ليس الأمر كذلك فحسْب، بل هذه الكاتبة تطعن في ثوابت الدين، وهذا أعجب القرّاءَ الغير مسلمين، بل و الأدهى و الأمرّ أن الصهاينة استدلوا ببعض مقالاتها في طعنهم على الإسلام و أهله.
وإليك مثالا بسيطًا لطعنها في ثوابت الدين:
كتبت هذه الكاتبة انتقادًا لأحد تفاسير القرآن، أتعرفون لماذا؟، الإجابة ببساطة و اختصار: لأن هذه الكتاب يقول إن دين الإسلام هو الدين الوحيد الصحيح، ولابد أن يدخل فيه جميع الناس، واليهودية و النصرانية من يعتنقهما فهو كافر و لن يدخل الجنة، وقالت بكل سذاجة: (وأخطر ما فيها ما احتوته من أفكار مغلوطة تحرّض على رفض أصحاب الأديان السماوية كما جاء فى تفسيرها لفاتحة الكتاب ووصفها «المغضوب عليهم» باليهود، أما «الضالين» فهم النصارى بما يتعارض مع أصل الدين الإسلامى نفسه وسماحته!) ا. هـ
انظر أيها القارئ، تقول هذه الكاتبة إن وصف النصارى بـ (الضالين)، واليهود بـ (المغضوب عليهم) يتعارض مع أصل الدين الإسلامي!، و أقول لها: أنت بذلك تتهمين النبي صلى الله عليه و سلم بمخالفة أصل الدين الإسلامي، وتتهمينه أيضًا بالتشدد، هذا لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (اليهود مغضوب عليهم و النصارى ضالون) و هو حديث في صحيح مسلم، ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم أيضًا: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) و هو في صحيح مسلم أيضًا
فالله تعالى قضى بتكفير اليهود و النصارى في القرآن و مع ذلك أمر بالعدل معهم و القسط، وحسن العشرة و المعاملة، ولكن من غير حب لدينهم، قال الله تعالى: (لقد كفر الذين قالو إن الله ثالث ثلاثة) و قال سبحانه: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) و قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
قال القاضي عياض رحمه الله: (ولهذا نكفِّر كل من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحَّح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام، واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك) ا. هـ
وتكفير اليهود و النصارى لا يعني قتلهم و ظلمهم و اضطهادهم، فالفرق واضح جدًا، وراجع كتب التفسير في تفسير آيات تكفير اليهود و النصارى (ابن كثير، والطبري، و القرطبي)
إذا فالله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم يقولون إن اليهود و النصارى كفار، وأسماء نصار تقول: لا، هذا تشدد، فهل هناك مسلمة تفعل ذلك؟!!
وفِرحَ الصهاينة والأمريكان بكلامها جدًا، تابع التقرير الآتي:
(اتهمت المنظمة الصهيونية الأمريكية المعروفة اختصارا باسم (زوا) اتهمت مصر بالترويج لكراهية اليهود والمسيحيين، مستشهدة في ذلك بتحقيق أجرته صحفية مصرية في مجلة أسبوعية مصرية بارزة عن أحد تفسيرات القرآن للأطفال، حيث دعت المنظمة إدارة بوش إلى إعادة النظر فيما إذا كان من مصلحة أمريكا تمويل النظام المصري في ظل تشجيع مصر " للكراهية ضد المسيحيين واليهود"، بحسب المنظمة الصهيونية.
وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا (إن أرابيك) قالت "المنظمة الصهيونية في أمريكا" (زوا)، وهي أقدم منظمة موالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، "إن مصر، ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات الخارجية الأمريكية (2.1 بليون دولار سنويا، متطابقة تقريبا مع إسرائيل التي تحصل على 2.4 بليون دولار) مازالت تواصل تشجيع الكراهية ضد المسيحيين واليهود، كما يدل على ذلك تفسير مشهور للقرآن، منشور في مصر، ومخصص للأطفال، ويُستخدم على نطاق واسع".
واستشهدت المنظمة الصهيونية، ومقرها نيويورك، بتحقيق أجرته الصحفية المصرية أسماء نصار والذي نشرته مجلة روزاليوسف الأسبوعية في شهر سبتمبر/أيلول، والذي تناولت فيه تفسيرا للقرآن الكريم للأطفال نشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (شمال مصر)، وتم ترجمته إلى عدد من اللغات، من بينها الإندونيسية والماليزية والتركية.
¥