تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحديث والواقع أن النقل الذي نقله عن البيهقي وأردفه بنقل آخر عن محمد بن نصر لاعلاقة له بمسألة النزاع وهي ترك جنس العمل البتة. فتأمل!!

الثانية: زعمه أن هذا مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا من المضحكات والمكابرات، وقد كنت فتحت معه حواراً لمناقشة أقوال العلماء الذين أوردهم وقلت له نبدأ بشيخ الإسلام فإن ثبت أنه يرى ما تراه انقطع الحوار ورجعت عن قولي وإلا فيلزمك أن تعترف بأن هذا ليس مذهب شيخ الإسلام واستمر الحوار أياماً ثم انقطع عن الحوار ولم يحر جواباً فيما أوردته عليه من كلام شيخ الإسلام والعجيب أنه لم يورد كلام شيخ الإسلام الذي أوردته عليه، لا عند نقله أقوال العلماء التي تؤيده تحت عنوان (سلف هذا القول) ولا تحت عنوان (توجيه كلام الأئمّة الّذي يُفهم منه تكفير تارك العمل) وقد كنت والله أظن أنه سيأتي بكلام ابن تيمية الذي أوردته عليه ثم يوجهه، لكن كعادة أهل البدع يأخذوا ما لهم ويدعوا ما عليهم، وسأورد هنا بعض ما نقلته له من كلام ابن تيمية ولم يورده مع علمه به ثم هو يتبجح بضم شيخ الإسلام مع الذين يقولون بعدم كفر تارك جنس العمل فياسبحان الله!! قال شيخ الإسلام عليه رحمة الله: ((وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجباً ظاهراً ولا صلاة ولا زكاة ولا صياماً ولا غير ذلك من الواجبات ... )) انظر: مجموع الفتاوى (7/ 621)، وقال أيضاً: (( ... وهنا أصول تنازع الناس فيها، منها: أن القلب، هل يقوم به تصديق، أو تكذيب ولا يظهر قط منه شيء على اللسان والجوارح، وإنما يظهر نقيضه من غير خوف؟ فالذي عليه السلف والأئمة، وجمهور الناس أنه لابد من ظهور موجب ذلك على الجوارح. فمن قال: أنه يصدق الرسول، ويحبه، ويعظمه بقلبه، ولم يتكلم قط بالإسلام، ولا فعل شيئاً من واجباته، بلا خوف، فهذا لا يكون مؤمناً في الباطن، وإنما هو كافر ... )) انظر: مجموع الفتاوى (14/ 120) وقال أيضا: ((000إن حقيقة الدين هو الطاعة و الإنقياد و ذلك إنما يتم بالفعل لا بالقول فقط، فمن لم يفعل لله شيئاً فما دان لله ديناً، و من لا دين له فهو كافر)) انظر: شرح العمدة (2/ 86) فهل بعد هذه النقول الصريحة يقول عاقل منصف أن شيخ الإسلام لا يرى كفر من ترك جنس الأعمال، اللهم رحماك رحماك!!

المسألة الخامسة والعشرون:

قال تحت عنوان (جنس العمل): ((يعتقد بعض النّاس أنّ المراد بجنس العمل هو العمل الظّاهر فقط أي أعمال الجوارح وهذا خطأ بلاريب، فإنّ المراد من هذا الاصطلاح كلّ ما دخل تحت مسمّى عمل ممّا أمر الله به ورسوله، وهذا يشمل نوعين من الأعمال، أحدهما عمل القلب وهو أصل الإيمان، والآخر عمل الجوارح وهو من الإيمان قطعاً، فمن ترك جنس العمل أي عمل القلب وعمل الجوارح فهذا الّذي لا يمكن أن يتصوّر معه إسلام أو إيمان، لأنّ من هذا حاله لم يبق معه إلاّ التّصديق أو المعرفة والتّفريق بينهما عسير كما قال شيخ الإسلام))

التعليق:

سبحان الله كيف يعمل الهوى بصاحبه انظر كلامه قبل صفحات قال: ((التّعبير بأعمال القلب تعبيرٌ حادث هو من تصنيف العلماء من باب محاجّة المرجئة، وأمّا إذا ذُكر العمل في النّصوص الشّرعيّة فالمقصود به العمل الظّاهر أي عمل الجوارح وإنّما يُعبّر عن العمل القلبي في النّصوص بالإيمان) وهنا يقول إذا ذكر العمل فالمقصود به عمل القلب والجوارح فأي القولين نأخذ؟ ثم إننا نقول كما يقول إذا انتفى عمل القلب وعمل الجوارح لا يمكن أن يتصوّر معه إسلام أو إيمان لكن نزيد على ذلك ونقول: وإذا انتفى عمل الجوارح انتفى عمل القلب لارتباط الظاهر بالباطن وهذا ما صرح به ابن تيمية بقوله: ((ما يقوم بالقلب من تصديق وحب لله ورسوله وتعظيم، لابد أن يظهر على الجوارح، وكذلك بالعكس ولهذا يستدل بانتفاء اللازم الظاهر على انتفاء الملزوم الباطن)) وبقوله عن المرجئة: ((لكنّهم إذا لم يدخلوا أعمال القلوب في الإيمان لزمهم قول جهم وإن أدخلوها لزمهم دخول أعمال الجوارح أيضاً فإنّها لازمة لها أيضاً))

المسألة السادسة والعشرون:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير