ويقصد بها تنغيم الصوت ليساعد على فهم المعنى؛ فللسؤال نغمة، وللاستفهام نغمة، وللتعجب نغمة، وللانفعال نغمة، وهكذا. ولذا عليك في إلقاء الحديث أن تراوح نغمة الحديث، تجنبًا للرتابة، وسعيًا للتأثير في الجمهور.
? الوضوح
انطق الكلمات بأقصى درجة من الوضوح، وأخرج الحروف من مخارجها، فالثاء تنطق بطريقة مغايرة للسين، والذال يغاير نطقها الزاي.
? مظهرك وحركاتك
في الحديث لهما تأثير في الجمهور؛ ارتد الملابس المناسبة للموقف، دون مغالاة أو بهرجة يشتتان انتباه الجمهور. لا تسترح بتراخ على المنصة، وحاول أن تبدو مبتهجًا. وجِّه بصرك إلى الجمهور، وليس إلى السقف أو الأرض أو النوافذ. وإذا كنت تلقي حديثًا مكتوبًا فلا تجعل الأوراق تحجب رؤيتك للجمهور. تساعد الإيماءات والحركات في تأكيد ما تقول؛ ولكن عليك ألا تسرف فيها، وألا تستخدمها برتابة تجعل الجمهور ينتبه إليها أكثر من انتباهه لما تقول.
? الوسائل السمعية والبصرية
كالخرائط والصور الملونة، والرسوم، والأشكال البيانية والتوضيحية، والنماذج، والشرائح، والأشرطة المسجلة، كلها معينات تجعل حديثك حيًا، وتثير انتباه الجمهور، وتساعد على التذكر بصورة أكبر مما لو اقتصر حديثك على الكلمات. وعليك في اختيار الوسائل التأكد مما يلي:
? أن تخدم الوسيلة غرضًا محددًا، فنموذج أو مُجسّم للأذن يفيد أكثر من مجرد رسم للأذن عند شرح أجزاء الأذن ووظائفها، والاستماع إلى تسجيل للهجات المحلية مفيد عند مناقشة هذه اللهجات.
? استخدم الوسائل بقدر حاجتك إليها، دون إسراف؛ فلا تعرض خريطة لكل إفريقيا وأنت تعالج أهم المعارك العسكرية في الحرب العالمية الثانية.
? اختر الوسيلة ذات الحجم المناسب لمشاهدة الجمهور، وضع في اعتبارك حجم الغرفة وعدد المستمعين.
? تدرب على استخدام الوسائل التي تختارها. وتذكر وأنت تستعمل الوسائل المعينة ما يلي:
1. جهِّز الوسيلة قبل إلقاء حديثك، واجعلها بعيدة عن أنظار جمهورك، حتى يحين الوقت المناسب لاستخدامها، وبهذا تتجنب تشتت انتباه الجمهور.
2. ثَبت الوسائل على حوامل، ولا تمسكها بيدك وأنت تتحدث.
3. استخدام أية وسيلة يجب أن لا يقطع تواصلك البصري مع الجمهور.
4. اختبر مقابس الكهرباء والأجهزة قبل الحديث؛ لتتأكد من سلامتها.
5. تمرير الوسيلة على الجمهور أثناء الحديث يشتت انتباهه، ويمكن -إذا كان ضروريًا- أن يتم التمرير قبل الحديث أو بعده.
6. تذكر أن الجمهور هو الغاية؛ فتحدث إليه؛ وليس إلى الوسيلة.
? رهبة المسرح
مصطلح يشير إلى القلق الذي يعانيه بعض المتحدثين، وقدر من القلق يفيد في تحقيق النجاح، ولكي تتجنب توتر الأعصاب، انشغل بمتابعة من يتحدثون قبلك، وحين يجئ دورك، خذ نفسًا عميقًا، وثق في نفسك، وتذكر أن الجمهور في جانبك، ثم ابدأ حديثك، وستجد أن القلق بدأ يزول.
::: تأكد أن المستمعين يفهمون ما تتحدث عنه، واجعل ألفاظك ملائمة لقدراتهم.:::
ـ[معالي]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 11:01 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أختي ليلى هذا النقل الجميل والمفيد، غير أني أؤكد أن تطبيق هذه الإجراءات الطويلة ليست ذات أهمية إن لم يكن هناك وقوف متكرر أمام الجماهير، واسألي مجربة:)
بقيت لي ملاحظة إن أذنتِ لي:
" ورد في منقولك هذا حديث عن الثقة بالنفس، وقد قرأت في مكتبة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله المقروءة في موقعه، وبالتحديد في كتاب (المناهي اللفظية)، نهيًا عن استخدام هذه العبارة!
وقد دوّنتُه عندي، وهاك ما جاء فيه:
قولهم: (تجب الثقة بالنفس): في تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى لما سئل عن قول من قال: (تجب الثقة بالنفس)، أجاب فقال: لا تجب، بل لا تجوز الثقة بالنفس، ففي الحديث: (ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، وقد قال الشيخ ابن قاسم رحمه الله تعالى، وهو والد إمام المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن ووالد المؤلف المشهور الشيخ عبدالملك صاحب دار القاسم وهو أيضًا محقق فتاوى ابن تيمية رحمه الله، قال معلقًا عليه: (وجاء في حديث رواه أحمد رحمه الله: وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة، وإني لا أثق إلا برحمتك) " ا. هـ
فاللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين فنهلك.
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء.
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 11:54 م]ـ
لم أجد عند الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد، في معجم المناهي اللفظية، حديثا عن هذا التعبير، وكأنه لا يرى فيه بأسا، وقد جرى هذا التعبيرعلى لسان بعض العلماء ولم ينكَرْ عليهم، ففي تفسير التحرير والتنوير للطاهرابن عاشور - في أثناء تفسير الآية رقم 54 من سورة المائدة - قال: (ولم يزل الإعراض عن ملام اللائمين علامة على الثقة بالنفس وأصالة الرأي)، ومع ذلك فقد أقترح أن نستعيض عنها بقول: (الاعتداد بالنفس) ومعناه الاهتمام بها وصيانتها عما يشينها من ألوان النقائص، فمن شأن ذلك أن يورث الثبات عند مواجهة الناس، وبالله التوفيق.
¥