• ومع وجود هذه الأمور في الدنيا (الأعناب والثمار، و ... و ... ) إلاَّ أنَّ ما في الجنَّة لا يشابهه ولا يضاهيه إلاَّ في الاسم والمعنى العام الكلِّي، وأما كيف فـ (لا تعلمُ نفسٌ ما أخفي لهم من قرَّة أعين)، وفيها (مالا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).
• لذا قال ابن عباس رضي الله عنه: (ما في الجنة مما في الدنيا إلاَّ الأسماء).
• إذا عقلنا هذا الاختلاف في المسمَّيات (المخلوقات المحدثات) مع تشابه أسمائها = فشأن الله أعظم، (وله المثل الأعلى في السموات والأرض).
• فمع كونه سبحانه وتعالى له ساقاً تليق بجلاله وعظمته: (ليس كمثله شيءٌ)، وأنَّ معناها من حيث الاسم العام الكلِّي معلومٌ لكنها لا تشبه سوق المخلوقين.
• وربطاً بما تقدَّم: فلو قال قائل: ما المقصود بـ (الأعناب) التي في الجنة.
• لقلنا له: جمع عنب، والعنب معروفٌ معناه عندنا وفي لغة العرب، فإن قال فهل هو عنب أحمر أو أسود أو أبيض، أو ذو حبَّاتٍ كبيرة أو صغيرةٍ، أو من جميع ذلك، أو لا يشبه ذلك كله لا في اللون ولا الشكل؟!
• لقلنا له بكل سهولة: الله - بالمدِّ ست حركات - أعلم، وليس بالإمكان أحسن مما كان، المهم أنَّه عنب والسلام:
يا ربِّ لا أدري وأنت الداري ••• كل امريءٍ منك على مقدارِ
• وبالنسبة للكيفيَّة .. فكون العقول لا تدرك إلاَّ ساقاً على هيئة سوق المخلوقين = فهذا لضعف عقول بني آدم عن إدراك المغيَّبات عن الكون المحسوس.
• فإن قال قائلٌ فهل تثبت للرب سبحانه وتعالى أنه يقوم ويقعد أو يمشي – بناءً على فهمك للمعنى العام للساق – فأقول: لا أثبت ولا أنفي إلاَّ بدليل.
• فإن ثبت دليل (صحيح صريح) عليه لسارعت بالقول به.
• وإن ثبت العكس لنفيته كذلك مسارعاً دونما ريث.
• فإن قال معترض: كيف تنفي القيام والمشي وقد أثبتَّ الساق؟ فهذا لايعقل؟!
• فالجواب: بل يعقل إذا كان الله وصفاته العلى ليست كالمخلوقين وصفاتهم، والله على كل شيءٍ قدير، وهذا نظير ما تقدَّم ذكره عن عنب الجنة، ولله المثل الأعلى جل وعزَّ.
• أخرج اللالكائي وغيره عن الفضيل بن عياضٍ أنه قال: ((إذا قال لك الجهمي: أنا أكفر بربٍّ ينزل أو يزول؛ فقل له: أنا أؤمن بربٍ يفعل ما يشاء)).
======================================
2 - الفائدة الثانية: حين يخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه أو رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة بشيءٍ من المغيَّبات فإنه لا يسعنا إلاَّ التصديق والتسليم التام.
• ثم إن استبان لنا بعد ذلك شيءٌ مما كان غيباً فالحمد لله أولاً وآخراً.
• وإن لم يتبيَّن منه شيءٌ - وهو كثير - فنقول كما يقول الراسخون في العلم: (آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكَّر إلاَّ أولوا الألباب).
• وأما أن يبقي المرء الضعيف إيمانه معلَّقاً بالمحسوسات، ويجادل في المغيَّبات = فهذا صنيع أهل الإلحاد والاستناف والعتو.
• وأما أن يكفر الإنسان بشيءٍ ثابتٍ؛ بحجَّة أنَّ عقله أو علمه لا يدركه، سواءٌ أكان ذلك في كل الأمور عامة (وكيفيَّات صفات الله على الخصوص) فهذا منهج الزائغة قلوبهم الذين أخبر الله عزوجل عنهم بقوله: (فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتَّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاَّ الله).
• فمن الأمور المتشابهات التي لا يعلم تفسيرها إلاَّ الله سبحانه وتعالى = (كيفية) صفاته سبحانه وتعالى، وانتبهوا جيداً لقولي: (كيفيَّة) .. ؛ لأنَّ ههنا فرقاً شاسعاً كبيراً بين الصفة من حيث معناها، أو من حيث كيفيَّتها.
======================================
• الأخ المكرَّم: عبداللطيف؛ مرَّةً أخيرة: سامحني واقبل اعتذاري إن أخطأت عليك.
• ونحن في انتظار إجابتك، وخذ من الوقت ما شئت غير مثرَّبٍ عليك و لا مستعتب.
• وتحية طيبةً .. للجميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[18 - 12 - 02, 04:13 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً .. وهداني وإياك لما يحبه ويرضاه
ولن أتأخر عليك إن شاء الله ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 12 - 02, 05:48 م]ـ
أخي الفاضل .. شكراً جزيلاً على هذا الأدب، والاستجابة السريعة.
وأنا بانتظارك.
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 01:07 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 01:16 ص]ـ
شكراً جزيلاً على الرفع!
ما أسرع التباعد ههنا؟!!
ـ[الشافعي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 01:24 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
دلني بعض الإخوة على هذا الموضوع فجزاه الله كل خير
وعندي الكثير مما يقال لأخونا العزيز أبو أحمد وعنه!!!!!!
فلو سمح لي إخوانا الكرام بالمشاركة أكون ممتناً شاكراً
الله يهديه بس
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 01:33 ص]ـ
الأخوان الكريمان: أبو البركات، والشافعي ... وفقهما الله
أرجو الإسراع بمراجعة صندوق رسائلكما الخاص بالملتقى؛ فقد أرسلت لكما رسالة خاصة.
مع رجاء الرد بنفس الطريقة.
وجزاكما الله خيراً.
¥