تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ففي البلقان: كان السلطات الصربية النصرانية الأرثوذكسية تحتفظ بقوائم بأسماء العلماء وأئمة المساجد في "البوسنة"، فلما اندلعت الحرب بدأت الشرطة الصربية حملة مسعورة لتصفية أولئك الأفاضل.

ونفس القوائم أعدتها الميليشيات الطائفية في العراق، وباشرت تصفيتها بدعم من الفرس، أعداء أهل السنة.

ونفس القوائم، أعدها، أيضا، رئيس ذلك الجهاز الأمني الحقير في غزة، لولا أن تدارك الله، عز وجل، إخواننا في غزة، فنجحوا في طرد أولئك السفلة، أذناب بني يهود.

ومن ذلك أيضا:

حصار أبي عبد الله الحسين بن علي، رضي الله عنه، يوم "كربلاء" لما رفض أن ينزل على حكم عبيد الله بن زياد، عليه من الله ما يستحق، وأنى لأمثال الحسين السبط، رضي الله عنه، أن ينزل على حكم أمثال ابن زياد؟!!!.

فصبر، رضي الله عنه، حتى قتل، فعاش حميدا ومات مظلوما شهيدا.

ومن صوره أيضا:

حصار: "بلنسية" الثغر الأندلسي الحبيب، المطل على البحر الأبيض المتوسط، شرقي الجزيرة الإيبيرية، فقد حاصرها الصليبيون أواخر القرن الخامس الهجري، لمدة عشرين شهرا، لما رفض القاضي ابن جحاف، رحمه الله، تسليم موارد المدينة، للـ: "الكمبيدور"، المغامر الصليبي، الميكيافيللي، وبعث الى قائد المرابطين وإلى المستعين صاحب سرقسطة طالبا العون، كما كتب الى أدفونش، في حين شدد الطاغية الحصار على بلنسية وقطع الأقوات عنها، فلم يصل إلى المدينة مدد خارجي فعدم الناس الطعام وأكلوا الفئران والكلاب والجياف حتى وصل بهم الحال أن يأكلوا من مات منهم، وسقطت بلنسية في يد "الكمبيدور"، وأُحْرِق القاضي: ابن جحاف، رحمه الله، حيا، في سنة: 488 هـ، ولم تكن هذه الهزيمة: قاصمة لظهر المسلمين، إذ مَنَ الله، عز وجل، عليهم بدخول بلنسية فاتحين بعد سبع سنوات في عام: 495 هـ، بقيادة أبي محمد مزدلي، رحمه الله، وبقيت في أيدي المسلمين حتى سقطت سقوطها الأخير سنة 636 هـ. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87380

والقصة مبسوطة في موسوعة: "تاريخ الأندلس" للأستاذ محمد عبد الله عنان، رحمه الله، في الجزء الخاص بتاريخ دولة المرابطين، ولا يحضرني الآن رقم الجزء والصفحة.

وحديثا:

حوصر أهل السنة الفلسطينيون في مخيمات اللاجئين في لبنان، حتى أكلوا القطط والكلاب، في ثمانينات القرن الماضي، لمدة شهر كامل من قبل الميليشيات الطائفية، التي يتغنى الجيل الثاني منها اليوم بشعارات "المقاومة" ونصرة المسلمين المضطهدين في فلسطين، ولما سكت أهل السنة، واكتفى حكامهم بإهداء السيوف إلى "بوش" ليذبح بها الموحدين، ورقصوا معه بها على جثث إخوانهم، وأخلوا المدن من سكانها لتأمين تنقلاته، نطق أهل البدعة، فاصطادوا، كعادتهم، في الماء العكر، بتصريحات "جوفاء" لا تحمل أي دعم حقيقي، وإنما هي مجرد استعراض للعضلات البلاغية إن صح التعبير، وأيدي القوم ملطخة بدمائنا في المخيمات الفلسطينية قديما، وفي العراق حديثا، ومع ذلك ما زال هناك من يصدقهم ويعول على تصريحاتهم السينمائية!!!!!.

وكالعادة: كان إخواننا الفلسطينيون: هدفا للحصار في حي "البلديات" في العاصمة العراقية بغداد، من قبل الميليشيات الطائفية، حتى اضطروا لدفن موتاهم داخل الحي، وقد أثيرت مأساتهم في العام الماضي لما طال حصارهم وبلغ الجهد منهم مبلغه، فقتل من قتل، وهجر من هجر، بزعم دعمهم للنظام العراقي السابق.

ولا أدري ما السر في استهداف إخواننا الفلسطينيين دون من سواهم من شعوب المنطقة في كل حصار؟!!!!

وقبلهم: حوصر الموحدون في أرض البلقان حصارا شديدا، حتى حكى أحد الدعاة من أرض الحرمين ممن زار البلقان في تلك الآونة، عن حصار المسلمين في مدينة "موستار" البوسنية، إن لم تخني الذاكرة، وكيف شعر بالجوع الشديد في أحد أيام الحصار فعرف ما يعانيه القوم من شدة، ولم يكن يعرف معنى الجوع في درجات حرارة تصل إلى 30 تحت الصفر!!!!.

وحوصرت الجيوب الإسلامية في البوسنة، وكان أشهرها: جيب "سربينتشا" الذي سلمته الكتيبة الهولندية الخائنة إلى صرب البوسنة، وكان ما كان من مذبحة سربينتشا في صيف: 1995 م.

ومن أرقام الحصار الحالي التي أعلنها وزير الصحة في قطاع غزة: تعرض حياة نحو: 1700 مريض للخطر بسبب نقص إمدادات الطاقة، وقد ناشد أحد القادة من دمشق: حكام المسلمين لتحمل مسئولياتهم، وناشد مصر إمداد القطاع بالكهرباء، وإلى الآن: لا مجيب!!!!!، مع أن مصر قد أبرمت صفقة لإمداد الكيان الصهيوني بالغاز الطبيعي!!!!.

وما يهمنا في هذا الأمر كأفراد مسلمين، وبخاصة في قطاع "غزة":

تقديم "الأديان" على "الأبدان" عند التعارض واستحالة الجمع، فالأبدان مطية الأرواح في سيرها إلى الله، عز وجل، وإن نجح القوم في هزيمة أبداننا بالآلة العسكرية، والحصار الظالم، إلا أن أرواح إخواننا لن تهزم، إن شاء الله، فالهزيمة الحقيقية، أن: تتحول القلوب عن الحق إلى الباطل، ولا يعني ذلك إهمال أبدان إخواننا، ولكن السبل قد تقطعت بنا، فلم نعد نملك حتى إمدادهم بالغذاء والطاقة، فأي عجز هذا؟!!!!!.

والتصرفات الانفعالية غير المحسوبة في مثل هذه الأزمات غير مجدية بل، على العكس، ربما أدت إلى مفاسد دينية ودنيوية لا تحمد عقباها.

وإذا عجز البشر، فإن رب البشر، عز وجل، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

اللهم فرج عن إخواننا في غزة، ولا تكلنا ولا تكلهم إلى سواك، اللهم فرطنا في جانبهم وتخاذلنا عن نصرتهم، فكن لهم، يا أرحم الراحمين، وانصرهم على عدوهم يا جبار السماوات والأرض، وثبتهم وثبتنا على الإسلام والسنة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير