تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود و تعفو منة و تكرما
::::::::::::: الحسن البصري رضي الله عنه:::::::::::::
حينما حضرت الحسن البصري المنية، حرك يديه و قال: هذه منزلة صبر و استسلام!
::::::::::::: عبدالله بن المبارك:::::::::::::
العالم العابد الزاهد المجاهد عبدالله بن المبارك، حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا: لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله، ثم فاضت روحه.
::::::::::::: العالم محمد بن سيرين:::::::::::::
روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة، بكى، فقيل له: ما يبكيك؟
فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما ينجيني من النار الحامية.
::::::::::::: الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه:::::::::::::
لما حضر الخليفة عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك حاضرا: يا بني، إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين و أهل ذمتهم إلا رأو لكم حقا.
يا بني، إني قد خيرت بين أمرين، إما أن تستغنوا و أدخل النار، أو تفتقروا و أدخل الجنة، فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي، قوموا عصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ...
قوموا عني، فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة، ما هم بجن و لا إنس ..
قال مسلمة: فقمنا و تركناه، و تنحينا عنه، و سمعنا قائلا يقول: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين، ثم خفت الصوت، فقمنا فدخلنا، فإذا هو ميت مغمض مسجى!
::::::::::::: الخليفة المأمون رحمه الله:::::::::::::
حينما حضر المأمون الموت قال: أنزلوني من على السرير.
فأنزلوه على الأرض ... فوضع خده على التراب و قال: يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه.
::::::::::::: أمير المؤمنين عبدالملك من مروان رحمه الله:::::::::::::
يروى أن عبد الملك بن مروان لما أحس بالموت قال: ارفعوني على شرف، ففعل ذلك، فتنسم الروح، ثم قال: يا دنيا ما أطيبك! إن طويلك لقصير، و إن كثيرك لحقير، و إن كنا منك لفي غرور ... !
::::::::::::: هشام بن عبدالملك رحمه الله:::::::::::::
لما أحتضر هشام بن عبد الملك، نظر إلى أهله يبكون حوله فقال: جاء هشام إليكم بالدنيا و جئتم له بالبكاء، ترك لكم ما جمع و تركتم له ما حمل، ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله.
::::::::::::: الخليفة المعتصم رحمه الله:::::::::::::
قال المعتصم عند موته: لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ... !
::::::::::::: الخليفة هارون الرشيد رحمه الله:::::::::::::
لما مرض هارون الرشيد و يئس الأطباء من شفائه ... و أحس بدنو أجله .. قال: أحضروا لي أكفانا فأحضروا له .. فقال: احفروا لي قبرا ... فحفروا له ... فنظر إلى القبر و قال:
ما أغنى عني مالية ... هلك عني سلطانية ... !
مسك الختام
::::::::::::: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم:::::::::::::
في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة، كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم، و سرت أنباء مرضه بين أصحابه، و بلغ منهم القلق مبلغه، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم، حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة.
و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين، لم يفاجئهم و هم يصلون إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة، و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة، فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يخرج للصلاة، فأراد أن يعود ليصل الصفوف، و هم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم، و أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره، و عاد رسول الله إلى حجرته، و فرح الناس بذلك أشد الفرح، و ظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أفاق من وجعه، و إستبشروا بذلك خيرا. و جاء الضحى، و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم، فدعا فاطمة: فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا، فبكت لذلك، فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله، فضحكت، و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه، فقالت فاطمة: واكرباه. فرد عليها رسول الله قائلا: لا كرب على أبيك بعد اليوم. و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته: الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم. الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم، و كرر ذلك مرارا
و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك، فنظر إليه رسول الله، قالت عائشة: آخذه لك؟، فأشار برأسه أن نعم، فإشتد عليه، فقالت عائشة: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فلينته له ...
و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء، فيمسح بالماء وجهه و هو يقول: لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات.
و في النهاية ... شخُصَ بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركت شفتاه قائلا: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين، اللهم إغفر لي و إرحمني، و ألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى .. اللهم الرفيق الأعلى
.. اللهم الرفيق الأعلى، و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما.
اللهم إنا نسألك عيشة هنية و ميتة سوية و مرد غير مخز و لا فاضح .. اللهم أجعل الحياة زيادة لنا في كل خير و اجعل الموت راحة لنا من كل شر، و إن أردت بأهل الأرض فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا و لا مفتونين .. اللهم اجعل خير اعمالنا خواتيمها و خير أيامنا يوم أن نلقاك برحمة يا أرحم الراحمين """
¥