تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما الثاني: فقال أبو حاتم: ((صدوق)) ومثله نقل عن صالح جزرة، وذكره ابن حبان في ((الثقات))، وأخرج له مسلم. فالأصح رواية مرحوم من حديث الحسن عن عثمان في فضل ليلة النصف من شعبان. وهي معلولة بالانقطاع بين الحسن وعثمان كما تقدم والله أعلم.

قلت: وقد استدل السقاف بالحديثين السابقين – وهما ضعيفان كما بينا - على أن الذي ينزل وينادي هو ملك إعمالاً لما نقله الحافظ في ((الفتح)) عن بعض المشايخ من ضبطهم لفظ: (ينزل) بضم الياء، وهذا وجه ضعيف مخالف لعامة الروايات الواردة في هذا الحديث والتي تثبت النزول لله سبحانه وتعالى.

وقد أنكر بعض أهل العلم هذا الضبط.

قال أبو القاسم الأصبهاني المعروف بـ ((قوام السنة)) في كتابه ((الحجة في بيان المحجة)) (1/ 248):

((ذكر على بن عمر الحربي في كتاب ((السنة)): أن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، قاله النبي ? من غير أن يقال: كيف؟

فإن قيل: ينزل أو ينزل؟ قيل: يَنزل بفتح الياء وكسر الزاي، ومن قال: يُنزل بضم الياء فقد ابتدع، ومن قال: ينزل نوراً وضياءً فهذا أيضاً بدعة)).

وعلى بن عمر الحربي هذا إمام محدث زاهد ثقة صاحب معرفة وعلم وكرامات، وانظر ترجمته في ((تاريخ بغداد)): (12/ 43)، و ((سير أعلام النبلاء)): (17/ 69).

والعجيب حقاً من السقاف – غفر الله لنا وللمسلمين – أن يصر على تجنيه على الأئمة، فيذكر في مقام إثبات ما ذهب إليه أنه مذهب مالك، فيقول في (ص:194 تعليق رقم:129):

(وممن أوّل حديث النزول بنزول رحمته سبحانه الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى، وهو من أئمة السلف، فيما رواه عنه الحافظ ابن عبد البر في كتابه ((التمهيد)) (7/ 143)، وفي ((سير أعلام النبلاء)) (8/ 105):

((قال ابن عدي: حدثنا محمد بن هارون بن حسان، حدثنا صالح بن أيوب، حدثنا حبيب بن أبي حبيب، حدثني مالك، قال: يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره، فأما هو فدائم لا يزول، قال صالح: فذكرت ذلك ليحيى بن بكير، فقال: حسن والله، ولم أسمعه من مالك)).

قلت: وفي هذا أن مالكاً ينزه الله عن الحركة، ولا نقول: إنه ساكن، سبحان ربي العظيم الأعلى).

وكنت قد أجبت عن هذه الشبهة قبل تفصيلاً، ولا مانع من استحضار علة عدم ثبوت هذا الخبر هنا، وهي:

وهاء حبيب بن أبي حبيب، قال أحمد: ((ليس بثقة. . . . كان يكذب))، وأثنى عليه شراً وسوءاً، وقال أبو داود: ((كان من أكذب الناس) وفي رواية عنه: ((يضع الحديث) وقال النسائي: ((متروك الحديث، أحاديثه كلها موضوعة عن مالك))، ووهاه آخرون ذكرتهم هناك.

وصالح بن أيوب هذا مجهول.

وقد علق الذهبي على هذه الرواية بعد إيرادها في كتاب بقوله:

((قلت: لا اعرف صالحاً، وحبيب مشهور، والمحفوظ عن مالك – رحمه الله – رواية الوليد بن مسلم أن سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أمروها كما جاءت بلا تفسير)).

وأما طريق ابن عبد البر ففيه جامع بن سوادة وهو متهم، وفيه علة أخرى ذكرتها في الموضع المشار إليه فلتراجع.

ثم وقفت للحافظ الكبير ابن رجب – رحمه الله – على تضعيفه لنسبة هذا القول إلى مالك، فقال في ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) له، وهو من أعظم الشروح على الإطلاق وصل فيه إلى جنائز (9/ 279):

((وقد تقدم عن مالك، وفي صحته عنه نظر)).

والسقاف فيما فعل تبع شيخه عبدالله بن الصديق الغمارى الذي يحذف من كلام العلماء ما يخالف مذهبه ن ويعكر مشربه.

وقد تصرف التلميذ تصرف أستاذه، لا أعلم لأي منهما السبق في هذا المضمار!!

فقال في كتابه: ((فتح العين بنقد كتاب الأربعين)) (ص:55):

(((باب: نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا)) – بعد أن أورد حديث رفاعة عن عرابة الجهنى في النزول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير