أو لما فيهما من الزينة كالأصباغ و المساحيق التي توضع عادة للتجمل أنواع الحلي فإنه يجب سترهما)
و قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - في " الفتح ": "لم تزل عادة النساء قديما وحديثا أن يسترن وجوههن عن الأجانب "
وروى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن فاختمرن بها.
والخُمر: جمع خِمار، مأخوذ من الخمر، وهو: الستر والتغطية، ومنه قيل للخمر خمراً؛ لأنها تستر العقل وتغطيه، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: ((ومنه خمار المرأة؛ لأنه يستر وجهها))
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (وأما وجهها ويداها وقدماها فهي إنما نهيت عن إبداء ذلك للأجانب ولم تنه عن إبدائه للنساء ولا لذوي المحارم)
وقال ابن القيم في روضة المحبين: (ولهذا أمر النساء بستر وجوههن عن الرجال فإن ظهور الوجه يسفر عن كمال المحاسن فيقع الافتتان)
و قال السيوطي - رحمه الله -: (أن المرأة في العورة لها أحوال حالة مع الأجانب وعورتها كل البدن حتى الوجه والكفين).
ونقل الحافظ ابن حجر عن الإمام الغزالي أنه قال: (لم تزل النساء يخرجن متنقبات)
وغيرهم من علماء الأمة الكبار، وراجع فذ ذلك مجلد (أدلة الحجاب) من سلسلة عودة الحجاب للدكتور محمد إسماعيل المقدم، وهو رائع جدًا.
إذا ما هو وجه الانتقاد الموجه للشيخ؟!، سبحانك يا ربي هذا بهتان عظيم، إذا أردت أن تكشفي وجهك و جسدك فهذا شأنك و ستحاسبين عليه وحدك، أما أن تنكري حكم الله تعالى و رسوله فهذا ليس من حقك أبدًا.
2 - اللحية:
وتنقد الشيخ و تصفه بالتشدد لأنه قال إن اللحية واجبة و يحرم حلقها.
وأقول لها: إن هذا ليس بدعًا من القول بل هو الصحيح، وهو من أمر النبي صلى الله عليه و سلم، وإليك أقوال العلماء:
الإمام الشافعي قد نص في كتابه (الأم) على تحريم حلق اللحية
وقال القرطبي: (لايجوز حلق اللحية ولا نتفها ولا قصها)
و قال السفاريني في (غذاء الألباب): و (المعتمد في المذهب حرمة حلق اللحية) يقصد مذهب أحمد بن حنبل
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى رحمة واسعة: (ويحرُم حلق لحيته)
وقال ابن حزم: (وأتفقوا أن حلق جميع اللحية مُثلة لاتجوز)
و قال الألباني: (مما لاريب فيه عند من سلمت فطرته وحسنت طويته أن كلا من الدلة السالفة الذكر كافي لإثبات وجوب إعفاء اللحية وحرمة حلقها فكيف بها مجتمعة))
ومع كل ذلك تواصل الكاتبة سخريتها من هذه الشريعة الإسلامية و تضرب بأدلتها و أقوال العلماء عرض الحائط، وقديمًا قالوا: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، فلماذا تكتبين في الدين؟، من الممكن أن تكتبي في الوفيَات أو في الحوادث، فهذا لا يحتاج لعلم شرعي، أما الكلام بغير علم و تضليل عباد الله فهذا سيوردك المهالك إن لم تتوبي و تعودي إلى الله.
3 - تعدد الزوجات:
تنتقد الكاتبة الروزية الشيخَ الحويني لأنه ينادي بتعدد الزوجات، وهذا من شريعة الله تعالى و مُباح و حلال، فلماذا تحرمين ما أحله الله؟، إذا كنت لا تريدين أن يتزوج زوجك واحدة غيرك فهذا شأنك، ولا يلزم منه تحريمك للتعدد، فالشيخ يبيح ما أباحه الله، أتنتقدينه لأنه يتكلم بالقرآن؟!، ذكّرتيني بقوم لوط لمّا قالوا: (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)
-[إن الإسلام حرم الزنا، وشدَّد في تحريمه؛ لما فيه من المفاسد العظيمة التي تفوقالحصر والعد، والإسلام حين حرَّم الزنا وشدَّد في تحريمه فتح باباً مشروعاً يجد فيهالإنسان الراحة، والسكن، والطمأنينة ألا وهو الزواج، حيث شرع الزواج، وأباح التعددفيه كما مضى. ولا ريب أن منع التعدد ظلم للرجل وللمرأة؛ فمنعه قد يدفع إلى الزنا؛ لأن عدد النساء يفوق عدد الرجال في كل زمان ومكان، ويتجلى ذلك في أيام الحروب؛ فَقَصْر الزواج على واحدة يؤدي إلى بقاء عدد كبير من النساء دون زواج، وذلك يسببلهن الحرج، والضيق، والتشتت، وربما أدى بهن إلى بيع العرض، وانتشار الزنا، وضياع النسل.
¥