تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا سند واه بمرة، آفته النضر بن سلمة – شاذان – قال أبو حاتم: ((كان يفتعل الحديث)).

وقال عبدان: سألنا عباس العنبري عن النضر بن سلمة، فأشار إلى فمه، قال ابن عدي: ((أراد أنه يكذب)).

ولكن رواه ابن عدي في ((الكامل)) (2/ 677)، والدار قطنى في ((الرؤية)) (300) كلاهما عن الحسن بن علي بن عاصم، حدثنا إبراهيم بن أبي سويد الذراع، حدثنا حماد بن سلمة بإسناده.

ولفظه عند ابن عدي: ((رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء)).

ولفظه عند الدار قطنى: ((رأيت ربي في أحسن صورة)).

قلت: وهذا إسناد تالف، آفته الحسن بن علي بن زكريا بن صالح بن عاصم، وله ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (7/ 382).

قال ابن عدي: ((أبو سعيد الحسن بن علي العدوي يضع الحديث، ويسرق الحديث، ويلزقه على قوم آخرين، ويحدث عن قوم آخرين، ويحدث عن قوم لا يعرفون، وهو متهم فيهم، وإن الله لم يخلقهم، وعامة ما حدث به – إلا القليل – موضوعات، وكنا نتهمه بل نتيقنه أنه هو الذي وضعها) وقال الدار قطنى: ((متروك) وقال ابن حبان: ((لعله قد حدث عن الثقات بالأشياء الموضوعات ما يزيد على ألف حديث)).

ورواه ابن عدي من طريق: محمد بن رزق الله موسى، حدثنا السود ابن عامر … .. بسنده وبلفظ:

((رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد عليه حلة خضراء)).

قلت: ومحمد بن رزق الله بن موسى هذا قد أطلت البحث عنه فلم أعرفه، ولا أظنه الذي ترجمه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (5/ 27) باسم محمد بن رزق الله الكلوذاني.

ورواه ابن عدي من طريق محمد بن رافع، حدثنا الأسود بن عامر بسنده وبلفظه حديث الحسن بن علي بن عاصم.

ومن طريقه البيهقي في ((الأسماء والصفات)) (ص:444).

ومن طريق الذهبي في ((السير)) (10/ 113)، وقال:

((وهو خبر منكر)).

قلت: لاشك في ذلك، والحمل فيه على محمد بن رافع، فهذه الزيادة في هذا الحديث قد تفرد بها عن الأسود، وخالفه الإمام أحمد فرواه عن الأسود من غير زيادة، ومحمد بن رافع وإن كان ثقة إلا أنه دون الإمام أحمد في الحفظ والضبط والإتقان، فهذه الزيادة منكرة كما ترى.

فإن قيل: ولكن رواه غيره عن الأسود بهذه الزيادة؟

فالجواب: إن الطرق ضعيفة إلى الأسود كما سبق أن ذكرنا بل بعضها تالفة واهية.

وقد رواه غير الأسود عن حماد، فلم يذكر هذه الزيادة، مما يدل على أن حماداً لم يحدث بهذا الحديث على هذا الوجه المنكر.

فالحديث قد أخرجه الآجرى في ((الشريعة)) (ص:494) حدثنا أبو بكر بن أبي داود، قال: حدثنا الحسين بن كثير العنبري، قال: حدثنا أبي، قال:حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، مرفوعاً:

((رأيت ربي عز وجل)).

وسنده صحيح.

رواه الإمام أحمد (1/ 290)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (433) وابن عدي (2/ 677) من طريق: عفان، حدثنا عبد الصمد بن كيسان، حدثنا حماد بن سلمة بالسند والمتن السابق.

ولكن رواه الخطيب في ((تاريخه)) (11/ 214) من طريق: عمر ابن موسى ابن فيروز، حدثنا عفان، فذكره بإسناده ولكن زاد:

((صورة شاب أمرد عليه حلة حمراء)).

قلت: وهذه زيادة منكرة، تفرد بها عمر بن موسى بن فيروز التوزى، وهو مستور، ذكره الخطيب في ((تاريخه)) (11/ 214) ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد خالف كلاً من الإمام أحمد بن حنبل، وحنبل بن إسحاق، وفضل ابن سهل، فرووه من غير هذه الزيادة.

ولكن في هذا الإسناد عبد الصمد بن كيسان، قال الحافظ في ((تعجيل المنفعة)) (ص:26):

((عبد الصمد بن كيسان: عن حماد بن سلمة، وعنه عفان، فيه نظر، قلت: أظنه الأول، تصحف اسمه)).

يقصد بذلك عبد الصمد بن حسان، وهو صدوق حسن الحديث كما يظهر من ترجمته في ((التعجيل))، فقد وثقه ابن سعد، وقال أبو حاتم: ((صالح الحديث، صدوق) وقال الذهبي: ((صدوق إن شاء الله)).

فهذا يدلك على أن ما ورد في المتن من نكارة إنما هو من قلة ضبط من روى الحديث عن الأسود بن عامر، وليس هو بمحفوظ بهذا المتن المنكر عن حماد بن سلمة، وإنما المحفوظ عنه من حديثه، لفظ:

((رأيت ربي عز وجل)).

وهذا الحديث قد صححه جماعة من الحفاظ منهم الإمام أحمد بن حنبل، وأبو زرعة الرازي، وغيرهما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير