إن أمتنا تفتقد إجمالاً خطة لغوية وكذلك إلى سلطة لغوية؛ فأمور اللغة تعامل من منظور جزئي أو ثانوي لا يتناسب مع ما تطرحه اللحظة الراهنة من تحديات.
إن الإصلاح اللغوي أصبح الآن امراً ملحاً أكثر من أي وقت مضي، شريطة أن ينطلق هذا الإصلاح من مواكبة اللحظة الراهنة دون الارتداد إلى ماضٍ بعيد، أو القفز إلى مستقبل مجهول.
إن اللغة ليست قوالب تتضمن معاني، بقدر ما تشكل التفكير وتنميه، وإن أمة تقولبت لغتها ليست إلا أمة سجينة فكر ساكن، لا يتفاعل مع الواقع.
إن الحرص على سلامة اللغة وخصوصيتها ليس رغبة في الانكفاء على الذات، ولكنه وعي بأن استعارة الألفاظ والمفردات استعارة لمحمولات ثقافية يحتاج بعضها على الأقل إلى مراجعة وتمحيص.
إن التعامل مع الطفل مهمة شاقة وأمانة ثقيلة، لا يضطلع بها إلا من هم أهل لها.
إن تنمية لغة الطفل العربي عنصر من عناصر بنية متكاملة تعني بتنمية ثقافة الطفل العربي.
إن ما يطرحه المؤتمر من توصيات أو اقتراحات يحتاج إلى حوار مجتمعي، حوار يحثنا جميعاً على إعادة التفكير في أطروحاته بغية التأكيد عليها أو تعديلها أو تغييرها بالكلية إن اقتضت الضرورة.
إننا نؤكد حق الطفل في أن يحتفظ بلغته الأم سواء كانت عربية أو غيرها من لغات الأقليات المختلفة داخل المجتمع المواحد.
ولقد انتهي المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات من بينها:-
أولا: التعليم
تطوير الأنظمة التربوية العربية في بنياتها ومناهجها وطرائقها، بحيث تستوعب جميع الأطفال في سن المدرسة، وتزودهم بالمعارف والمهارات اللازمة للتفوق في عصر العولمة.
دعوة وزارات التربية والتعليم في كل بلد عربي للعمل على تعميم فكرة إنشاء مدارس ابتدائية تعتمد فيها اللغة العربية لغة وحيدة للتواصل في هذه المدرسة دون أي استخدام للعامية طوال اليوم المدرسي، داخل الصف وخارجه.
الاهتمام بمعلمي العربية عامة ومعلمي الأطفال خاصة مادياً وأدبياً.
إعداد المعلمين في جميع المواد في جميع مراحل التعليم العام، إعداداً جيداً في حقل اللغة العربية.
اعتبار اجتياز اختبار شفاهي وكتابي في اللغة العربية شرطا من شروط تعيين عضو هيئة التدريس في الجامعات والمعاهد المتوسطة وفي جميع التخصصات.
التشديد في شروط القبول للجامعات وكليات إعداد المعلمين على موضوع اللغة ورفع المستوى التعليمي والمطالبة بتدريس العربية باللغة العربية ذاتها وليس من خلال لغة وسيطة؛ وتوزيع حصص الأدب والقواعد على معلمين مختلفين.
استكمال التعريب في جميع مراحل التعليم ومستوياته وتخصصاته، لأن تأصيل العلوم وإيجاد مجتمع المعرفة لازمان لتحقيق التنمية البشرية، في أمة من الأمم، وذلك لا يتم إلا بلغتها الوطنية.
وضع خطة عاجلة لتزويد المؤسسات التعليمية العربية بأجهزة الحاسب الآلي وتطوير أساليب تعلم اللغة العربية السليمة من خلالها للطلاب غير القادرين على اقتنائها.
دعوة المجامع العربية إلى القيام بإجراء بحوث تتناول الرصيد اللغوي الوظيفي لكل مرحلة من مراحل الطفولة، أو التشجيع على إجراء هذه البحوث ودعمها مادياً وأدبياً. فالرصيد اللغوي الوظيفي هو الأساس الذي ينبنى عليه إعداد المناهج المدرسية وتصنيف معاجم الأطفال.
تأسيس معهد أبحاث لتخطيط تعليم اللغة العربية وتشجيع التخصص والبحث العلمي ومعالجة قضايا مختلفة منها: تيسير قواعد اللغة وأساليب تدريسها وكيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة (التلفزيون والحاسوب) لتعليم العربية وآدابها وتطوير مجال" الفعاليات التربوية وتوجيهه بحيث ينمي الشعور بالهوية القومية وتأسيس خصوصية ثقافية عربية حضارية مبدعة.
تأسيس مراكز للتدريب على المحادثة بالفصحى في كل بلد عربي وفي المهاجر على وجه الخصوص على أن تعتمد أسلوب الإتقان الوظيفي للغة، أي إتقان استعمال اللغة بدلا من التركيز على دراسة القواعد المجردة.
تغيير أساليب التعليم من التلقين إلى الإبداع والمشاركة وتوسيع آفاق الطالب وتذويت اللغة العربية.
وضع مخطط علمي لمنهج متكامل لتعليم اللغة العربية في المدرسة الابتدائية العربية يبدأ بمرحلة ما قبل هذه المدرسة وينتهي بالصف السادس.
استمرار الاهتمام باللغة العربية بواسطة النشاطات المختلفة في كافة مراحل التعليم.
¥