وتحول "القس" في المجتمع الأوروبي: من سيد إلى موظف في الكنيسة التي تشرف عليها الدولة إشرافا كاملا، وظهرت مخازي القسس والرهبان، فزاد نفور الناس من الدين، وتحول المجتمع من: مجتمع زراعي أسري متدين يحترم القيم والأخلاق إلى مجتمع صناعي مفكك ملحد منحل لا يحترم إلا شهواته المادية، وصارت الحضارة: طائرة وصاروخا وجهاز كمبيوتر ووجبة سريعة في "ماكدونالدز" أو "كنتاكي"!!!!!
والمجتمع الصناعي: مجتمع مادي قاس، لا يؤمن إلا بالمحسوس بخلاف المجتمع الزراعي الذي يغلب على أفراده الرقة والتعلق بالله، عز وجل، أو أي قوة غيبية، رجاء البركة والنماء، وهذا أمر محسوس في كل المجتمعات، فأخلاق أهل الريف أرق من أخلاق أهل المدينة، وإن كان أهل المدينة أعلم وأكمل عقلا.
وبعدها ظهرت الثورة البلشفية في روسيا، كرد فعل أشد تطرفا لتسلط قياصرة روسيا الأرثوذكسية المتعصبة، وتسللت أفكارها المنحرفة إلى دول كـ: "كوبا" ودول أمريكا الجنوبية، وظهر أنبياء الشيوعية الجدد من أمثال: "جيفارا" و "كاسترو" على خشبة المسرح السياسي في أواسط القرن الماضي، وفتن بأمثالهما من فتن من أبناء المسلمين لغياب النجوم الحقيقيين: محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصحبه الكرام رضوان الله عليهم، عن واقع أمة الإسلام في تلك الحقبة التي شهدت انحسارا للفكر الإسلامي في مقابل مد ثوري يساري اجتاح العالم الإسلامي، كما حدث في مصر سنة 1952 م، لما قامت الثورة التي تبنت الفكر الاشتراكي، وهو مسخ من الشيوعية، وارتمت في أحضان الاتحاد السوفييتي، واقتاتت على فضلاته، فماكينات المصانع: خردة المصانع السوفييتية، والسلاح سوفييتي، والخبراء العسكريون: سوفييت .......... إلخ، ومن يعترض فإنه: "رجعي"، وهو مصطلح فضفاض شمل كل أعداء الفكر الاشتراكي من: رأسماليين ومتدينين، أيا كان دينهم .......... إلخ، وخرج ممن يشار إليهم بالبنان من المفكرين!!!!، من يقول بأن التكنولوجيا الحديثة قد حولت أقدس كتاب منزل إلى ورق أصفر يحفظ في المتاحف، وخرج من المنافقين من يقول بأن العناية الإلهية عجزت عن زراعة الصحراء فسلمتها إلى يد البشر الذين أقاموا: "السد العالي" لتخضير صحراء مصر!!!!، وكانت النتيجة الحتمية: كارثة 67، التي نبهت الأمة، فبدأت السير على الطريق الصحيح، وإن تخلل سيرها من العثرات ما تخلله.
فاختلفت الرأسمالية والشيوعية أيما اختلاف، ولكنهما اتحدا ضد الإسلام خاصة والأديان عامة.
فكيف يقال بعد كل هذا بأنه لا تعارض بين: العلمانية والإسلام؟!!!، وأني للغمد أن يتسع لسيفين، ومن حق العلمانيين أن يثوروا لأن الإسلام خطر حقيقي على وجودهم، فالقلب لا يتسع للعوض والمعوض عنه، فإما حق وإما باطل، وسنة التدافع: سنة كونية جارية، مصداق قوله تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ)، ولو قعد أهل الحق عن نصرة حقهم، فإن أهل الباطل لا يقعدون عن نصرة باطلهم، والحق والباطل قد يتعايشان في هدنة، وإن طالت، ولكنهما لا يتكاملان أبدا، فمآل الأمر إلى الصدام حتما، والتجربة التركية نفسها في نهاية القرن الماضي شاهدة على ذلك، لما أقصي التيار الإسلامي عن سدة الحكم قسرا، وكذا التجربة الجزائرية، وأخيرا التجربة الفلسطينية التي يموت أئمة مساجدها الآن تحت وطأة التعذيب في سجون المخابرات الفلسطينية!!!!!، كما حدث للشيخ مجدي البرغوثي، رحمه الله، قبل أيام قلائل.
وعند تأمل التجربة التركية لا بد من استحضار كونها: علامة على تنامي الفكر الإسلامي في تركيا، لا على أنها في وضعها الحالي هي الإسلام بعينه، لأن تقديمها على صورتها الحالية على أنها: الإسلام الوسطي المستنير .......... إلخ، تدليس يشبه تدليس: "الإسلام الأمريكي"، وإن كان الظن بقيادات التيار الإسلامي التركي الحالي خيرا بخلاف دعاة الإسلام الأمريكي فهم مجموعة من: المخرفين والعملاء وطلاب الشهرة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 02:02 ص]ـ
قرأت الخبر على عجالة وهو يستاهل التأني كل التأني بما ورد فيه وان شاء الله يكون لنا عودة اليه ..
ولكن ارى تصحيح معلومة عن السماح للحجاب في دوائر الدولة والجامعات .. ولللحقيقة يسمح بارتدائه في الجامعات فقط،علماً أن تطبيقه سيأخد وقتاً من أجل االتنفيذ وذلك لوجود معارضة قوية من رؤساء اغلب الجامعات وذلك لوجود ثغرات في القوانين التي تنظم مثل هذه اللأمور.
أشكرك على الاهتمام بهذا القرار أخي الكريم مهاجر.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 10:52 م]ـ
نفع الله بك أخى الفاضل وجزاك خيرا0