(قول الله جل وعز (يوم يكشف عن ساق) وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، واختلاف الصحابة، والتابعين في معنى تأويله.
حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، بنيسابور، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب النيسابوري البصري، ثنا جعفر بن عون، ثنا هشام بن سعد، وثنا إبراهيم بن محمد الديبلي، بمكة، ثنا إبراهيم بن عيسى الشيباني البصري، ثنا سويد بن سعيد، ثنا حفص بن ميسرة الصنعاني، جميعا، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا عز وجل يوم القيامة؟ قال: «هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب؟» قالوا: لا. قال: «فإنكم لا تضامون في رؤية أحدهما. فإذا كان يوم القيامة نودي ليتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد شيئا إلا تبعه، حتى لا يبقى إلا المؤمنون، فيأتيهم الله عز وجل» فيقول: «أنا ربكم» فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا. فيقول: «هل بينكم وبينه آية؟» فيقولون: نعم. «يكشف عن ساق»، فلا يبقى أحد ممن كان يعبد الله عز وجل إلا خر له ساجدا «. وذكر الحديث،
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، بمصر، ثنا روح بن الفرج، وثنا عبد الله بن جعفر الوردي، بمصر، ثنا يحيى بن أيوب المصري، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال فيه:» ويكشف عن ساقيه جل وعز «، قال أبو عبد الله: وهذا حديث ثابت باتفاق من البخاري، ومسلم بن الحجاج، وقد رواه آدم بن أبي إياس، عن الليث بن سعد، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم مثله، وقال: يكشف عن ساقه جل وعز وقد اختلف الصحابة في معنى قوله جل وعز (يكشف عن ساق)
أخبرنا علي بن العباس بن الأشعث الغزي، بغزة، ثنا محمد بن حماد الطهراني، ثنا عبد الرزاق، أنبأ الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود، في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق) قال: «عن ساقه» قال أبو عبد الله: «هكذا في قراءة ابن مسعود، ويكشف بفتح الياء وكسر الشين»
وأخبرنا علي بن العباس، ثنا محمد بن حماد، ثنا عبد الرزاق، أنبأ ابن التيمي، عن أبيه، عن مغيرة، عن إبراهيم في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق) قال ابن عباس: «يكشف عن أمر عظيم»، ثم قال: «قد قامت الحرب على ساق»
قال إبراهيم: وقال ابن مسعود: «يكشف عن ساقه، فيسجد كل مؤمن، ويقسو كل كافر فيكون عظما واحدا»
ثنا عمر بن الربيع بن سليمان، بمصر، ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الغني بن سعيد، ثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس، وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله (يوم يكشف عن ساق) قال: «شدة الآخرة»
وأخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب الرقي، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق (1))، قال: عن شدة الأمر. قال ابن عباس: «أشد ساعة تكون يوم القيامة»
أخبرنا علي بن العباس، ثنا محمد بن حماد، أنبأ عبد الرازق، أنبأ معمر، عن قتادة: في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق) قال: «عن شدة الأمر» قال أبو عبد الله: اختلفت الروايات عن عبد الله بن عباس، في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق)
فروى أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، (يوم يكشف عن ساق) «بالياء وضمها»
قال: يعقوب الحضرمي، عن ابن عباس أنه «قرأ (يوم يكشف عن ساق) بالتاء مفتوحة»
قال أبو حاتم: «من قرأ بالتاء أي تكشف الآخرة عن ساق، يستبين منها ما هو غائب عنه، ومن قرأ يكشف يبين عن شدة وهي قراءة الأئمة السبعة، وكذلك قرأ طلحة بن مصرف، والأعمش»
قال أبو عبد الله: عن ابن مسعود، (يوم يكشف عن ساق) «بفتح الياء وكسر الشين»
قال أبو حاتم السختياني: وقرأ الأخفش: «نكشف عن ساق بالنون» على معنى قراءة عبد الله
أخبرنا علي بن أحمد بن الأزرق، بمصر، ثنا أحمد بن محمد بن مروان، ثنا أحمد بن محمد بن أبي عبد الله البغدادي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوم يكشف عن ساق) قال: «يكشف الله عز وجل عن ساقه») اهـ
فواضح مما ذكره الإمام ابن مندة و رواه بأسانيده: اختلاف الصحابة في معنى هذه الآية و لم يذكر إختلافهم في إثبات صفة الساق لله تعالى , و يكفي ما جاء عن الصحابيين الجليلين أبي هريرة و ابن مسعود رضي الله عنهما حيث قالا: يكشف عن ساقه) ففيه إثبات صفة الساق , و مثل هذا له حكم الرفع و لا يمكن ان يقوله صحابي من عند نفسه
و إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل
¥