تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (156)، وتمام الرازي في ((فوائده)) (928) من طريق: عثمان بن سعيد الصيداوي، عن سليمان بن صالح – وعند تمام: سليم بن صالح – عبد الرحمن بن ثابت بن ثروان، عن الحجاج بن دينار، عن محمد بن المنكدر عن جابر به. قال الحافظ في الفتح (1/ 141): ((إسناده صالح)). وأما السقاف فرد حكم الحافظ عليه (ص:31)، فقال: (كيف يقبل – أي عمر محمود – هو وسادته قول الحافظ ابن حجر: وإسناده صالح هنا، مع أن إسناده غير صالح لوجود المجاهيل في طريق الطبراني في مسند الشاميين، وتمام). حتى قال: (فعثمان الصيداوى الذي في سند الطبراني في مسند الشاميين وشيخه سليمان بن صالح مجهولان، وشيخ الثاني: وهو عبد الرحمن بن ثابت: صدوق يخطئ رمى بالقدر تغير باخرة كما في التقريب).

قلت: وهذا الكلام يُظهر جهله من وجهين:

الأول: قوله بجهالة عثمان الصيداوي وسليمان بن صالح، فكأنه لم يقف لهما على تراجم. فأقول له: أما الأول: فترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج11/ق:99) فقال: ((عثمان بن سعيد بن محمد بن بشير أبو بكر الصفراوى، من أهل صيدا، الصيداوى، من ساحل دمشق، روى عن محمد بن شعيب وسليم بن صالح، ومحمد بن عبدك الرازي. روى عنه: الحسن بن جرير الصورى، ومحمد بن المعافى الصيداوي، وأحمد بن بشر بن حبيب، وأبو جعفر أحمد بن عمر بن أبان الصورى الأصم، وأبو عبد الملك بن عبدوس الصورى. . .)). وأما سليمان بن صالح فهو نفسه سليم بن صالح كما في رواية تمام، وقد ذُكر في شيوخ الصيداوى باسم سليم، وله ترجمة في تاريخ دمشق ولكن في الجزء المفقود منه. دل على ذلك أن ابن منظور أورد ترجمته في ((مختصر تاريخ دمشق)) (10/ 205)، فقال: ((سليم بن صالح أبو سفيان العنسى سكن جبلة حدثنا عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان. . الحديث)). وأما قول الذهبي فيه في ((الميزان)): ((لا يعرف)) فمتعقب بما ذكرناه، فإن ترجمته في ((تاريخ دمشق)) ونسبته وموطن سكنه ترفع عنه جهالة العين. وأما عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فمع ما فيه من اللين إلا أنه عند ابن حجر ممن يتابع على حديثه، فهؤلاء الثلاثة ضعفهم محتمل، فمن أجل ذلك وصف الحافظ هذا الإسناد بأنه صالح، أي أنه يقوي سابقه – وهو طريق ابن عقيل -.

والوجه الثاني:أنه ذكر ضعف عبد الرحمن بن ثابت على سبيل القدح فيه، لكي يغلط الحافظ ابن حجر في حكمه على إسناد الحديث من هذا الطريق، فكأنه ظن أن حكمه على الإسناد بالصلاح يعنى أنه محتج به، أو أنه مثل الحسن في الرتبة، والصواب أنه يدل على ضعف الإسناد، إلا أن هذا الضعف محتمل غير شديد. فتدبر وتأمل. وأما ما لمز به زهير الشاويش في حاشية كتابه (ص: 35) حيث قال: (تنبيه: قوله: رفيع غير فظيع لعله من تفسير ابن بشر، فلم أره في شئ من طرق الحديث. أهـ. دال على أنه لا يعى – أي زهير – ما يقول، إذ كان عليه أن يقول: وهذا قول باطل من رجل أجمعوا على أنه كذاب). فلا يصفو له: لأن هذا الحرف: ((رفيع غير فظيع)) ورد في رواية تمام من أصل الحديث، وليس من تفسير أحد الرواة، وهو حرف منكر.

? وأما الطريق الثالث:

فأخرجه الخطيب في ((الرحلة في طلب الحديث)) (928) من رواية عمر بن الصبح، عن مقاتل بن حيان، عن أبي الجارود العنسى، عن جابر. قال الحافظ: ((في إسناده ضعف)). قلت: بل إسناده تالف، فعمر بن الصبح كذاب متهم بالوضع وأبو الجارود العنسى لم أقف على ترجمة له، وليس هو الكوفى الأعمى – زياد بن المنذر – فالكوفى عامة روايته عن طبقة التابعين.

فمما سبق يتضح لنا أن حديث عبد الله بن محمد بن عقيل حديث حسن لذاته، ويقويه طريق الحجاج بن دينار. ومثل حديث عبد الله بن أنيس في الدلالة: حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال النبي ?: ((يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم! فيقول لبيك ربنا وسعديك فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: يارب! وما بعث النار؟ قال من كل ألف – أراه قال: تسع مائة وتسعين – حينئذ تضع الحامل حملها، وترى الناس سكارى، وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)). وهو حديث صحيح مخرّج في ((الصحيحين)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير