وَفِي حَدِيث سَلْمَان " تُعْطِي الشَّمْس يَوْم الْقِيَامَة حَرّ عَشْر سِنِينَ، ثُمَّ تَدْنُو مِنْ جَمَاجِم النَّاس فَيَعْرَقُونَ حَتَّى يَرْشَح الْعَرَق فِي الْأَرْض قَامَة، ثُمَّ يَرْتَفِع الرَّجُل حَتَّى يَقُول عَقّ عَقّ " وَفِي رِوَايَة " لِغَمِّ مَا هُمْ فِيهِ وَالْخَلْق مُلَجَّمُونَ بِالْعَرَقِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِن فَهُوَ عَلَيْهِ كَالزُّكْمَةِ، وَأَمَّا الْكَافِر فَيَغْشَاهُ الْمَوْت "
سارة: يا رب سلم سلم.كل هذا الهول!
أنس: شيخنا. لقد ذكرت روايات عدة في حديث واحد فيها من الإختلافات في اللفظ الكثير والمفروض أن الموقف واحد فكيف هذا؟!
الشيخ: عندي الإجابة علي تساؤلك لكننا وحتي لا نخرج عن جو الحديث سبؤجلها قليلا
نرجع لحديثنا
قَوْله (فَيَقُولُونَ لَوْ اِسْتَشْفَعْنَا)
قال ابن حجر في الفتح الِاسْتِشْفَاعَ طَلَب الشَّفَاعَة وَهِيَ اِنْضِمَام الْأَدْنَى إِلَى الْأَعْلَى لِيَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى مَا يَرُومُهُ.
لكن متي يكون ذلك؟! قال ابن حجر وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّ طَلَبهمْ الشَّفَاعَة يَقَع حِين تَتَزَلَّف لَهُمْ الْجَنَّة (أي تقترب). و قَالَ الْقُرْطُبِيّ " كَأَنَّ ذَلِكَ يَقَع إِذَا جِيءَ بِجَهَنَّمَ، فَإِذَا زَفَرَتْ فَزِعَ النَّاس حِينَئِذٍ وَجَثَوَا عَلَى رُكَبِهِمْ ". والأظهر أنه عِنْد نَصْب الصِّرَاط بَعْد تَسَاقُط الْكُفَّار فِي النَّار
قَوْله (حَتَّى يُرِيحَنَا) في حَدِيث اِبْن مَسْعُود عِنْد اِبْن حِبَّانَ " إِنَّ الرَّجُل لَيُلَجِّمُهُ الْعَرَق يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يَقُول: يَا رَبّ أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى النَّار "
سارة: يا الله لهذه الدرجة
الشيخ: إنه لموقف عصيب
قَوْله (لَسْت هُنَاكُمْ) قال الحافظ
أنس: من هو
الشيخ: إذا ذكر أهل الحديث لفظ الحافظ هكذا فإنهم غالبا يقصدون ابن حجر العسقلاني رحمه الله قال الحافظ- يعني ابن حجر وسيكون اعتمادنا في الشرح علي كلامه-
قَالَ عِيَاضٌ: قَوْله لَسْت هُنَاكُم كِنَايَةٌ عَنْ أَنَّ مَنْزِلَتَهُ دُون الْمَنْزِلَة الْمَطْلُوبَة قَالَهُ تَوَاضُعًا وَإِكْبَارًا لِمَا يَسْأَلُونَهُ، قَالَ: وَقَدْ يَكُون فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ هَذَا الْمَقَام لَيْسَ لِي بَلْ لِغَيْرِي. قُلْت: وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة مَعْبَد بْن هِلَال " فَيَقُول لَسْت لَهَا " وَكَذَا فِي بَقِيَّة الْمَوَاضِع، وَفِي رِوَايَة حُذَيْفَة " لَسْت بِصَاحِبِ ذَاكَ " وَهُوَ يُؤَيِّد الْإِشَارَةَ الْمَذْكُورَةَ.
قَوْله (وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ)
أحمد: وما هي يا شيخنا
الشيخ: أكله من الشجرة كما في رواية أَبِي هُرَيْرَة " إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنْ الشَّجَرَة فَعَصَيْت، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اِذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ".
قَوْله (اِئْتُوا نُوحًا فَيَأْتُونَهُ)
فِي رِوَايَة " وَلَكِنْ اِئْتُوا نُوحًا أَوَّلَ رَسُول بَعَثَهُ اللَّه إِلَى أَهْل الْأَرْض. فَيَأْتُونَ نُوحًا " وَفِي حَدِيث أَبِي بَكْر " اِنْطَلِقُوا إِلَى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ، إِلَى نُوح، اِئْتُوا عَبْدًا شَاكِرًا فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوح فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ اِشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبّك، فَإِنَّ اللَّهَ اِصْطَفَاك وَاسْتَجَابَ لَك فِي دُعَائِك وَلَمْ يَدَعْ عَلَى الْأَرْض مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا " وَفِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة " اِذْهَبُوا إِلَى نُوح، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوح أَنْتَ أَوَّل الرُّسُل إِلَى أَهْل الْأَرْض، وَقَدْ سَمَّاك اللَّه عَبْدًا شَكُورًا "
قَوْله (فَيَقُول: لَسْت هُنَاكُمْ، وَيَذْكُر خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ فَيَسْتَحْيِي رَبَّهُ مِنْهَا)
أحمد:يا شيخنا ما هي خطيئته
الشيخ: أما خطيئته التي يقصدها فقد بينتها الروايات الآتية
¥