تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((السنة)) (1/ 282)، وأبو معاوية وإن كان من اصحاب الأعمش إلا أنه يخطئ في أحاديث عنه، بل قال عن نفسه: حفظت من الأعمش الفاً وست مائة فمرضت مرضة فذهب عني منها أربه مائة. وقال الإمام أحمد: ((يخطئ في أحاديث من أحاديث الأعمش)). وقد خالف كل من رواه موقوفاً باللفظ الأول، ولذا رجع البخاري الرواية فأخرجها تعليقاً في ((صحيحه)) (9/ 612 – اليونينية): ((وقال مسروق، عن ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئاً، فإذا فزع قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ونادوا ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق)).

? وقد أثبت الإمام أحمد الكلام بصوت لله عز وجل: فقال عبدالله بن الإمام أحمد – رحمهما الله – في السنة (533): سألت أبي – رحمة الله – عن قوم يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت، فقال أبي:، بلى، إن ربك عز وجل تكلم بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت)). وهذا الخبر رواه النجاد في ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)) (ق: 87 / ب) عن عبدالله به.

? فدل هذا الخبر على أمرين:

أحدهما: إثبات معتقد الإمام أحمد في المسألة، وانه يثبت الكلام بالصوت لله عز وجل، وفي هذا رد على هذا السخاف فيما ذكره في (ص 21) من كتابه المذكور حيث قال:

((حاول الكاتب أن يرد قول أهل السنة والجماعة: أن الله تعالى متكلم، وان كلامه ليس بحرف ولا صوت ولا لغة)). فلا أدرى: هل يعتبر الإمام أحمد مبتدعأ ويخرجه من أهل السنة والجماعة بعد هذا النقل الصحيح عنه في بيان مذهبه في مسألة الصوت؟!. وخصوصاً أنه منقول عنه بإسناد صحيح عند النجاد في كتابه ((الرد على من يقول القرآن مخلوق))، فالسقاف ينفي صحة نسبه كتاب ((السنة)) ‍‍!!. أم سوف يتأول هذا النص كما تأول صفات الرب سبحانه وتعالى؟!

ثانيهما: تصحيحه لهذه الأخبار الواردة في إثبات الصوت، حيث قال: ((هذه الأحاديث نرويها كما جاءت))، فدل بذلك على أنه يثبت الصفة كما جاءت ولا يتاولها كما أدعى هذا الأفاك الأثيم. وقال الإمام عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي – رئيس الحنابلة في عصره – المتوفي سنة 410هـ في كتابه ((اعتقاد الإمام احمد)) مخطوط – وهو مروي عنه بإسناد صحيح – (ق: 52 / ب): ((وكان يقول – أي الإمام أحمد: - إن القرآن كيف يصرف غير مخلوق، وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف، وكان يبطل الحكاية ويضل القائل بذلك)). وفي هذا رد على ملا على القاري فيما نقله عنه السقاف في ((إلقام الحجر)) (ص: 24) حيث قال: (قال المحدث علي القاري في شرح الفقه الأكبر (ص: 29 – 30): ومبتدعه الحنابلة قالوا كلامه حروف وأصوات تقوم بذاته، وهو قديم). فهذا الذي بدع به بعض الحنابلة من إثبات الصوت واحرف منقول باسانيد صحيحة عن الإمام احمد – رحمه الله -.

وممن أثبت الصوت لله عز وجل الإمام البخاري رحمه الله كما سوف ياتي ذكره.

وأصرح من خبر ابن مسعود: حديث عبدالله بن انيس ? قال: سمعت النبي ? يقول: ((يحشر الله العباد – أو الناس – عراة غرلاً بهماً) قلنا: ما بهماً؟ قال: ((ليس معهم شيء فيناديهم بصوت يسمعه من بعد – أحسبه قال: كما يسمعه من قرب – أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من اهل الجنة يدخل الجنة … .. الحديث)). وهذا الخبر قد أعله السقاف في كتابه إلقام الحجر (ص: 29 – 31). وفي كلامه على إعلال هذا الحديث ما يدل على جهله بهذه الصناعة، وقلة باعه فيها، وعدم تجريه لأقوال العلماء، هذا إذا حسناً فيه الظن، وإلا فهو متجاهل ملبس، يدلس الأقوال ويبتر منها مالا يوافق رأيه، ليثبت بدعه. وسوف نتكلم بشيء من التفصيل على طرق هذا الحديث إن شاء الله تعالى.


(************الجزء الثالث عشر************)

الكلام على حديث عبدالله بن أنس ? في كلام الرب تعالى بصوت وإثبات صحته
قد ورد هذا للحديث من طرق عن جابر بن عبدالله، عن عبدالله بن انيس رضي الله عنهما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير