ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 04 - 03, 07:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم لعل من المناسب أن أضع لكم هذا الكتاب الذي ألفه العلامة عبدالرحمن البراك وهو:
جواب في الإيمان و نواقضه
الحمد لله الذي منَّ على من شاء بالإيمان، و صلى الله و سلم على عبده و رسوله و آله و صحبه و من تبعهم بإحسان و سلم تسليماً .. أما بعد:
فقد سأل بعضُ طلاب العلم عن مسألة كثر فيها الخوض في هذه الأيام، و صورة السؤال: هل جنس العمل في الإيمان شرط صحة أو شرط كمال، و هل سوء التربية عذر في كفر من سب الله أو رسوله؟
و الجواب أن يقال: دل الكتاب و السنة على أن الإيمان اسم يشمل:
1 - اعتقاد القلب، و هو تصديقه، و إقراره.
2 - إقرار اللسان.
3 - عمل القلب، و هو انقياده، و إرادته، و ما يتبع ذلك من أعمال القلوب كالتوكل، و الرجال، و الخوف، و المحبة.
4 - عمل الجوارج – و اللسان من الجوارح – و العمل يشمل الأفعال و التروك القولية أو الفعلية.
قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداًً) النساء: 136.
و قال تعالى (فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا و الله بما تعملون خبير) التغابن: 8.
و قال تعالى (آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسوله) البقرة: 285.
و قال تعالى (إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم، و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً و على ربهم يتوكلون [2] الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون [3] أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم و مغفرة و رزق كريم) الأنفال: 2 - 4.
و قال تعالى (ليس البر أن تولوا وجوهكم قِبَلَ المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتب و النبيين و آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقاب و أقام الصلاة و آتى الزكاة و الموفون بعهدهم إذا عاهدوا و الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس أولئك الذين صدقوا و أولئك هم المتقون) البقرة: 177.
و قال تعالى (و من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم) النحل: 106.
و قال تعالى (و ما كان الله ليضيع إيمانكم) البقرة: 143.
و الآيات في هذا المعنى كثيرة.
و في " الصحيحين " عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لوفد عبد القيس لما اتوا إليه، قال (من القوم؟ أو من الوفد؟) قالوا: ربيعة، قال (مرحباً بالقوم – أو بالوفد – غير خزايا و لا ندامى) فقالوا: يا رسول الله، إنما لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام، و بيننا و بينك ه1ا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا، و ندخل به الجنة، و سألوه عن الأشربة فأمرهم بأربع، و نهاهم عن أربع، أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال (أتردون ما الإيمان بالله وحده؟) قالوا: الله و رسوله أعلم.
قال (شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صيام رمضان، و أن تعطوا من المغنم الخمس، و نهاهم عن أربع: عن الحنتم، و الدباء، و النقير، و المزفت – و ربما قال: المقير – و قال (احفظوهن و أخبروا بهن من وراءكم).
و في " الصحيحين " عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (الإيمان بضع و ستون شعبة و الحياء شعبة من الإيمان).
و في " الصحيحين " عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سُئل: أي العمل أفضل؟ فقال (إيمان بالله و رسوله)، قيل: ثم ماذا؟ قال (الجهاد في سبيل الله) قيل: ثم ماذا؟ قال (حج مبرور).
و في " صحيح مسلم " عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، و ذلك أضعف الإيمان).
¥