ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 11:24 م]ـ
8 - وقد يُنكِر الجهمي هذا عندنا --- بمصداقِ ما قلنا حديثٌ مصرحُ
وقال: (وقد ينكر الجهمي ... )
(وقد) عندما تدخل على المضارع فإن لها أحوالاً بحسب السياق , أحياناً تكون للتقليل , وأحياناً للتكثير , وأحياناً للتحقيق والتأكيد , وهنا المراد التحقيق والتأكيد , فيقول: حقيقة مقال الجهمية إنكار رؤية الله , ولذا يقول الإمام أحمد رحمه الله (من ينكر الرؤية جهمي)
(والجهمي) أي المتأثر بالجهم بن صفوان شيخ الطريقة وأستاذ القوم.
(هذا) أي رؤية الله , ولما ذَكَرَ مقال الجهمي بدأ بالرد عليهم فقال (وعندنا) أي نحن معاشر أهل السنة والجماعة (بمصداق ما قلناه) أي بتصديق الذي قلناه وهو إثباتنا للرؤية (حديث مصرح) ليس بالتخرصات والآراء بل بالنصوص من الكتاب أو السنة.
(مصرح) أي صريح الدلالة على إثبات الرؤية , وفي نسخة أخرى (حديث مُصَحح) أي صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , والمعنيان يكمل أحدهما الآخر , فالحديث في الرؤية مُصحح من قبل الأئمة , بل هو متواتر , نص على ذلك غير واحد من أهل العلم , قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وهذا الحديث من أصح الأحاديث على وجه الأرض المتلقاة بالقبول المُجْمِع عليها العلماء بالحديث وسائر أهل السنة) (1). ومُصَرح بإثبات الرؤية لله سبحانه ’ فلم يبق لمبطلٍ متعلق.
وإلى اللقاء مع البيت الأخير في نفس الموضوع
ــــــــــــــــــ
(1) مجموع الفتاوى 6/ 421
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 05 - 03, 02:45 م]ـ
9 - رواه جريرٌ عم مقالِ مُحمدٍ --- فقلُ مِثل ما قد قال ذاك تنْجحُ
(رواه جرير عم مقال محمد) أي رواه الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه عن قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيحن وغيرهما من كتب السنة.
روى البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر , فقال (أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ليلة البدر لا تُضامون فيرؤيته , فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا) (1) يعني الفجر والعصر.
هذا ما أشار إليه الناظم هنا , وحديث الرؤية حديث متواتر رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم غري واحد نت الصحابة منهم: أبوهريرة وأبوموسى الاشعري وجارب بن عبدالله وغيرهم رضي الله عنهم , والواجب الوقوف عند الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء منها المتواتر أو الآحاد , لكا أهل التعطيل لا يقيمون لها وزناً ولا يرفعون لها رأساً , بل يشمئزون من ذكرها ويتكلفون في دفعها وردها.
وبعد أن رد الناظم على الجهمية قال (فقل) أي يا صاحب السنة (مثل ما قال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مثل ما يقوله الجهمية المعلطة النفاة.
(في ذاك) أي في الرؤية , أو في صفات الله عموماً , فكأن الناظم هنا يعطي منهجاً دقيقاً هو سبيل النجاة , أن يقول السني في صفات الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا معنى ما قاله الإمام أحمد رحمه الله (نصف الله بما وصف به نفسه , وبما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث)
(تنجح) أي بذلك يكون نجاحك , والنجاح هو الظفر وميل المقصود وهو هنا الظفر بفضل الله , وتحقيق المعتقد الحق , والفوز بسعادة الدنيا والآخرة.
وإلى اللقاء في شرح الأبيات المعتلقة بإثبات صفة اليد لله تعالى.
أخوكم: العوضي
ـــــــــــ
(1) أخرجه البخاري برقم554 ومسلم برقم633
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 05 - 03, 12:01 م]ـ
10 - وقد ينكرُ الجهمي أيضاً يمينهُ --- وكِلتا يديه بالفواضلِ تنْفحُ
¥