تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري– فيما نقله الذهبي في ((السير)) (7/ 39) -:

((الذي يذكر عن مالك في ابن إسحاق لا يكاد يُتبن)).

وقال الذهبي في ((السير)) (7/ 44):

((وقال يعقوب بن سيبة: سألت علياً – يعني ابن المديني -: كيف حديث ابن إسحاق عندك، صحيح؟ فقال: نعم، حديثه عندي صحيح، قال: فكلام مالك فيه؟ قال: مالك لم يجالسه ولم يعرفه، وأي شيء حدث به ابن إسحاق بالمدينة؟!!)).

وأما قول السقاف:

(طعن فيه الإمام أحمد).

فإنما حمل عليه الإمام أحمد لتدليسه، وأما صرح بالسماع فيحتج به إذا لم ينفرد بمنكر.

وقد نقل الذهبي في ((الميزان)) (3/ 469) عن الإمام أحمد قوله:

((حسن الحديث)).

وفي ((بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم)) ليوسف بن حسن ابن عبد الهادي (ص:363):

((قال ابن إبراهيم – (أي إسحاق بن إبراهيم بن هانئ) -:

قلت: محمد بن إسحاق في الزهرى؟ قال هو ثقة، ولكن معمر ومالك وهؤلاء أوثق منه)).

وأما ما نقل عنه أنه قال: ((كان ابن إسحاق يشتهي الحديث، فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه)).

فلا يدل على جرح، وقد أجاب عن ذلك الحافظ الذهبي في ((السير)) (7/ 46)، فقال:

((هذا الفعل سائغ، فهذا الصحيح للبخاري فيه تعليق كثير)).

والقول العدل في محمد بن إسحاق:

ما قاله الإمام الذهبي في ((السير)) (7/ 41):

((له ارتفاع بحسبه، ولا سيما في السير، وأما في أحاديث الأحكام، فينحط حديثه فيه عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن، إلا فيما شذ فيه، فإنه يعد منكراً هذا الذي عندي في حاله)).

قلت: وهذا الذي نأخذ به، ولا نحتج بما لم يصرح فيه بالسماء، فإنه مكثر من التدليس، ولا نغالي فيه فنقول: صحيح الحديث، بل هو حسن الحديث إذا لم يخالف أو لم يتفرد بأصل أو سنة لم يأت بها غيره من الثقات. والله الهادي إلى سواء السبي


الجزء الخامس والعشرون
إثبات رؤية الرب في الآخرة وتخبط السقاف في إثبات ذلك
وقد ذهب السقاف مذهب المعتزلة في نفي رؤية الرب عز وجل في الآخرة، فقال في كتابه ((احتجاج الخائب بعبارة من ادعى الإجماع فهو كاذب)) (ص:39): (اعلم أولاً: أن الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – كذب عليه الناس كثيراً، من ذلك ما في كتاب السنة المنسوب لابنه، ذكر فيه أن الإمام أحمد يقول بجلوس الله تعالى على العرش، وحاشاه من ذلك، ولو ثبت هذا عنه فهو مردود عليه بنصوص الكتاب والسنة المنزهة للمولى تبارك وتعالى عن مشابهة الحوادث والمخلوقات، {ليس كمثله شيء} وإني أنقل أحد تلك النصوص الفظيعة الشنيعة المثبتة في كتاب الزيغ المسمى بكتاب السنة، فأقول: لو نظرنا ص:79 لوجدنا مانصه: ذكر الكرسي: سئل – أي أحمد – عما روى في الكرسي وجلوس الرب عليه. رأيت أبي ? يصحح هذه الأحاديث – أحاديث الرؤيا – ويذهب إليها وجمعها في كتاب وحدثنا به .. إلى آخر ذلك الهراء الوثنى، ومقام الإمام أحمد يجل عن هذه الوثنية التي تشمئز منها الأرواح).

قلت: بل هي سلفية تلين لها قلوب المؤمنين، وتغلظ منها قلوب الزائغين أمثال السقاف المبتدع. والجواب عن هذا الكلام من وجوه:

الأول: أن كتاب ((السنة)) لعبد الله بن الإمام أحمد – رحمهما الله – الذي حاول السقاف الطعن في نسبته لمصنفه ثابت النسبة حاول السقاف الطعن في نسبته لمصنفه ثابت النسبة إلى عبدالله بن أحمد كما بيناه من قبل في هذا الكتاب، وقد ذكرنا هناك كذب السقاف في تلفيق إسناد كتاب الرد على الجهمية لهذا الكتاب – ((السنة)) -.

الثاني: أننا لو سلمنا للسقاف أن هذا الكتاب غير صحيح النسبة لعبدالله بن الإمام أحمد، فليس هذا معناه أن هذا النص غير ثابت عنه، بل هو صحيح ثابت عن الإمام أحمد. فقد رواه ابن النجاد الفقيه – رحمه الله – في كتاب ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)). وفي ((مسائل إسحاق بن إبراهيم النيسابوري)) (2/ 152/1850) قال: ((سمعت أبا عبدالله يقول: من لم يؤمن بالرؤية فهو جهمي، والجهمي كافر)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير