وعبر هذا الاستعراض الموجز لإسهامات سماحته في خدمة الإسلام والمسلمين نجد أن حياته العلمية زخرت بالعديد من العطاءات والإضافات التي تحسب له على جميع المستويات والأصعدة في مجال الدين والعقيدة والدعوة الإسلامية والجهاد ودعم الأقليات وتشجيع الشباب المسلم على مواجهة حركات التغريب والتصدي لجميع التحديات التي يمكن أن تتمخض عنها الأيام, ومما لا ينكر أن جهود سماحته قد تجاوزت حدود وطنه الصغير لتصل الى أقطار العالم الإسلامي وجميع ديار الإسلام والمسلمين في جميع ربوع العالم الأمر الذي يدل دلالة عميقة المغزى على إدراك سماحته وحرصه الشديد على ترسيخ مفهوم الإخوة الاسلامية الواسعة النطاق,, كما يجسد شعوره الشخصي بأنه مسئول عن السعي في أمر أي مسلم وتبني قضيته والعمل على حل مشكلته ما وجد الى ذلك سبيلا.
ولقد ساعده على ذلك عضويته للعديد من المؤتمرات الإسلامية والعالمية التي مهدت له ويسرت له سبل الإتصال بالكثير من الدعاة ورجال العلم وزعماء العمل الإسلامي والشخصيات البارزة في حقل الدعوة الإسلامية والشبابية والطلابية والتعرف عن قرب على مشكلاتهم والمخاطر التي تحدق بهم الأمر الذي مكن له من أن يحيط إحاطة كاملة بشؤون الدعوة والدين والمسلمين في معظم البلاد والدول,, ومكن له أيضا من الوعي بظروف الدعوة وأتاح له فرصة السعي إلى إيجاد حلول عملية لكثير من المعضلات بشكل أدق وأعمق.
مشهد مؤثر
يذكر في سيرة الشيخ أنه لما ودع الرياض ليذهب إلى منصبه الجديد في المدينة المنورة احتشد أهل الرياض حوله وألقوا خطبا ذكروا فيها مآثره وودعوه وبكوا بكاء شديداً وقام الشيخ فودعهم ولكن غلبه البكاء وسمع بكاء الشيخ كما ينقل المجذوب في كتابه (علماء عرفتهم).
ولما التقينا للوداع عشية
سفكنا دموعا واستفرنا مآقيا
وقفنا وفي العذال منا منامة
وكنا نرى أن ليس بعد تلاقيا
فودعوه وبكوا عليه,, والصحيح أن من يعاشر الشيخ ويماشيه ويمكث معه فترة لا يطيق فراقه!!
وهذه ميزة المسلم الذي لا يؤذي, المتواضع المحب لا يستطاع فراقه ولذلك كل من صحبه وجد فيه الخير, قال المجذوب: وكنت في من حضر وذكر تأثره وبكاءه قال وقلت بيتين بتلك المناسبة لما ودعوه في الجامع الكبير وبكوا وبكى الشيخ قلت:
بكينا وفاء لامرىء قل أن يرى
له في الدعاة العاملين نظير
فخلوا منامي أن ألح بي البكا
فإن فراق الصالحين عسير
الساحة الإسلامية ( http://www2.alsaha.com/sahat/Forum2/HTML/006965.html)
يرحمه الله رحمة واسعة. اللهم لا تحرمنا أجره , ولا تفتنا بعده.
هذه بعض من سيرة الشيخ. وقد أخبرني بعض الإخوة أنه قرأ في كتاب: علماء ومفكرون عرفتهم. عن فراسة الشيخ: أن تلاميذه أرادوا معرفة وقت إصابة الشيخ بالعمى. فتحرجوا من سؤاله هيبة له يرحمه الله. فتطوع أحدهم وقال: ياشيخ أتعرف النعامة؟ فقال: نعم , وقد عميت وأنا في الثامنة عشرة من عمري. ((مع اختلاف في تحديد العمى بين ما اخْبِرْتُ به , وبين ما نقلته سابقاً))
ناهيك عن كرمه وورعه. ومن يسمع شريط ((وانطفأ السراج)) للشيخ إبراهيم الدويش يسمع العجب العجاب عن الشيخ يرحمه الله.
العلم يؤنسه ... والله يحرسه
ماكان مجلسه ... للقيل والقالِ
نسأل الله أن يجمعنا بهم في دار كرامته.
دمتم بخير
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 05 - 2006, 03:36 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أبكيتني والله أستاذ أبا طارق!
رحم الله هذا الجبل العظيم، وأفسح له في قبره ونور له فيه، وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.
يا لله!
والله ما انصبّت الفتن علينا إلا بعد رحيله ورحيل صنوه العلامة ابن عثيمين رحمهما الله، وقد خنس في حياتهما رؤوس البدعة وفرق الضلالة ودعاة الفتن والشهوات، بفضل الله تعالى.
وقانا الله وإياكم شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وحفظ لنا من بقي من علماء السنة والتوحيد، وأيدهم بتأييده وتعضيده، هو ولي ذلك والقادر عليه.
شكر الله لكم، وبارك فيكم.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 05 - 2006, 09:45 ص]ـ
رحمهم الله جميعاً. ونسأل الله أن نكون خير خلف لخير سلف.
شكر الله لكِ مروركِ الطيب.
ـ[جنون الفصحى]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 08:43 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي أبو طارق
ورحم الله الشيخ (عبد العزيز بن باز) رحمة واسعة
وجمعنا به في جناته
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 10:03 ص]ـ
ورحم الله الشيخ (عبد العزيز بن باز) رحمة واسعة
وجمعنا به في جناته
اللهم آمين.
وجزاكِ الله خيراً على مروركِ العاطر
ـ[ماجد الحربي]ــــــــ[30 - 05 - 2006, 02:57 ص]ـ
هاكم هذه القصة للشيخ ابن باز رحمه الله رحمة واسعه:
جاء رجل كانت عليه ديون كثيرة إليه رحمه الله (وكان بيته مفتوح للزائرين دائماً)، وشكى إليه حالته، المهم كتب له شيك بمبلغ عشرة ألاف، فأخذ هذا الرجل الشيك فذهب إلى البنك، ولكن فعل شي يدل على دنائة نفسه وخساستها، قبل أن يذهب إلى البنك أخذ قلم فوضع في الشيك (0) أي صار المبلغ مئة ألف، فذهب إلى البنك بشيك ملفق 100000 ألف أي زاد 90 ألف أختلاس منه على الشيخ، فأعطى الشيك موظف خدمة العملاء وعمل الاجراء المناسب، وبعدها قال له: أن هذا المبلغ لايوجد لدى الشيخ، فأمر بالتحقيق معه، وأتصالوا على الشيخ فأعلموه بما حصل، فقال لهم خذوا له قرضة على حسابي، (((الله أكبر))) ماهذه الاخلاق، ماهذا الحلم، ماهذا الخلق العظيم،،،
وبعدها ثأثر الرجل صاحب الشيك، وبعدها ألتزم بالدين ألتزاما كبيرا ... وأستغفر الله وتاب إليه من فعلته ....