قال مؤلف كتاب الحرب العالمية الثانية (ص/ 446 - 447): " وقد يكون من المناسب أن نتحدث قليلاً عن هذه القنبلة الذرية الأولى فنردد ما ورد على لسان أحد اليابنيين في حديثه مع مارسيل جونو , ممثل الصليب الأحمر , عن ماهية هذا الانفجار الرهيب قال: وفجأة ظهر في السماء ضياء وردي باهت اللون شديد جداً , يرافقه اهتزاز غير طبيعي ثم لحقت به مباشرة موجة من الحرارة الخانقة ورياح عاصفة كانت تجتاح كل ما تجده أمامها.
وفي ثوان قليلة أحترق الآلاف من الناس الذين كانوا يسيرون في الشوارع أو يجلسون في الشوارع العامة القائمة في وسط المدينة كثيرون قتلوا بالحرارة الهائلة التي انتشرت في كل مكان وآخرون كانوا يبقون فوق الأرض صارخين من الألم وقد انتشرت في أجسادهم حروق مميتة، كل ما كان قائماً فوق منطقة الانفجار - جدران، منازل، مصانع وأبنية أخرى – قد أبيد إبادة تامة، واندفع فتات هذه الأشياء نحو الفضاء في دوامة رهيبة، الحافلات الكهربائية انتزعت من خطوطها الحديدية وانقذفت كما أنها لو أنها فقدت وزنها وتماسكها، القطارات هي ارتفعت بدورها وكأنها مجموعة من لعب الأطفال، الخيول والكلاب والماشية أصابها ما أصاب البشر، كل ما كان من الأحياء قد فقد حياته في وضع مؤلم يعز على الوصف واختفت الأشجار في اللهيب وفقدت شتلات الأرز خضرتها واحترق العشب الأخضر كما يحترق القش اليابس.
أما ما وراء منطقة الموت فقد انهارت المنازل وأصبحت أكواماً من الألواح الخشبية والقرميط والأعمدة الحجرية، لقد انهار كل شيء كما تنهار بيوت الكرتون في دائرة قطرها عشرة كيلو متر، أما الذين كتبت لهم النجاة من الموت فقد وجدوا أنفسهم محاطين بستار من اللهب، أما الأفراد القليلون الذين استطاعوا اللجوء إلى مخبأ من المخابيء فقد ماتوا بعد عشرين أو ثلاثين يوماً من الألم بتأثير إشعاعات " غاما " المميتة وفي المساء بدأت النيران تنخفض ثم ماتت، إذ لم يعد هناك شيء تأكله هذه النيران، لقد انتقلت هيروشيما إلى العدم " اهـ.
هذه بعض معالم حضارتكم التي تتغنون وتتباهون بها وتتطاولون بها على الإسلام وعلى نبي الإسلام وما تزالون في الازدياد من كل ألوان الظلم والإفساد وما تزالون في ازدياد من اختراع وسائل الدمار والهلاك والإهلاك والبوار وتلك والله هي نهاية الوحشية والحيوانية قال تعالى: (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا).
فاجعلوا قنابلكم ومنها قنبلة هيروشيما وأخواتها تيجاناً لكم ولزعمائكم واجعلوا سائر أسلحة الدمار الشامل أنياباً ومخالب لكم تفترسون بها الوحوش والبشر.
(وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون).
كتبه: ربيع بن هادي عمير المدخلي
28/ 12/1426هـ
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[13 - 02 - 2006, 12:45 ص]ـ
حسُن مسعاك، وطاب مرعاك، وسدد الله خطاك، ووفقك الله لما يرضاه ويرضاك.
ـ[معالي]ــــــــ[13 - 02 - 2006, 09:40 م]ـ
جزيت خير الجزاء
وجُعل في موازين حسناتك وفي موازين حسنات الشيخ ربيع وفقه الله لكل خير ..
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 06:23 م]ـ
حياك الله اخي حمدي كوكب , لا حرمك الله الاجر
ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 06:23 م]ـ
جزاكِ الله خيرا مثله اختي معالي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 04:14 م]ـ
بوركت , وجزى الله الشيخ خير الجزاء