تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو طارق]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 06:54 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استكمالاً للموضوع السابق:

أسباب التفضيل بين الأبناء:

البعض من الآباء قد يفضل بعض الأبناء على بعضهم لأسباب قد يراها موافقة له على ذلك، والصحيح عكس ما كان يعتقد، فمن تلك الأسباب:

1 - أن يكون الطفل من الجنس الغير مرغوب فيه جهلاً لكونه أنثى:

ما ذنب الطفل إن ولد في حياته أنثى، لقد حث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على العناية بالبنات ورعايتهن أشد رعاية والاهتمام بهن وعدم عضلهن، وأنهن الحجاب من النار إذا أحسنت تربيتهن، فقال صلى الله عليه وسلم: [من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين] وضم أصابعه (رواه مسلم). ـ أي من رعى بنتين وقام عليهما بالمؤونة والتربية جاء مصاحباً لنبي الله صلى الله عليه وسلم ـ، وقال صلى الله عليه وسلم: [من ابتلي ـ أي اختبر ـ من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار] (متفق عليه)، فهل أحسنت إلى ابنتك أنت؟ أم أهنتها وأذقتها المرارة؟ وجرعتها كأس الحرمان من الزواج من أجل تلك الوظيفة والعقبة الدنيئة، قال صلى الله عليه وسلم: [اللهم إني أحرج حق الضعيفين، اليتيم والمرأة] (رواه النسائي وغيره بإسناد حسن)، ومعنى ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم يلحق الإثم بمن ضيع حقهما، وحذر من عاقبة ذلك تحذيراً بليغاً. وقال صلى الله عليه وسلم: [إن شر الرعاء الحطمة، فإياك أن تكون منهم] (متفق عليه) ومعنى الحطمة: العنيف برعاية الإبل، فقد ضربه النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لوالي السوء، الذي يظلم من هو تحت ولا يته من أهل وغيرهم، وما فيه من قسوة وجلافة، وعنف وعدم رحمة، وبعده عن الرفق والشفقة. وقال صلى الله عليه وسلم: {استوصوا بالنساء خيرا} (متفق عليه).

2 - أن يكون الابن قليل الحظ من الجمال أو الذكاء، وما جريمة الطفل إذا كان قليل الجمال، أو دميم الخلقة، أو كان قليل الذكاء، أو لم ذا ذكاء فارط، حتى يخترع الصواريخ والسفن الفضائية، فهذه الأمور ليست بيد أحد من الخلق أجمعين، بل بيد الله وحده سبحانه العليم الحكيم، الذي خلق كل شيء بقدر، ولهذا قال تعالى: " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " فإن كان الأمر بيد الله تعالى، والأمر إليه من قبل ومن بعد فلا يحق للآباء أن يفضلوا بين أبنائهم من أجل أمور خارجة عن إرادة البشر أجمعين، بل قد يكون هناك من الآباء من أهو أشد غباءً من ابنه، ومع ذلك يفضل بعض الأبناء على بعض بسبب تلك الظاهرة.

3 - أن يكون أحدهم محبوباً دون الآخرين لكثرة حركته أو قلة حركته، فهذه كسابقتها، لا يجوز لأحد أن يفرق بين أبنائه في التعامل والعطية والمحبة من أجل مثل ذلك الأمر، فمن كان السكون طبعه فكل الناس يرجو مثل هذا الولد، ومن كان مشاكساً ومشاغباً وكثير الحركة، فالتعليم يجدي فيه، بأن يكتسب الهدوء والسكينة بما يتلقاه من التعليم من قبل الوالدين، وليس هذا مسوغاً في التفريق بين الأبناء في المعاملة.

4 - أن يكون أحدهم مصاباً بعاهات جسدية ظاهرة، فهذا بدل التفريق يحتاج إلى الكثير من الحنان والمحبة، حتى يخرج من محنته التي هو فيها، فقد تكون هذه العاهات سبباً لتسميته بها، وهذا أمر محرم بنص الكتاب الكريم فقد قال الله تعالى: " ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب " قال بن كثير رحمه الله: لا تتداعوا بالألقاب وهي التي يسوء للشخص سماعها. وقال بن جرير الطبري: والذي هو أولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره، نهى المؤمنين أن يتنابزوا بالألقاب، والتنابز بالألقاب: هو دعاء المرء صاحبه بما يكرهه من اسم أو صفة، فغير جائز لأحد من المسلمين أن ينبز أخاه باسم يكرهه أو صفة يكرهها.

دمتم بخير.

ـ[جنون الفصحى]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 10:07 ص]ـ

أخي أبا حلمي

مبدأ العدل من أبرز ما يقرره الإسلام

ولذلك عندما سٌئل النبي صلى الله عليه وسلم

عن كلمة جامعة لمعاني الإسلام

تلا قول الله تعالى ((إن الله يأمر بالعدل

والإحسان وإيتاء ذي القربى

وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي

يعظكم لعلكم تذكرون))

والنصوص التي تحث على العدل بين الناس

كثيرة ....

كما أن العدل الذي ينادي به الإسلام عدل

مطلق .. عدل بين الناس جميعا

عدل حتى مع الأعداء والخصوم!!

قال تعالى ((ولا يجرمنكم شنئآن قوم

على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب

للتقوى))

فإذا كان الإسلام يوجب العدل حتى مع الخصوم والأعداء ... فإنه من باب أولى أن يوجبه

بين الأبناء.

ـ[الهاشمية]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 04:50 م]ـ

أهم ثلاث مناطق يجب عدم الاقتراب منها هي:

1 - المقارنة في الذكاء والقدرات العقلية، ومن صورها: انظروا إلى أخيكم فلان دائماً يحصل على (ممتاز) فتتبرمج فوراً على النحو التالي أمي تظن أن أخانا فلاناً ذكي ونحن أي كلام!

2 - المقارنة بالقوة العضلية والمهارة الحركية بين الأولاد، مثل: لا تتشاجروا مع فلان هو أقوى منكم، أو محادثة السمين والبدين بالنصيحة التالية: لماذا لا تمارس التمارين الرياضية وتخفف من وزنك حتى تصبح مثل أخيك فلان.

3 - المقارنة في الجمال بين البنات، ومن صورها مجرد الثناء على جمال فتاة بحضور أخت لها وما يدور في ذهن أختها كالتالي: بما أنهم مدحوا شكل أختي إذن شكلي .........

الجوانب الثلاثة كلها تمس شعور الابن بقبول الآخرين له ولعيوبه وبالتالي قبوله لنفسه مع التنبيه إلى أن مشكلة المقارنة لن تنتهي حتى مع الالتزام بما تم ذكره سابقاً؛ لأن الأبناء أنفسهم يقارنون حالهم بإخوانهم كما أن مقارنات الأقارب والمعارف وملاحظاتهم العبقرية حول الأبناء مستمرة!

لكن المشكلة ستخف كثيراً إذا ما تجنب الآباء مسألة المقارنة، إذ إن الابن يمكن أن يتقبل نفسه بنقائصه إذا تقبله الآخرون وأهمهم والداه، وهذا ما نشعره به بهذه الإجراءات، إذاً لإشاعة جو العدالة نشعر أبناءنا بالمساواة العملية وعدم المقارنة.

http://www.alhandasa.net

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير