ثانياً: يقال عن الحديث الأول ما قيل عن الآية.
ثالثاً: الحديث الثاني والثالث فيهما: ((من قال لا إله إلا الله)) وليس فيهما ((وأن محمداً رسول الله)) فما رأي المؤلف فيمن لم يقلهما؟ فإن قال: المقصود الشهادتين قلنا له كيف عرفت ذلك؟ أليس من أحاديث أخر؟ فإن قال: بلى، كان هذا حجة عليه في استشهاده بحديث البطاقة وحديث ((لم يعمل خيراً قط)) كما سيأتي.
رابعاً: قوله: ((ومن قال إنّها لا تكفي فقد استدرك على النّبيّ)) فهل هو يقول أن هذه الكلمة وحدها (لا إله إلا الله) بدون (وأن محمداً رسول الله) تكفي؟! أم أنه سيستدرك على النبي؟! وهل لو قال لا تكفي يكون قد اتّهم النّبي صلى الله عليه وسلم بالتّقصير في البيان؟!
المسألة الثامنة:
ثم قال: ((أنّ النّبيّ عندما أراد أن يبيّن القيود اللازمة لكون الشّهادتين نافعة في النجاة من الخلود أو لدخول الجنة مطلقاً قيّدها بالصّدق القلبي فقط)) ثم استشهد بحديث محمود بن الرّبيع عن عتبان: ((أليس يشهد أن لا إله إلا الله فلما كان في الثالثة قالوا إنه ليقوله، قال والذي بعثني بالحق لئن قالها صادقا من قلبه لا تأكله النار أبدا وفي رواية البخاري: ((فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)) يعني مخلصاً فيها صادقاً ومدار هذا على القلب.
التعليق:
عوداً على التصديق القلبي، هل يكون من ترك جميع أعمال الجوارح لا صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا صدقة ولا حج ولا ذكر ولا قراءة قرآن ولا أي خير أو عمل صالح يبتغي به وجه الله؛ هل يقال عن هذا أنه يشهد أن لا إله إلا الله صادقاً من قلبه؟! وهل يقال عنه أنه قالها يبتغي بذلك وجه الله؟! هل يقول هذا من يعرف منهج أهل السنة في الإيمان ويعرف علاقة الظاهر بالباطن؟! ثم نقول له مرة أخرى ما رأيك فيمن يقول كما في الحديث: ((لا إله إلا الله صادقاً من قلبه)) ويقولها ((يبتغي بذلك وجه الله)) لكن لا ينطق بالشهادتين هل تنجيه؟!
المسألة التاسعة:
استشهاده بحديث: ((وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه)). يقال فيه ما قيل في سابقه.
المسألة العاشرة:
استشهاده بحديث: ((ما من نفس تموت وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يرجع ذاكم إلى قلب موقن إلا غفر الله لها)) ويقال فيه ما قد قيل من قبل، وأي يقين في قلب لم تخضع جوارحه ولم تعبد الله قط بأي وجه من وجوه العبادة؟! وتذكر أخي القارئ وأنت تقرأ هذا الكلام ما ذكرته لك من أن الزهراني هذا أوتي من حيث أوتي الخوارج من تغليب أحاديث على أخرى دون الجمع بينها كما هو منهج الراسخين في العلم من أهل السنة والجماعة، وسأذكرك بهذا بين فينة وأخرى حتى يظهر ذلك لك جلياً.
المسألة الحادية عشر:
استشهاده بحديث: ((انطلق بهما وبشّر من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا لإله إلاّ الله مستيقناً بها قلبه فبشّره بالجنّة)) ويقال فيه ما قد قيل من قبل، وأي استيقانٍ هذا، من قلب لم تخضع جوارحه ولم تعبد الله قط بأي وجه من الوجوه؟!
المسألة الثانية عشر:
ثم قال: ((وفي هذه النصوص لم يذكر العمل، بل ذكر الصدق في قوله: أن يصدق لسانه قلبه، ولم يقل: يصدق عمله قوله))
التعليق:
وأيضاً لم يذكر هنا عمل القلب فما تقول؟!
المسألة الثالثة عشر:
ثم قال: ((وممّا يدلّ على أنّ تلك الأحاديث على ظاهرها المحض))
التعليق:
سبق أن ذكرت لك أخي القارئ في المسألة الخامسة أن الزهراني هذا أوتي من حيث أوتي الخوارج شعر أم لم يشعر، فهم قد أتوا بأحاديث الوعيد كحديث ((لا يدخل الجنة من فعل كذا وكذا000)) وقالوا: تلك الأحاديث على ظاهرها المحض وكفروا مرتكب الكبيرة ولم ينظروا إلى قوله تعالى مثلاً: {إِنَّ الله لَاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} والزهراني أخذ أحاديث الوعد وقال: ((تلك الأحاديث على ظاهرها المحض)) بل الخوارج اطردوا وهو اضطرب كما مرَّ معك. فتأمل هذا جيداً فإنه يتكرر كثيراً.
المسألة الرابعة عشر:
ثم قال: ((الشّهادة وحدها منجية من الخلود في النّار)) نقول له الشهادة أم الشهادتان وهل تلك الأحاديث التي فيها الشهادة وحدها نجريها على ظاهرها المحض أم لا؟
المسألة الخامسة عشر:
¥