تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، و أن الهجرة تهدم ما كان قبلها، و أن الحج يهدم ما كان قبله؟ و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى في عيني منه، و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، و لو قيل لي صفه لما إستطعت أن أصفه، لأني لم أكن أملأ عيني منه، و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولينا أشياء، ما أدري ما حالي فيها؟ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار، فإذا دفنتموني فسنوا علي التراب سنا ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها، حتى أستأنس بكم، و أنظر ماذا أراجع به رسل ربي؟

::::::::::::: أبو موسى الأشعري رضى الله عنه:::::::::::::

لما حضرت أبا موسى - رضي الله عنه - الوفاة، دعا فتيانه، و قال لهم: إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا، فعلوا.

فقال: اجلسوا بي، فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين، إما ليوسعن قبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا، و ليفتحن لي باب من أبواب الجنة، فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي، و إلى ما أعد الله عز و جل لي فيها من النعيم، ثم لأنا أهدى إلى منزلي في الجنة مني اليوم إلى أهلي، و ليصيبني من روحها و ريحانها حتى أبعث.

و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي، حتى يكون أضيق من كذا و كذا، و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم، فلأنظرن إلى مقعدي و إلى ما أعد الله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال و القرناء، ثم لأنا إلى مقعدي من جهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي، ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتى أبعث.

::::::::::::: سعد بن الربيع رضي الله عنه:::::::::::::

لما انتهت غزوة أحد .. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع؟ فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيض روحه .. فناداه .. : ماذا تفعل؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت؟

فقال سعد: اقرء على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت و أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة و أنفذت في، فأنا هالك لا محالة، و اقرأ على قومي من السلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيكم عين تطرف ...

::::::::::::: عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:::::::::::::

قال عبد الله بن عمر قبل أن تفيض روحه: ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة: ظمأ ا لهواجر ومكابدة الليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل، و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت (و لعله يقصد الحجاج و من معه).

::::::::::::: عبادة بن الصامت رضي الله عنه:::::::::::::

لما حضرت عبادة بن الصامت الوفاة، قال: أخرجوا فراشي إلى الصحن

ثم قال: اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي، فجمعوا له .... فقال: إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا، و أول ليلة من الآخرة، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، و هو والذي نفس عباده بيده، القصاص يوم القيامة، و أحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي.

فقالوا: بل كنت والدا و كنت مؤدبا.

فقال: أغفرتم لي ما كان من ذلك؟ قالوا: نعم.

فقال: اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ... أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة و لنفسه، فإن الله عز و جل قال: و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، و لا تتبعوني بنار.

::::::::::::: الإمام الشافعي رضي الله عنه:::::::::::::

دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه

فقال له:كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟!

فقال الشافعي: أصبحت من الدنيا راحلا، و للإخوان مفارقا، و لسوء عملي ملاقيا، و لكأس المنية شاربا، و على الله واردا، و لا أدري أ روحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها، ثم أنشأ يقول:

و لما قسا قلبي و ضاقت مذاهبي ... جعلت رجائي نحو عفوك سلما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير