ـ[د حبيب بن معلا]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 12:38 ص]ـ
حينما نعرج على النقد الأدبي؛ فإن هناك قضية معاصرة كثيرا ما تداولها المهتمون و هي البعد عن الوسطية المطلوبة في أي حكم؛ فنجد الناقد المتعلق بالتراث يتعصب لكل ما هو تراثي تعصبا أعمى يقوده لرفض كل ما هو جديد،و إن كان يخدم التخصص و يملك المتعامل معه مرشِّحا يقبل به ما لا يتعارض مع رؤيته و تراثه.
و في الطرف القصي الآخر .. يوجد تطرف أعمى كذلك، يسعى أصحابه فيه إلى تلقّف كل ما هو وافد و جديد سواء بقناعة أو بدونها، و يعظّمها و يبجّل أصحابها بينما يركل كل ما يمت للتراث بصلة بدعوى التجديد!
معركة وصراع دائم بين متطرفين ..
هل تتوقع أستاذي الكريم أن نصل يوما ما إلى الوسيطة والتوازن؟
هل سيعود التراثيون المتعصبون، والمجددون المتطرفون إلى إذابة الجليد بينهما و إعادة توصيل الضفّتين لتعمّ الفائدة، ويُخدم النقد الأدبي على وجه أكمل؟
-مارأيكم د. حبيب في المقولة:
إن أعضاء رابطة الأدب الإسلامي من النقاد لم يخدموا أدبهم.
- هل الأفق يبشر بنهضة نقدية؟ فبرأيي المتواضع ما زلنا نحبو في هذا المجال؛ إما نجتر التراث أو نستقدم من الغير.
أهلا بك أ وضحاء ..
هذا تشخيص قد لا أوافق عليه؛ فمشكلتنا الحقيقية لاتكمن هاهنا .. المشكلة تكمن في المبادئ .. الصراع العميق الخالد صراع مبادئ .. ونحن نختزل القضية اختزالا كبيرا حين نظنها مجرد خلاف بين مجدد متطرف وجامد متطرف .. لا .. الأمر أكبر بكثير .. إنه صراع بين فكرتين؛ مادية دنيوية وافدة مسيطرة على منافذ التوجيه .. وسماوية مدافعة رغم ضعف الناصر وقلة المعين .. وكل المناهج النقدية تنطلق من هاتين الفكرتين .. حتى آليات البحث في النقد (رغم حياديتها) لاتخلو من وقع هذا الخلاف ورائحته .. وسواء أعلم المتصارعون أم لم يعلموا فهم أدوات في هذه المعركة الخالدة .. إنك حينما تفهمين (البنيوية) -مثلا- ستعلمين علم اليقين أنها ليست مجرد منهج بحث نقدي بل نظرة شاملة للحياة .. وكل نقادنا الذين يتنقلون بين هذه المبادئ كطيور الماء إنما ينقلون عن الوافد ويحتفلون بمنتجه وبعضهم يعلم -دون شك- بأنه يسكن الخندق المقابل تماما ضد دينه وعقيدته وبلاده ..
إنني أزعم أنه لم يعد عندنا من يتشبث بالتراث تشبثا أعمى .. بل أزعم (وعندي بحث طويل في هذا) أن من أدوات (لادينيي الأدب) تقديس التراث الذي يحتفل بالرذيلة (كالخمريات والغلمانيات والزنا ودواعيه والتسامح مع الإلحاد .. إلخ) وهذا موجود في غالب أمات كتب الأدب مع الأسف .. حيث يتخذ هذاعند بعضهم سبيلا للاحتفاء بهذا التراث المتسامح - زعموا- ..
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 09:00 م]ـ
أهلا بك مرة أخرى د شوارد ..
1 - آخر قصيدة انتهيت منها قبل قليل .. (يا أهل غزة) .. وسأضعها في مشاركة مستقلة في هذا المنتدى إن شاء الله ..
2 - أشعرها عندي: لا أدري .. قد لايحق لي الإجابة على هذا .. ولكنني أجد نفسا شعريا مختلفا في قصيدة:
تيهي على كل العوالم تيهي .. يادرة الدنيا بلاتشبيه
وقصيدة: عزم على صهوات الريح ..
وقصيدة: أصحر دون صوى
وقصيدة: بدوي
وقصيدة: غريب
والنقاد أحق بالجوااااااب ..
3 - عند النقاد: أجد بعض النقاد مهتما بقصيدة (هموم) الفائزة بجائزة البابطين للإبداع الشعري عام 1412هـ ..
وسأفرد بعض القصائد في مشاركات مستقلة إن شاء الله فنحن أضحينا زملاء في هذا المنتدى ..
مرحبًا بك أخي الدكتور حبيب زميلًا وأخًا حبيبًا في صرحٍ من الصروح التي تخدم لغة القرآن الكريم؛ فزملاؤك وإخوتك وأخواتك في الفصيح سيسعدهم انضمامكم إليه, وهذه من خيرات دعوة الأستاذة وضحاء لأمثالكم من الفضلاء, وسيسعد بك طلاب العربية وشداتها الذي يقصدون الفصيح يتعلّمون, ويعلّمون أيضا. وكلنا هنا أبناء هذا الحرف البهيّ العربيّ الأبيّ العصيّ: شداة ومنتهين نعلّم ونتعلّم!
شاعرنا الحبيب:
أسعدني جوابك الصريح الذي لم يصانع بمثل تلك الأجوبة الجاهزة من مثل قول الشاعر: قصائدي كأولادي. فالشاعر أقدر الناس على معرفة جيّد شعره , و ذلك ممّا لا يُحصّل من غيره , وإن كان ناقدًا فذا! فشكر الله لك ما أهديتنا من نَفَسٍ شعريٍ مختلف, وعين الشاعر تغني عن ألف ناقد!
هذا الجواب وأمثاله قد يبدو غير ذي بال في ظاهر الأمر أو في سياقه, ولكنّه سيكون من الأهميّة بمكان للناقد الذي يتصدّى لدراسة شاعرٍ ما , وأحسب أن هذه المعلومات ـ على وجازتها ستكون مهمة عند من يقصد دراسة شعرك.
أمّا القصائد التي وعدتنا؛فما أسعد الإبداع بك وبها!
و سأكون ـ إن شاء الله ـ رفيقك هناك؛ فقد وعدتُ الفصحاء بنشر قصيدة من شواردي؛ قد تتبعها غيرها!
بقي أن أذكّرك بسؤالي الآخر الذي أنساكه الشعر:):
"ألا ترى معي أنّ النقد الأدبي في المملكة ـ مقصرٌ جدًا في حقّ الإبداع الشعري ـ إذا ما قورن بالنشاط النقدي في جانب السرد؟!؛ فإن كنتَ توافقني فيه؛ فما تعليلك له؟! ".
¥