تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تقدم ذكرنا له ممن انتسب إلى الحديث، ولم يعلق به سماعه وكتبه دون نظره في أنواع عمله، وأما المحققون فيه المتخصصون به فهم الأئمة العلماء والسادة الفهماء أهل الفضل والفضيلة والمرتبة الرفيعة، حفظوا على الأمة أحكام الرسول، وأخبروا على أنباء التنزيل، وأثبتوا ناسخه ومنسوخه، وميزوا محكمه ومتشابهه، ودونوا أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله، وضبطوا على اختلاف الأمور أحواله في يقظته ومنامه وقعوده وقيامه وملبسه ومركبه ومأكله ومشربه، حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع بها والنخاعة من فيه كيف كان يلفظها، وقوله ثم كل فعل يحدثه، ولدى كل موقف يشهده، تعظيما لقدره صلى الله عليه وسلم، ومعرفة بشرف ما ذكر عنه وعزى إليه، وحفظوا مناقب صحابته، ومآثر عشيرته، وجاءوا بسير الأنبياء ومقامات الأولياء واختلاف الفقهاء، ولولا عناية أصحاب الحديث بضبط السنن وجمعها واستنباطها من معادنها والنظر في طرقها لبطلت الشريعة وتعطلت أحكامها، إذ كانت مستخرجة من الآثار المحفوظة، ومستفادة من السنن المنقولة، فمن عرف للإسلام حقه وأوجب للدين حرمته أكبر أن يحتقر من عظم الله شأنه وأعلى مكانه وأظهر حجته وأبان فضيلته، ولم يرتق بطعنه إلى حزب الرسول، وأتباع الوحي، وأوعية الدين، وخزنة العلم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال: {والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}، وكفى المحدث شرفا أن يكون اسمه مقرونا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره متصلا بذكره، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

والواجب على من خصه الله تعالى بهذه الرتبة وبلغه إلى هذه المنزلة أن يبذل مجهوده في تتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه، وطلبها من مظانها، وحملها عن أهلها، والتفقه بها، والنظر في أحكامها، والبحث عن معانيها، والتأدب بآدابها، ويصدف عما يقل نفعه وتبعد فائدته من طلب الشواذ والمنكرات، وتتبع الأباطيل والموضوعات، ويؤتى الحديث حقه من الدراسة والحفظ والتهذيب والضبط، ويتميز بما تقتضيه حاله ويعود عليه زينه وجماله، فقد أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي قال: قرئ على أبي أحمد الحسين بن على التميمي وأنا اسمع حدثني محمد بن المسيب قال: حدثنا أبو الخصيب المصيصي إملاء قال: سمعت سعيد بن المغيرة يقول: سمعت مخلد بن الحسين يقول: إن كان الرجل ليسمع العلم اليسير فيسود به أهل زمانه يعرف ذلك في صدقه وورعه وإنه ليروى اليوم خمسين ألف حديث لا تجوز شهادته على قلنسوته، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال: حدثنا أبو العباس محمد بن قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال: أنبأ بن وهب وأخبرنا أبو الحسين علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة واللفظ له قال: ثنا أبو روق الهزاني قال: ثنا بحر بن نصر الخولاني قال: ثنا بن وهب قال: حدثني يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه"، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ مولى بنى هاشم قال: ثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق إملاء قال: حدثني جدي أبو يعقوب إسحاق بن البهلول قال: ثنا سفيان ويعلى عن إسماعيل يعنى بن أبي خالد عن قيس عن عبد الله رفعه يعلى ووقفه سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله حكمة فهو يقول بها ورجل آتاه الله ما لا فهو ينفقه في حقه".

قاعدة في الفرقة الناجية:

إن الفرقة الناجية هي الفرقة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالنجاة حيث قال: "تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"، وقال أيضا: "ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير