تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب


ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[03 - 05 - 02, 03:33 ص]ـ
لا دفاعا عن الالباني فحسب بل دفاعا عن السلفية
الرد على الجهمي المعطل حسن السقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
نتابع الردود على الجهمي المعطل حسن السقاف.

الجزء السادس عشر
إثبات صفة النزول للرب عز وجل والرد على السقاف في نفيه ذلك

وقد صرح السقاف بمعتقده في هذه المسألة في كتابه ((إلقام الحجر))، وفي تعليقه على كتاب ابن الجوزى: ((دفع شبه التشبيه)).

فقال في الأول (ص:10): (وأما نأويل النزول بنزول ملك فهو الصحيح كما قال الباجورى، لوروده في حديث صحيح، ونصه: ((إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر منادياً ينادي يقول: هل من داع يستجاب له، هل من يستغفر له؟ هل من سائل يعطي)). رواه النسائي بسند صحيح في عمل اليوم والليلة (ص:340) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد، وقد فصلت الكلام عليه وبيان طرقه، ومتابعاته وشواهده في ((الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة))، وبينت بطلان كلام الألباني في تضعيفه، وبطلان طعنه بحفص بن غياث الثقة الإمام الذي أخرج أحاديثه الستة).

وقال في الثاني (ص:193) نحواً من ذلك، وزاد زيادات سوف يأتي التنبيه عليها، والرد على ما ورد فيها من ضلالات، فالله المستعان.

قلت: ويكفي لإثبات صفة النزول للرب سبحانه وتعالى ما اتفق على إخراجه البخاري ومسلم – رحمهما الله – في ((صحيحيهما)) من حديث أبي هريرة ?: عن النبي ?، قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)).

قال الحافظ الذهبي – رحمه الله – في ((الأربعين في صفات رب العالمين)) (ص:100): ((هذا حديث حسن، متفق عليه من حديث أبي هريرة وغيره، وقد أفردت له جزءاً، وقد ذكرت فيه عن أكثر من عشرين صحابياً عن النبي ? نزول الرب عز وجل بطرق كثيرة إليهم، ومنها لمسلم: ((فينزل: فيقول: لا أسأل عن عبادي غيري)). وقد حدّث بهذا الحديث حماد بن سلمة، فقال: من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه)).

قلت: وهذا الحديث لم يسلم من طعون السقاف وتأويلاته فادعى أن الذي ينزل هو أحد الملائكة، واستدل على ذلك بما رواه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (486): أخبرني إبراهيم بن يعقوب، حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي حدثنا الأعمش، حدثنا أبو إسحاق، حدثنا أبو مسلم الأغر، سمعت أبا هريرة و أبا سعيد يقولان: قال رسول الله ?: ((إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر منادياً ينادي، هل من داع يستجاب له، هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل يعطى)). وهذه الرواية شاذة، من جهة ذكر المنادي.

فقد رواه جماعة عن أبي إسحاق فأثبتوا النزول والنداء لله عز وجل، وهم:
1 – شعبة بن الحجاج: أخرجه الإمام أحمد (3/ 34)، ومسلم (1/ 52)، وابن خزيمة (1146)، والآجرى في ((الشريعة)) (ص:310).
2 – سفيان الثوري: أخرجه الآجرى (ص:309).
3 – أبو عوانة: أخرجه أحمد (2/ 383)، والرامهرمزى في ((المحدث الفاصل)) (552).
4 – معمر: أخرجه عبد الرزاق (1/ 444 - 445/ 19654).
5 – إسرائيل: أخرجه الآجرى (ص:310).
6 – شريك: أخرجه الآجرى (ص:310).
7 – منصور بن المعتمر: أخرجه مسلم (1/ 523)، والنسائي في ((اليوم والليلة)) (485).

وليس الحمل فيه على الأعمش، فقد رواه الآجرى (ص:309) من طريق: مالك بن سعير، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إن الله عز وجل يمهل حتى إذا كان شطر الليل نزل تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فقال: هل من مستغفر ………الحديث)). وسنده صحيح. فالحمل في رواية النسائي – الشاذة – على حفص بن غياث أولى، فقد تغير بعدما تولى القضاء، وقد خالف الأكثر والأوثق. والحديث محفوظ من طرق أخرى – غير طريق الأغر – عن أبي هريرة بلفظ نزول الرب عز وجل. وأما زعمه أن هذا الحديث كان في كتاب حفص، فمردود عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير