تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثالث: أن أحاديث الرؤية الصحيحة المثبتة لهذه السلفية – (أو وثنيتك التي تدعيها خيبك الله) – كثيرة بلغت حد التواتر، وهو مما يفيد العلم اليقيني عندك كما أثبت في غير موضع من كتبك. قال أبو الفيض الكتاني في ((نظم المتناثر من الحديث المتواتر)) (ص:153) بعد أن ذكر أحاديث الرؤية: ((وقال اللقاني في شرح جوهرته: أحاديث رؤية الله تعالى في الآخرة بلغ مجموعها مبلغ التواتر، مع اتحاد ما تشير إليه، وإن كان تفاصيلها آحاداً)).

فلا أدري كيف يخالف السقاف في هذه المسألة، مع صحة الأحاديث الواردة في فيه، ومع إثبات صاحب جوهرته للرؤية. بل قال شيخه–المنسوب إليه–أبو الحسن الأشعري في ((رسالته إلى أهل الثغر)) (ص:76): ((وأجمعوا على أن المؤمنين يرون الله عز وجل يوم القيامة بأعين وجوههم)).

وإليك أيها القارئ السلفي الأثري – وإليك أيضاً أيها السقاف المعتزلي – جملة مما صح في هذا الباب من أحاديث.

1 – حديث جرير بن عبدالله البجلي ?: قال: كنا جلوساً عند رسول الله ?، إذا نظرنا إلى القمر ليلة البدر، فقال: ((أما أنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) – يعني العصر والفجر – ثم قرأ جرير: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} {طه: 130}. أخرجه البخاري (1/ 105)، ومسلم (1/ 4339)، وأبو داود (4729)، والترمذي (2551)، والنسائي في ((الكبرى)) (تحفه: 2/ 427)، وابن ماجة (177) من طريق: قيس بن أبي حازم، عن جرير به.

2 – حديث أبي هريرة ?: قال: قال ناس: يارسول الله! أنرى ربنا عز وجل يوم القيامة؟ قال: ((هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟!) قالوا: لا، قال: ((والذي نفسي بيده لا تضارون في رؤيته إلا كما تضارون في رؤية أحدهما)). أخرجه مسلم (4/ 2279)، وأبو داود (4730) من طريق: سفيان بن عيينة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به.

3 – حديث أبي سعيد الخدري ?: قال:قلنا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: ((هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحواً؟)) قلنا: لا، قال: ((فإنما لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضرون في رؤيتهما)). أخرجه البخاري (4/ 285)، ومسلم (1/ 167) من طريق: عطاء بن يسار، عن أبي سعيد مطولاً.

4 – حديث صهيب بن سنان النمري ?: مرفوعاً: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول تبارك وتعالى، تريدون شيئاً أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل)). أخرجه مسلم (1/ 163)، والترمذي (2552)، وابن ماجة (187) من طريق: عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب به.

5 - حديث أبي موسى الأشعري ?: مرفوعاً: ((جنتان من فضة آنيتهما وما فيها، جنتان من ذهب آنيتهما وما فيها،وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)). أخرجه البخاري (4/ 287)، ومسلم (1/ 163)، والترمذي (2528)، من طريق: أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه به.

والعجيب حقاً: أن يتناقض السقاف: صاحب كتاب ((تناقضات الألباني))؟!! – فيثبت حديث الرؤية في موضع آخر من كتبه. حيث قال في تعليقه على كتاب ابن الجوزي الجهمي ((دفع شبه التشبيه)) (ص:210) – تعليقاً على قول ابن الجوزي: ((كما وقع الشبه في رؤية الحق سبحانه برؤية القمر في إيضاح الرؤية لا في تشبيه المرئي)) -: قال السقاف: (أي عندما قال ? في الحديث الصحيح: ((إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته)) كان معنى كلامه: أي أنكم سترون ربكم، وسوف لا تشكون هل الذي رأيتموه هو ربكم أم لا كما أنكم إذا رأيتم القمر فإنكم لا تشكون أن الذي ترونه هو القمر ليلة البدر، وليس معنى ذلك أن الله يشبه البدر حاشاً وكلا)). فانظر أيها اللبيب إلى هذا التناقض العجيب، والتخبط الشديد في اعتقاد هذا الرجل.


الجزء السادس والعشرون
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير