في الشهوات وتعرف علي فتاة مكسيكية ثم تزوجها وترك الدراسة ويعمل في فندق لأجل العيش.

حاولت الاتصال به , إرسال إليه رسائل , لكن بلا جدوى أرسلت إليه أذكره بحلمنا الذي ضيعه.

وأمالنا التي تاهت منه في أرض الغربة ومرت الأيام حتى صارت شهور وحالنا كما هو.

فيا لها من مصيبة ... انظر كيف تنساب الكلمات مني الآن سهلة وهكذا المصائب , كما قال نصر بن سيار:

(كل شئ يبدو صغيرا ثم يكبر إلا المصيبه فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر)

ثم سيطرت علينا فكرة وهي أن نذهب إليه لعله إذا رآني استحي وتراجع أو لعله إذا رأي حال أمه وانكسار قلبها وتحطم أمالها إنكسر قلبه لها, ولان سافرنا لأمريكا ونزلنا أرضا لم نحلم بها قط لم يشغلنا فيها شئ لم تستوقفنا الثلوج ولم يؤخرنا الصقيع عن هدفنا.

وذهبنا للفندق فوضعنا حقائبنا وكان الوقت حين وصلنا إليه ليلا يجمع قسوة البرد وألم الغربة وأنين قلبين حائرين غير ما يخفي علينا خرجنا من الفندق نحلم باللقاء .......

ووصلنا شقة ابننا وقفنا أمام الباب وقلوبنا ترقص فرحا لقرب الحبيب وتلعثمت الكلمات في أفواهنا بأي الكلام نبدأ وضعت يدي علي الجرس وزوجتي ترفع يديها للسماء!!!

وكانت المفاجأة ابني وزوجته يقفان في الشباك يتابعانا بعد أن علما بوجودنا وامتنعا عن استقبالنا حاولت الإشارة إليه متذللا افتح يا بني قدّر السفر ومشقته والليل وقسوته .... لكن بلا جدوي.

والله لو رأيت والدته وهي تناديه بأرق الكلمات تغطيها بالعبرات لأبكاك حالها وعدنا وخيبة الأمل تلاحقنا والإحساس بالهزيمة يمزق قلوبنا لما كل هذه القسوة؟

دخلنا الفندق والصمت يخيم علينا ليجوب القلب الحاني أجواء الأمل قلنا ننتظر للصباح ربما يتغير الحال ربما دفعه لهذا شعوره بالذنب وتسابقت المبررات لقلوبنا تعذره وتدافع عنه ومضت الساعات الباقية من الليل وفي الصباح دق جرس الهاتف فتسابقت قلوبنا إليه قبل أيدينا قلنا حقا لقد راجع ابننا نفسه ورجع إلينا ورفعت الهاتف فإذا بإدارة الفندق تطلب مني النزول لمقابلة الشرطة فأسرعت بارتداء ملابسي ونزلت وأنا أحدث نفسي بأنني لست المطلوب ربما خطأ أو تشابه في الاسم!!!!!! ولكن المفاجأة الأخرى عندما سألني الشرطي أنت فلان؟ من بلد كذا؟ وأنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير