ـ[اسامة2]ــــــــ[07 - 01 - 2008, 04:58 م]ـ
جواب (من خلق الله؟!)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقّك؟ فيقول: الله. فيقول: فمن خلق الله؟! فإذا وجد ذلك أحدكم؛ فليقرأ: آمنت بالله ورسله؛ فإن ذلك يذهب عنه)). رواه أحمد وغيره.
وقال: ((يأتي شيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟! فإذا بلغه؛ فليستعذ بالله وليَنتَه)). أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
وقال: ((يوشك الناس يتساءلون بينهم, حتى يقول قائلهم: هذا الله خلقَ الخلق؛ فمن خلق الله عز وجل؟ فإذا قالوا ذلك؛ فقولوا: "الله احد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد.", ثم ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثاً , وليستعذ من الشيطان)).أخرجه أبو داود وغيره.
فقه الحديث:
دلت هذه الأحاديث الصحيحة على أنه يجب على من وسوس إليه الشيطان بقوله: من خلق الله؟ أن ينصرف عن مجادلته إلى إجابته بما جاء في الأحاديث المذكورة , وخلاصتها أن يقول:
آمنت بالله ورسله, الله أحد, الله الصمد, لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد. ثم يتفل عن يساره ثلاثاً, ويستعيذ بالله من الشيطان, ثم ينتهي عن الانسياق مع الوسوسة.
وأعتقد أن من فعل ذلك؛ طاعة لله ورسوله, مخلصاً في ذلك؛ أنه لا بد أن تذهب الوسوسة عنه , ويندحر شيطانه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "فإن ذلك يذهب عنه".
وهذا التعليم النبوي الكريم أنفع وأقطع للوسوسة من المجادلة العقلية في هذه القضية؛ فإن المجادلة قلما تنفع في مثلها , ومن المؤسف أن أكثر الناس في غفلة عن هذا التعليم النبوي الكريم! فتنبهوا أيها المسلمون! وتعرّفوا إلى سنة نبيكم , واعملوا بها؛ فإن فيها شفاءكم وعزكم.
ـ[اسامة2]ــــــــ[30 - 01 - 2008, 06:15 م]ـ
ابن حزم الأندلسي-رحمه الله-
قال الألباني: وابن حزم –رحمه الله- مع علمه وفضله وعقله, فهو ليس طويل الباع في الاطلاع على الأحاديث وطرقها ورواتها, ومن الأدلة على ذلك تضعيفه لحديث في صحيح البخاري, وقوله في الإمام الترمذي صاحب "السنن":"مجهول" قاله في "كتاب الفرائض" كما في "تهذيب التهذيب" وذلك مما حمل العلامة محمد بن عبد الهادي –تلميذ ابن تيمية- على أن يقول في ترجمته في "مختصر طبقات العلماء" ص401: "وهو كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث وتضعيفه, وعلى أحوال الرواة".
قلت (أي الألباني): فينبغي أن لا يؤخذ كلامه على الأحاديث إلا بعد التثبت من صحته وعدم شذوذه, شأنه في ذلك شأنه في الفقه الذي يتفرد به, وعلم الكلام الذي يخالف السلف فيه؛ فقد قال ابن عبد الهادي بعد أن وصفه بقوة الذكاء وكثرة الاطلاع:" ولكن تبين لي منه أنه جهمي جلد, لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا قليل؛ كالخالق والحق, وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلا كالرحيم والعليم والقدير ونحوها, بل العلم عنده هو القدرة والقدرة هي العلم وهما عين الذات, ولا يدل العلم على شيء زائد على الذات المجردة أصلا, وهذا عين السفسطة والمكابرة, وقد كان ابن حزم قد اشتغل في المنطق والفلسفة, وأمعن في ذلك فتقرر في ذهنه لهذا السبب معاني باطلة ".
ـ[اسامة2]ــــــــ[06 - 04 - 2008, 01:09 م]ـ
تأكيد سنّية صلاة الوَتر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله زادكم صلاةً , وهي الوتر؛ فصلّوها بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر".رواه أحمد وغيره.
فقه الحديث:
يدل ظاهر الأمر في قوله صلى الله عليه وسلم:"فصلّوها" على وجوب صلاة الوتر , وبذلك قال الحنفية؛خلافاً للجماهير , ولولا أنه ثبت بالأدلة القاطعة حصر الصلوات المفروضات في كل يوم وليلة بخمس صلوات؛ لكان قول الحنفية أقرب إلى الصواب , ولذلك فلا بد من القول بأن الأمر هنا ليس للوجوب , بل لتأكيد الاستحباب , وكم من أوامر كريمة صرفت من الوجوب بأدنى من تلك الأدلة القاطعة , وقد انفك الأحناف عنها بقولهم: إنهم لا يقولون بأن الوتر واجب كوجوب الصلوات الخمس , بل هي واسطة بينها وبين السنن , أضعف من هذا ثبوتاً , وأقوى من تلك تأكيداً!
فليعلم أن قول الحنفية هذا قائم على اصطلاح لهم خاص حادث , ولا تعرفه الصحابة ولا السلف الصالح , وهو تفريقهم بين الفرض والواجب ثبوتاً وجزاءً؛ كما هو مفصَّل في كتبهم.
وإن قولهم بهذا معناه التسليم بأن تارك الوتر معذب يوم القيامة عذاباً دون عذاب تارك الفرض؛ كما هو مذهبهم في اجتهادهم , وحينئذ يقال لهم: وكيف يصح ذلك مع قوله صلى الله عليه وسلم لمن عزم على أن لا يصلي غير الصلوات الخمس: "أفلح الرجل"؟! وكيف يلتقي الفلاح مع العذاب؟! فلا شك أن قوله صلى الله عليه وسلم هذا وحده كاف لبيان أن صلاة الوتر ليست واجبة , ولهذا اتفق جماهير العلماء على سنّيته وعدم وجوبه , وهو الحق.
نقول هذا مع التذكير والنصح بالاهتمام بالوتر , وعدم التهاون عنه؛ لهذا الحديث وغيره. والله أعلم.
(تنبيه): جاء في بعض رواية حديث: "أفلح الرجل" زيادة: "وأبيه" , وهي شاذة , ومثلها في حديث آخر , وقد بينت ذلك بياناً شافياً في "الضعيفة" في المجلد العاشر (رقم 4992).
- كقول الله تعالى في حديث المعراج: "هن خمس في العمل خمسون في الأجر , لا يبدّل القول لديّ" متفق عليه , وكقوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي حين قال: لا أزيد عليهنَّ ولا أنقص:"أفلح الرجل إن صدق" متفق عليه , وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (414). وانظر "الضعيفة" (4992).
¥