تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عدم فهمه لكلام العلماء بل قل لويه لأعناق كلامهم حتى تطاوع فهمه، نقل قول ابن تيمية رحمه الله قوله: ((وبهذا تعرف أنّ من آمن قلبه إيماناً جازماً امتنع أن لا يتكلّم بالشّهادتين مع القدرة، فعدم الشّهادتين مع القدرة مستلزمٌ انتفاء الإيمان القلبي التّام، وبهذا يظهر خطأ جهم ومن اتّبعه في زعمهم أنّ مجرّد إيمان بدون الإيمان الظّاهر ينفع في الآخرة فإنّ هذا ممتنع، إذ لا يحصل الإيمان التّام في القلب إلاّ ويحصل في الظّاهر موجبه بحسب القدرة ... )) وقد جعل كلمة التام بخط أسود عريض وفسرها بمعنى الإيمان الكامل أو الواجب، والسؤال هنا هل الذي لا ينطق بالشهادتين مع القدرة يكون إيمانه صحيح لكن غير كامل؟ أم نقول إيمانه غير صحيح؟ الجواب البدهي أن نقول من لم ينطق بالشهادتين مع القدرة فلا إيمان له أي إيمانه مردود عليه غير مقبول غير صحيح، هذا الإيمان عبر عنه ابن تيمية بالإيمان القلبي التام فما معنى التام هنا؟ وقارن ذلك بما فهمه الزهراني يظهر لك مدى فهمه لكلام العلماء.، فإذا علمت أن معنى التام هنا أي الصحيح المقبول ثبت لك أن ابن تيمية يقول يمتنع أن يكون للعبد إيمان تام (صحيح) دون أن يكون منه إيمان ظاهر وهو عمل الجوارح. ومثال آخر، نقل عن شيخ الإسلام قوله: ((لكنّهم إذا لم يدخلوا أعمال القلوب في الإيمان لزمهم قول جهم وإن أدخلوها لزمهم دخول أعمال الجوارح أيضاً فإنّها لازمة لها أيضاً)). فعلق الزهراني: ((فثبت بهذا أنّ المحكّ وأنّ موضع النّزاع الحقيقي مع المرجئة هو عمل القلب)) - نقول ثور يقول احلبوه- ابن تيمية يقول أعمال القلوب مستلزمة لأعمال الجوارح فيأتي الزهراني ويقول: فثبت أن المحك وموضع النزاع مع المرجئة هو عمل القلب، ويقف، وكان الأولى إنصافاً أن يكمل فيقول: المحك و موضع النّزاع 000هو عمل القلب المستلزم لعمل الجوارح! أي أن أعمال الجوارح داخلة في النزاع بين أهل السنة والمرجئة بدليل أنهم لا يقولون الإيمان يزيد وينقص وأهل السنة يقولون يزيد بطاعات الجوارح والقلب وينقص بمعاصي الجوارح والقلب، كما مرَّ في المسألة العشرين.

المسألة السابعة والعشرون:

ثم قال: ((وفي الحقيقة، فإنّ القول بزيادة الإيمان ونقصانه أكبر دليل على ماقرّرناه في حقيقة الإيمان وحدّه الأدنى، لأنّ السّلف القائلون بأنّه ينقص، لم يبيّنوا إلى أيّ حدّ ينقص إيمان المؤمن، وليس في الشّرع حدٌّ ينتهي إليه إيمان المؤمن، إلاّ النّطق بالشّهادتين مع القدرة فقد دلّ عليه النّصّ والإجماع، وإلاّ انتفاء الإيمان القلبي الّذي لايدلّنا عليه شيء غير الوقوع في النّاقض))

التعليق:

قلت: في هذا الكلام مغالطات عدة، منها: قوله ((أن السلف القائلون بأنّه ينقص، لم يبيّنوا إلى أيّ حدّ ينقص إيمان المؤمن)) وهذا غير صحيح فقد بينوا أنه ينقص حتى ينعدم أي لا يبقى منه شيء، وكل ما كان قابلاً للنقص كان قابلاً للعدم فهو ينقص وينقص وينقص حتى لا يبقى منه شيء. ومنها قوله: ((وليس في الشّرع حدٌّ ينتهي إليه إيمان المؤمن)) وأنا لا أعلم من أين يأتي هذا الرجل بهذه الاطلاقات كيف يقول ليس في الشرع حد ينتهي به إيمان المؤمن؟! الشرع حدًّ إيمان المؤمن بحدود يخرج بها عنه كالشرك به سبحانه والوقوع في ناقض من نواقض الإسلام والتي منها عدم التصديق والاعتقاد القلبي وعدم التلفظ بالشهادتين وترك جميع أعمال الجوارح، لذلك قال السلف: الإيمان قول وعمل واعتقاد، فحدوه بهذه الحدود فمن لم يقل أو يعتقد أو يعمل فقد خرج عن حدود الإيمان ودخل في حدود الكفر والعياذ بالله.

المسألة الثامنة والعشرون:

قوله: ((رابعاً: أنّ المعارض غفل عن حقيقة مهمّة، وهي أنّ تارك العمل مازال عنده إيمان ظاهر وهو النّطق بالشّهادتين، وترك الشّرك، ولاشكّ أنّ ترك الشّرك أعظم الأعمال وأحبّها إلى الله وبه يستحق العبد الشّفاعة والخروج من النّار، وأنت ترى أنّ هذا إيمان ظاهر دال على وجود الإيمان الباطن وإن كان ضعيفاً وبهذا تزول شبهة من ظنّ أنّ القول بإسلام من ترك العمل الظاهر يتعارض مع قاعدة أهل السنة في التلازم بين الظاهر والباطن))

التعليق:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير