لهذا كتاباً مخصوصاً سميته منتهى العجب في خصائص لغة العرب. فمن خصائص حرف
الحاء السعة والانبساط نحو الابتحاج والبداح والبراح والأبطح والأبلنداح والجح والرحرح
والمرتدح والروح والتركح والتسطيح والمسفوح والمسمح في قولهم أن فيه لمسمحاً أي متسعاً
والساحة والانسياح والشدحة والشرح والصفيحة والصلدح والاصلنطاح والمصلفح والطح
والمفرطح والفشح والفطح والفلطحة إلى آخر الباب. ويلحق به ألفاظ كثيرة خفية الاتصال
لا تدرك إلا بإمعان النظر نحو الأسجاع والتسريح والسماحة والسنح. ومن خصائص
حرف الدال اللين والنعومة والغضاضة نحو البراخدة والتيد والثأد والثعد والمثمعد والمثمغد
والثوهد والثهمد والخبنداة والخود والرادة والرخودة والرهادة والعبرد والفرهد والأملود
والفلهود والقرهد والقشدة والمأد والمرد والمغد والملد إلى آخر الباب. ويلحق به من الأمور
المعنوية الرغد والسرهدة والمجد وغير ذلك. وربما عادلوا في بعض الحروف أي راعوا فيها
الإكثار من النقيض فإن حرف الدال يشتمل أيضاً على ألفاظ كثيرة تدل على الصلابة والقوة
والشدة. وذلك نحو التأدد والتأكيد والتأييد والجلعد والجلمد والجمد والحديد والسحدد
والسخدود والسمهد والتشدد والصفد والصلد والصلخد والصمغد والعجرد والتعجلد
والعرد والعربد والعرقدة والعصلد والعطود والعطرد والعلد إلى آخره. ومن خصائص
حرف الميم القطع والاستئصال والكسر نحو أرم وأزم وثرم وثلم وجذم وجرم وجزم وجلم
وحزلم وحسم وحطم وحلقم وخذم وخرم وخزم وخضم إلى آخر الباب. ويلحق به من
الأمور المعنوية حمّ الأمر أي قضي وحرم وحتم وحزم فإن معنى القطع ملحوظ فيها.
ويكثر في هذا الحرف أيضاً معنى الظلام والسواد. ومن حرف الهاء الحمق والغفلة والرثء
أي قلة الفطنة نحو أله وأمه وبله والبوهة وتفه والتوه والدله والسبه وشده لغة في دهش أو
مقلوب منه وعته وعله وغمه ونمه ووره. وقس على ذلك سائر الحروف. ومن هذا الغريب
أيضاً كون بعض الصيغ يختص بمعنى من المعاني نحو أجرهدّ وأسمهرّ وكل ذلك مشار إليه
في هذا الكتاب فينبغي التفطن له.
وقد طالعت كتاب المزهر في اللغة للإمام السيوطي رحمه الله مما ذكر فيه خصائص اللغة
نقلاً عن الإمام اللغوي إبن فارس فلم أجده تعرّض لهذا النوع بل ربما أورد من الخصائص
أحياناً ما لا ينبغي إيراده كجعله مثلاً إطلاق لفظة الحمار على البليد منها. ومن ذلك
الغريب النوادر من الألفاظ وذلك نحو قولي أكهى في صفة الرجل المتقرقف من البرد قال في
القاموس أكهى سخن أطراف أصابعه بنفس. ونحو العنقاش للذي يطوف في القرى يبيع
الأشياء. والضوطار وهو من يدخل السوق بلا راس مال فيحتال للكسب والذئابة أي بقية
الدين. وثرمل يقال ثرمل الطعام لم يحسن أكله فأنتثر على لحيته وفمه.
ويتكظكظ وهو أن ينتصب الإنسان عند الأكل قاعداً كلما امتلأ بطنه. ونحو الجلهزة
والتلحذ والوزم والأرغال وغير ذلك مما فسر بعضه وترك الباقي فراراً من تكبير جرم
الكتاب. والأمر الثاني ذكر محامد النساء ومذامهن فمن هذه المحامد ترقي المرأة في الدراية
والمعارف بحسب اختلاف الأحوال عليها كما يظهر مما أثرت عن الفارياقية. فإنها بعد أن
كانت لا تفرق بين الأمرد والمحاوق اللحية وبين البحر الملح وبحر النيل تدرّجت في المعارف
بحيث صارت تجادل أهل النظر والخبرة وتنتقد الأمور السياسية والأحوال المعاشية
والمعادية في البلاد التي رأتها أحسن انتقاد. فإن قيل إنه قد نقل عنها ألفاظ غربية غير
مشهورة لا في التخاطب ولا في الكتب فلا يمكن أن تكون قد نطقت بها. قلت إن النقل لا
يلزم هنا أن يكون بحروفه وإنما المدار على المعنى. ومن تلك المحامد أيضاً حركات النساء
الشائقة وضروب محاسنهن المتنوّعة التي لم يتصوّر منها شيء إلا وذكرته في هذا الكتاب لا
بل قد أودعته أيضاً معظم خواطرهن وأفكارهن وكل ما أختص بهن.
[منقول من الموسوعة الشعرية للمجمع الثقافي بأبي ظبي]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 12:55 ص]ـ
"
36 - كتاب (ألوية النصر في خصيصى بالقصر)، للسيوطي.
مطبوع ضمن كتابه (الحاوي للفتاوى).
"
إن قلت: إنني كنت أعرف هذه الرسالة قبل الكتب الثلاثين التي ذكرتها من قبل لم أكن كاذبا إن شاء الله - ولكن جل من لا ينسى!!!!!
¥