تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: بل تأملوا أنتم أيها القراء هذا التناقض العجيب في اعتقاد هذا الرجل، الذي أبان لنا جانب من جوانب معتقده، وهو مرافقته لأهل الاعتزال، فكيف تنسب نفسك بعد ذلك إلى الأشعري الذي يصرح في ((الإبانة)) وفي ((رسالة إلى أهل الثغر)) بإثبات الصفات على الوجه المذكور في النصوص الشرعية التي تأولتها أنت – والمعلوم أنه قد صنف هذه الكتب بعد رجوعه عن الاعتزال وتوبته منه، فعلى هذا أنت أشعري على المذهب القديم للأشعرى وهو الاعتزال!!. وأما ادعاؤك أن ((الإبانة)) كان من أوائل ما صنف الأشعري، فمجرد دعوى لا دليل عليها.

وقد ثبت لنا بالنص الصريح أن الإبانة قد صنفه الأشعري بعد رجوعه عن الاعتزال. ففي ترجمة شيخ الحنابلة أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهارى – رحمه الله – من ((سير أعلام النبلاء)) (15/ 90): ((فقيل: إن الأشعري لما قدم بغداد جاء إلى أبي محمد البربهارى، فجعل يقول: رددت على الجبائى، رددت على المجوس، وعلى النصارى، فقال أبو محمد: لا أدري ما تقول، ولا نعرف إلا ما قاله الإمام أحمد فخرج، وصنّف الإبانة فلم يقبل منه)). فهذه الحادثة دالة على أنه صنف هذا الكتاب بعد رجوعه عن الاعتزال ولم يكن هذا في بداية عمره وأول طلبه كما ادعى السقاف. ولذلك قال ابن العماد في الذرات (2/ 303): ((قال في كتاب ((الإبانة في أصول الديانة)) وهو آخر كتاب صنفه، وعليه يعتمد أصحابه في الذب عنه عند من يطعن عليه)). وهناك دلائل أخرى تجدها مذكورة في بعض فصول هذا الكتاب.


(******* الثامن *********)

طعنه في كتب أئمة أهل السنة والجماعة أمثال: عبدالله بن أحمد بن حنبل، والخلال، واللالكائي. . وغيرهم لمخالفتها مذهبه العقدي المبتدع
وقد دأب السقاف على الطعن في كتب السنة التي اتبع فيها مصنفوها الطريقة الحديثية في إثبات مسائل العقيدة من رواية الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والأخبار المقطوعة الواردة في كل باب من أبواب العقيدة، وهذه هي طريقة أهل السنة والجماعة في إثبات مسائل العقيدة، إذ اعتمادهم في ذلك على الكتاب والسنة لا تحكيم الأهواء والعقول، كما يفعل السقاف، ومن على طريقته.

قال في مقدمته على كتاب ابن الجوزي ((دفع شبه التشبيه)): (جميع الكتب التي أطلق عليها كتب ((السنة)) .. هي في الحقيقة مليئة بالأحاديث الموضوعة والتالفة والمنكرة والضعيفة، وما أشبه ذلك، ومنها:
1 – كتاب ((السنة)) المنسوب لابن أحمد والذي في سنده: الخضر بن المثنى وهو: مجهول.
2 – كتاب السنة للخلال.
3 – السنة للالكائي، و ((اعتقاد أهل السنة)) له أيضاً.
4 – كتب عثمان بن سعيد الدارمى التي منها: ((الرد على بشر المريسي)).
5 – الإبانة لا بن بطة الوضاع، كما في كتابنا ((إلقام الحجر)).
6 – إبطال التأويل لأبي يعلى المجسم.
7 – التوحيد لابن خزيمة الذي ندم على تصنيفه كما روى عنه ذلك الحافظ البيهقي في ((الأسماء والصفات)).
8 – كتاب ((الصفات)) و كتاب ((الرؤية)) المنسوبين غلطاً للدار قطنى.
9 – ((الإيمان)) لا بن منده.
10 - ((شرح العقيدة الطحاوية)) لابن أبي العز، وقد بينا ما فيها في عدة كتب من كتبنا أهمها: ((التنبيه والرد على معتقد قدم العالم والحد)) و ((التنديد بمن عدد التوحيد)) فافرأهما فإن فيهما كشف تلك الأخطاء الجسيمة التي في ((شرح العقيدة الطحاوية)).
11 - كتب ابن تيمية، فإن جميعها لا يخلو من التشبيه.
12 - كتب ابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية.
13 - كتاب ((العلو)) الذي بينا أنه صنفه في أول حياته ثم تبين له خطأ ما قاله فرجع عنه في كتبه الأخرى.
14 - كل كتاب في العقيدة على نسق عقيدة هؤلاء، وغالب ما فيها يدور حول ما أبطلناه في مقدمة هذا الكتاب والتعليق عليه).

قلت: وهذا الكلام عليه اعتراضات من وجوه:
? أولها: أن كثيراً من الأحاديث الواردة في هذه الكتب إن كانت ضعيفة الإسناد من طريق مصنفيها، فهي صحيحة من طرق أخرى غير طرق مصنفيها.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير