المسألة الحادية والعشرون:
ثم ذكر حديث البطاقة وقال: وهاك قول ابن كثير رحمه الله بعد أن أورد الحديث: ((وهذا دال على أن العلم قد يُرفع من الناس في آخر الزمان ... وهم يقولون: لا إله إلا الله فهم يقولونها على وجه التقرب إلى الله عزوجل فهي نافعة لهم وإن لم يكن عندهم من العمل الصالح والعلم النافع غيرها000))
التعليق:
سبحان الله لا ينقضي عجبي وأنا أقرأ لأخينا الزهراني هذا، كيف يفهم النصوص، وكيف يستشهد بما لا شاهد فيه بل قد يكون دليلاً عليه، فكلام ابن كثير هنا بعد رفع العلم وماذا بعد رفع العلم إلا الجهل، والجهل كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة من موانع التكفير فهذا الذي وقع في ناقض من نواقض الإيمان سواءً عملاً أم تركاً لو وقع فيه جهلاً منه في زمن رفع فيه العلم ولا يعلمون فيه ما صلاة ولا زكاة ولم يبق فيه إلا كلمة التوحيد أنكفره؟ وهل يصح أن يقاس هذا على من يعيش في بلد الإسلام والتوحيد والعلم والعمل أيضاً وهو لا يعمل أي شيء من أعمال الإسلام؟! سبحان الله ما أسوأ الجهل كيف يودي بصاحبه المهالك.
المسألة الثانية والعشرون:
ثم ذكر حديث الجارية المشهور وفيه: ((فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ قالت: في السّماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله فقال له: اعتقها فإنّها مؤمنة)) ثم قال: ((أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم إنّما أخبر عن تلك الأمة بالإيمان الظّاهر الّذي عُلّقت به الأحكام الظّاهرة، وإلاّ فقد ثبت عنه أنّ سعداً لمّا شهد لرجل أنّه مؤمن قال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: (أو مسلم)، وكان يظهر من الإيمان ما تظهره الأمة وزيادة، فيجب أن يُفرّق بين أحكام المؤمنين الظّاهرة الّتي يحكم بها على النّاس في الدّنيا، وبين حكمهم في الآخرة بالثّواب والعقاب))
التعليق:
يقال له هنا: أليس في هذا استدراك على النبي صلى الله عليه وسلم، أليس فيه اتهام له بالتقصير في البيان، كما هي قاعدتك؟
المسألة الثالثة والعشرون:
ثم قال: ((ثمّ تأمّل معي هذا الدّليل: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه). تأمّل قوله: من أخيه، فقد أثبت له الأخوّة الإيمانيّة مع قوله في الحديث (وإن لم تكن له حسنات) فماذا يعني هذا؟ ألا يدلّ على أنّ المؤمن قد يوافي الله بلا حسنات ولا عمل صالح إلاّ توحيده؟.))
التعليق:
أولاً: في الحديث لم تكن له حسنات وليس فيه لم يأت بحسنات، فهو قد يكون أتى بحسنات وأخذت منه وأعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى لم تكن له حسنات فيؤخذ من سيئات خصمه وتطرح عليه.
ثانياً أليست أعمال القلوب حسنات فهل هذا وافى الله بلا شيء من أعمال القلوب؟! ثالثاً: مَن مِن العلماء فهم ما فهمته من هذا الحديث؟ ثم يقال له ما قد قيل من قبل بضرورة الجمع بين الأحاديث وعدم ضربها ببعض.
المسألة الرابعة والعشرون:
((ثم نقل كلام عدد من الأئمة وهم: الزّهري، أحمد، الطّبري، ابن بطّة، البيهقي، ابن مندة، محمّد بن نصر، ابن عبدالبر، ابن حزم، الحميدي، النّووي، أبي يعلى، ابن تيميّة، ابن القيّم، ابن رجب، ابن كثير، ابن حجر، ابن الوزير، السّفّاريني، المقبلي، القاسمي، ثم زعم أن هذا مذهب جمهور أهل الحديث)) ولا يعنيني الرد على ما نقله هنا، فقد كفانا ذلك أخونا السلفي الشيخ (الموحد) بارك الله فيه في سلسلة فريدة لم تنته بعد، تطرق فيها لما نقله من أقوال العلماء وردَّ عليها واحداً واحداً، لكني سأقف معه وقفتين ليعلم القارئ كيف يعمل الهوى بصاحبه: الأولى: زعمه أن هذا مذهب جمهور أهل الحديث، وبعد الرجوع لمن نقل عنهم هذا الزعم من أئمة أهل الحديث كما هو المفترض وإذا به ينقل عن البيهقي، والبيهقي كما هو معلوم فيه أشعرية والأشاعرة مرجئة في الإيمان والمتأثر بمنهجهم متأثر بمنهج المرجئة ولا شك، فلا أدري ألا يعلم الزهراني عقيدة البيهقي، أم يعلم لكن لايعلم أن الأشاعرة مرجئة في الإيمان، أمران أحلاهما مرٌ، أم يعلم ذلك ثم يدلس على القراء حتى يثبت أن ما هو عليه هو مذهب جمهور أهل الحديث، هذا إن سلمنا له أن البيهقي نقل هذا عن جمهور أهل
¥