تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وواكب حصار الخندق: نفاد المؤن، حتى ربط المسلمون الأحجار على بطونهم، من شدة الجوع، وربط النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على بطنه الشريف: حجرين، كما في حديث أبي طلحة رضي الله عنه: قال: «شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع، ورفعنا عن بطوننا حجرا حجرا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه حجرين»، فكان نِعْم القائد، بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإن جاع المسلمون فهو أولهم، وإن طَعِموا فهو آخرهم، وعلى دربه سار الفاروق، رضي الله عنه، عام الرمادة، حتى تغير لونه عام الرمادة لأنه أكثر أكل الزيت، فقد حرم على نفسه السمن واللبن وفي تاريخ دمشق من طريق: عياض بن خليفة قال: رأيت عمر عام الرمادة وهو أسود اللون ولقد كان أبيض فيقال مم ذا فيقول كان رجلا عربيا وكان يأكل السمن واللبن فلما أمحل الناس حرمهما فأكل الزيت حتى غير لونه وجاع فأكثر.

وفي ذلك يقول حافظ رحمه الله:

إن جاع في شدة قوم شَرِكْتَهُمُ ******* في الجوع أو تنجلي عنها غواشيها

جوع الخليفة والدنيا بقبضته ******* في الزهد منزلة سبحان موليها

وحسنا فعل القادة في "غزة" لما شاركوا المسلمين شدتهم منذ شهر يونيو الماضي، فلم يكن على ظهر بيت كل منهم: "طائرة هليكوبتر" تحسبا لأي غزو خارجي كما هو حال كثير من حكام المسلمين!!!!.

وانكشفت مؤخرة المسلمين، فطمع بنو يهود، إخوان القردة والخنازير، في نساء المسلمين وذراريهم، فاستغلوا، بخستهم المعهودة، انشغال المسلمين بصد عدوان الأحزاب، وتوجهوا تلقاء الحصن الذي اجتمع فيه النساء والأطفال، وأرسلوا واردهم ليستطلع هل في الحصن رجال أم لا، فتصدت له صفية، رضي الله عنها، في بسالة نادرة، يحسدها عليها كثير من رجال زماننا، بل جلهم، والقصة مشهورة.

وبلغت الشدة مبلغ أن قال حذيفة رضي الله عنه: (والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق يصلي هوياً من الليل، ثم التفت إلينا، فقال: "من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع" وشرط له أنه إذا رجع أدخله الله الجنة، فما قام رجل، ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هوياً من الليل، ثم التفت إلينا فقال مثل ذلك، ثم قال: "أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة". فما قام أحد من شدة الخوف والجوع والبرد، فلما لم يقم أحد دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن لي بد من القيام).

ورغم كل هذا الجهد: جاء الفرج، فأرسل الله، عز وجل، ريح الصبا التي اقتلعت خيام القوم ودمرت معسكرهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا).

وما أكثر المنافقين في صفوف: "السَلَطة الفلسطينية"، بفتح السين واللام، وقد انكشف مخطط جهازها الأمني الوضيع بعد هزيمتهم وفرارهم من غزة، بعدما عاثوا في الأرض فسادا، واستحلوا الحرمات، وأراقوا دماء الموحدين، واستهدفوا العلماء والأئمة، واتضح أن كبيرهم، وإن شئت الدقة فقل: حقيرهم، تلقى دعما ماديا ضخما من الحكومة الأمريكية، لتنفيذ مخطط انقلابي في غزة، وبعض عناصر هذا الجهاز الحقير تسعى في مصر فسادا بعد هربها إليها، حتى ضج المصريون من سفالتهم، وبدأت الحكومة المصرية تفكر جديا في طردهم بعد ثبوت تورطهم في أنشطة تجسسية لصالح الدولة العبرية على الدولة التي آوتهم!!!!!، وهذا هو حال من وُكِل إليه حفظ أمن المسلمين!!!!.

فلم يكن خطرهم على: "الأبدان" بأعظم من خطرهم على "الأديان"، واستهداف علماء المسلمين وأئمتهم، فضلا عن عمومهم، أمر مطرد في كل بقعة يحارب فيها الإسلام وأهله:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير