تحت رعاية كل من صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ومعالي السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وفي رحاب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عقدت فعالياتُ مؤتمر "لغة الطفل العربي في عصر العولمة" وذلك خلال الفترة من 17 – 19 فبراير (شباط) 2007م، بتنظيمٍ من المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وبالشراكة مع برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (الأجفند) والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية واليونسكو والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو).
جاء انعقاد هذا المؤتمر إدراكا للأخطار والتحديات التي تهدد اللغةَ العربيةَ وتحد من تواصل الطفل العربي لتكوين هويته العربية وثقافته ولغته القومية، ودعوةً إلى إصلاح لغوي شامل، يُمكن الطفل العربي من امتلاك لغته القومية وتنميتها في المستقبل، وتزامنا مع الاحتفالات الدولية باليوم العالمي للغة الذي تطلقه منظمة "اليونسكو".
شارك في أعمال هذا المؤتمر ما يقارب خمسمائة مشارك يمثلون مختلف المجالات المتعلقة بقضايا اللغة من تسع عشرة دولة عربية وسبع دولٍ أجنبيةٍ، إلى جانب الحشد الكبير الذي حضر من مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية، بهدف التعرف على واقع اللغة العربية في الوقت الراهن وبخاصة داخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والثقافة، وتحديد أدوارها ووظائفها في تشكيل هوية الطفل العربي، بالإضافة إلى وضع اللغة العربية في مجتمع المعرفة، ورصد السبل والآليات التي تمكن اللغة العربية من التجديد والانفتاح على الثقافات الأجنبية، كما تم استعراض عدد من الخبرات والتجارب العربية والأجنبية في مجال مواجهة الأخطار التي تهدد لغاتها القومية.
افتتح أعمال المؤتمر سمو الأمير تركي بن طلال ممثلا شخصيا عن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، والسفيرة نانسي باكير الأمين العام المساعد للشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، نيابة عن معالي السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، كما ألقي كلمة منظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسسكو) معالي الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام وكذلك ألقت الفقيرة إلى الله مقررة المؤتمر وخبيرة المجلس العربي للطفولة والتنمية كلمة المجلس.
عُرِضَ في أثناء الافتتاح أوبريت بعنوان "مرحى يا أبناء الفصحى"، يتناول حال اللغة العربية من خلال حوار بين "الأم" التي تمثل اللغة العربية وأبناءها من مختلف البلاد العربية، حيث يدور الحوار حول هموم الاطفال وهواجسهم بشأن واقع اللغة العربية ومستقبلها مع طرح العديد من التساؤلات من الأطفال للأم تتطرق للواقع العربي الحالي.
ولقد ناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام البحوث المقدمة إليه من خلال ثلاث عشرة جلسة، كما عقدت ندوتان. وقد التقى خلالها المشاركون بكل من فضيلة مفتى جمهورية مصر العربية الدكتور علي جمعة، والدكتور عبد السلام المسدي وزير التعليم العالي الأسبق بتونس وأستاذ اللسانيات بالجامعة التونسية، والدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي ورئيس الجمعية الدولية للطب النفسي، والخبير التربوي الدكتور عبد الله الدنان، وخصصت جلسة لمناقشة الخطوط العريضة لاستراتيجية تنمية الطفل العربي، إلى جانب جلستي الافتتاح والختام.
وقد شهد المؤتمر بشكل متوازٍ ورشة للأطفال العرب شارك فيها أربعون طفلاً من إحدى عشرة دولة عربية، إعمالا بما أقرت به المواثيق والاتفاقيات الدولية من أن المشاركة حق أصيل للأطفال كشركاء مهمين في عملية التغيير، ويجب منحهم حق المشاركة في تحديد الأعمال والقرارات التي توثر عليهم، وأن يعبروا عن آرائهم بحرية ويشاركوا الآخرين فيها.
ومن خلال ما يزيد على خمسين بحثاً، ألقيت ضمن فعاليات المؤتمرهذا، بوسع المتابع أن يستشف جملة من الأفكار والأطروحات شكلت الجهاز المعرفي الغالب على المقاربة البحثية لموضوع المؤتمر نوجزها فيما يلي:
إن الإصلاح اللغوي يواكب ويتزامن مع كل من الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
¥