فإِنه شبه ظالماً هذا بالدَّيان بن قَطَنِ بن زياد الحارثي، و هو عبد المُدانِ، في نَخْوتِه، و ليس ظالم هو الدَّيَّان بعينه.
و بنو الدَّيَّانِ: بطن، قال ابن سيده: أراه نسبوا إِلى هذا، قال السَّمَوْأَلُ بن عادِيا أَو غيره: فَإِنَّ بني الدَّيَّانِ قُطْبٌ لقومِهِمْ، تَدُورُ رحاهْم حوَلُهم و تُجوُل
مجمع البحرين ج: 6 ص: 250) دين (قوله تعالى إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى [282/ 2] أي تعاملتم بالدين إما بالسلم أو النسيئة أو الإجارة أو كل معاملة أحد العوضين فيها مؤجل إلى أجل مسمى فاكتبوه.
و يفهم من الآية أن الدين لغة هو القرض، و ثمن المبيع، فالصداق أو الغصب و نحوه ليس بدين لغة بل شرعا على التشبيه، لثبوته و استقراره في الذمة.
إن قيل: قوله بدين غير محتاج إليه لأن الدين معلوم من لفظ تداينتم قيل: ذكره تأكيدا كقوله طائر يطير بجناحيه، و قيل ليرفع احتمال التداين من المجازاة، كقولهم كما تدين تدان كذا عن بعض المفسرين.
قوله ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك [76/ 12] أراد بالملك: ملك مصر، لأن دينه الضرب، و تغريم ضعف ما أخذ، دون الاسترقاق الذي هو شرع يعقوب ع و الدين هو وضع إلهي لأولي الألباب يتناول الأصول و الفروع، قال تعالى إن الدين عند الله الإسلام [19/ 3] قوله لكم دينكم و لي دين [6/ 109].
قال الشيخ أبو علي رحمه الله: قرأ نافع و ابن كثير و حفص عن عاصم لي بفتح الياء، و الباقون بسكونها، و القراءتان سائغتان» «.
و الدين: الطاعة، و منه قوله تعالى و له الدين واصبا [52/ 16] و قوله لا يدينون دين الحق [29/ 9] أي لا يطيعون طاعة حق.
و الدين: الجزاء، و منه قوله تعالى مالك يوم الدين [3/ 1] قوله ألا لله الدين الخالص [3/ 39] أي التوحيد.
قوله يوفيهم الله دينهم [25/ 24] أي جزاءهم الواجب.
قوله إن الدين لواقع [6/ 51] أي الجزاء.
قوله ذلك الدين القيم [36/ 9] أي الحساب المستقيم قوله لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله [2/ 24] أي حكمه الذي حكم به على الزاني.
قوله فلو لا إن كنتم غير مدينين ترجعونها [86/ 56] أي غير مملوكين من دان السلطان الرعية إذا ساسهم، و الضمير في ترجعونها للنفس، و هي الروح و في أقرب إليه [85/ 56] إلى المحتضر.
المعنى: فما لكم لا ترجعون الروح إلى البدن، بعد بلوغها الحلقوم، إن لم يكن ثم قابض، إن كنتم صادقين.
قوله لمدينون [53/ 37] أي لمجزيون، من الدين الذي هو الجزاء، أو محاسبون.
قوله و لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون [23/ 28] مدين: اسم مدينة في طريق القدس» «كأنها بلد لشعيب ع، و وزنه: مفعل، و إنما كانت الميم زائدة لفقد) فعيل (في كلامهم.
و الدين بفتح الدال: واحد الديون، تقول دنت الرجل: أقرضته، فهو مدين بفتح الدال» «و مديون.
و دان فلان يدين دينا: استقرض، و صار عليه دين.
و رجل مديان» «: إذا كان من عادته أن يأخذ بالدين، و يستقرض.
و استدان: استقرض.
و داينت فلانا: إذا عاملته بالدين.
و في الحديث نهى عن بيع الذهب دينا
أي غير حال حاضر في المجلس.
و فيه الكيس لمن» «دان نفسه و عمل لما بعد الموت
أي ساسها و حاسبها و أذلها و استعبدها، من قولهم: دانه إذا أذله و استعبده.
و في حديث المسافر استودع الله دينك و أمانتك
أي اجعلهما من الودائع، فإن السفر مظنة المشقة و الخوف فيتسبب لإهمال بعض أمور الدين، فدعا له بالمعونة و التوفيق، و أراد بالأمانة: أهله و ماله و من يخلفه.
و في الحديث القدسي ابن آدم كن كيف شئت، كما تدين تدان
أي كما تجازي تجازى و بفعلك و بحسب ما عملت، و سمي الأول جزاء، للازدواج كما في قوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه [194/ 2] و إن كان الثاني في الآية مجازا عكس ما في الحديث.
و هذا المثال من كلام الحق، و الأصل فيه: أن امرأة كانت على عهد داود ع يأتيها رجل يستكرهها على نفسها فألقى الله تعالى في قلبها، فقالت لا تأتيني مرة إلا و عند أهلك من يأتيهم، قال: فذهب إلى أهله فوجد عند أهله رجلا، فأتى به داود ع، فقال: يا نبي الله أتى إلي ما لم يؤت إلى أحد فقال: و ما ذاك؟ فقال: وجدت هذا الرجل عند أهلي، فأوحى الله إلى داود ع قل له: كما تدين تدان
و في الحديث العلم دين يدان الله به
أي طاعة يطاع الله بها.
و دان فلان بالإسلام دينا بالكسر: تعبد به و تدين به كذلك.
و فيه دينوا فيما بينكم و بين أهل الباطل إذا جالستموهم
و في الدعاء اللهم اقض عني الدين
أي حقوق الله، و حقوق العباد من جميع الأنواع.
و الديان بفتح الأول و تشديد الثاني من أسمائه تعالى و هو القهار، و قيل الحاكم و قيل القاضي، و هو فعال من دان الناس أي قهرهم فأطاعوه من دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا، و منه
في وصفه ص يا سيد الناس و ديان العرب
و في الحديث كان علي ع ديان هذه الأمة
و في حديث علي ع مع اليهودي نشدتك بالسبت الديان
و هو من هذا الباب.
و في الحديث يهودي مات و أوصى لديانه
كأن المراد من يقتدي به في دينه، و في بعض النسخ لأديانه جمع دين، يعني من يقتدى بهم في دينهم.
و مدين بن إبراهيم ع: تزوج بنت لوط فولدت حتى كثر أولادها.
فهل نستطيع أن نترجم كلمة "الدين" في الآية: مالك يوم الدين ب: مالك يوم المُلك!! بما جاء في الآية: لمن الملك اليوم؟؟؟ لله الواحد القهار؟؟؟ (سورة غافر آية:16)