تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤالات عن تراث المغرب، وأشياء أخرى فيه]

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[29 - 01 - 06, 02:50 ص]ـ

قد أثرى بعض الإخوة الأفاضل في الملتقى شيئاً مفصلاً عن تراث المغرب وخزائنه العامرة، وأود أن أطرح بعض الأسئلة هنا عن التراث المغربي وما تركه من مؤلفات موسوعية لا يزال يرجع إليها طلبة العلم وغيرهم من المتخصصين، كجانب الرحلات المغربية إلى المشرق والرحلات المغربية عموماً ..

وقبل ذلك أود طرح مسألة " متى وصلت الدعوة النجدية إلى المغرب " هل كانت في حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أم بعد وفاته؟

وهل رسالة الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود المتوفى 1218هـ مع ركب الحج المغربي هي أول رسالة - وذكرها الجبرتي في تاريخه -، والتي أوصلها إلى الوالي السلطان سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي، بحيث وصلت بعد وفاة الشيخ.

أم أنها وصلت في وقت والده السلطان محمد الذي كان سلفياً ينبذ البدع والطرائق الصوفية، وقد كان يحث الخطباء على التحدث عن نصرة السنة ونقد الطوائف البدعية.

أي أنه تأثر بدعوة الشيخ في أول أمرها أي في منتصف القرن الثاني عشر الهجري. وقد أرى الشيخُ محمد إبراهيم الكتاني الشيخَ حمد الجاسر نموذج لخطبه السلفية ..

وقد أورد الزياني في كتابه (الترجمانة الكبرى) آراء والد سليمان، مع أن الزياني متعصب خصم للدعوة وأهلها ويصفها بالوهابية .. وقد نشر في الترجمانة خرافات تنافي دعوة الشيخ.

لعل بعد ما يجيب الإخوة على ذلك نعرج بالحديث إلى الرحلات وخصوصاً رحلة العياشي والتي ذكرتْ بعض تفاصيل البلاد المشرقية.

ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[29 - 01 - 06, 05:12 ص]ـ

أمهلني و سأبحث لك في الموضوع

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[29 - 01 - 06, 05:34 ص]ـ

الأخ الفاضل، نشكرك على اهتمامك بتاريخ المغرب، وإنه لمهمول حقا. وبخصوص الدعوة السلفية ووصولها المغرب فراجع الرابط التالي ففيه تفصيل كبير:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69827&highlight=%C7%E1%D4%C8%E6%DF%ED

وقد كنت فصلت حول متغيرات الاستقرار الاستراتيجي في المغرب في مقدمتي لكتاب "الشرب المحتضر والسر المنتظر من معين تراجم أهل القرن الرابع عشر"، والذي يغطي الفترة التي تتحدث عنها. وفصلت فيه أن علاقة ملوك المغرب - في العموم - كانت متوترة مع الطرق الصوفية، نظرا لأنها كانت تشكل "لوبيات" قوية في الدولة، تقوّم السلطة وقد تنافسها.

ولا كذلك موقف السلطة من المذهب المالكي الذي كان يمثله فقهاء القرويين والمعاهد الشرعية، الذين كانوا يشكلون كذلك أحد المتغيرات الأخرى في النسيج الاجتماعي والسياسي للبلاد. فكان الحكام في العموم يميلون للاجتهاد والأخذ بالأثر إثباتا منهم لعدم تبعيتهم لأولئك الفقهاء وعدم تقيدهم بفتاواهم التي (ليست بالضرورة موافقة للهدي النبوي والدليل الأثري) كما يريدون تصويره.

وقد كان هذا النوع من المنافسة والعداء يظهر خاصة عند صهوة النظام وهيمنته في البلاد. ولذلك نرى شنآنا بين المولى إسماعيل والزوايا والفقهاء، والمولى محمد بن عبد الله، ثم حاول المولى سليمان ذلك فكان حكمه أضعف من حكم ذينك فابتلي بالخلع وغيره.

فكان نزاعهم مع الطرق المهيمنة، لا التصوف في العموم، بل نحن نرى ميلا كبيرا منهم للتصوف وشيوخ الزوايا الموالين لهم، وطلبهم منهم الرقا والتمائم وما في حكم ذلك. بل لا يعزب عن علمكم أن المولى سليمان رحمه الله هو من مهد للطريقة التجانية في المغرب، ونصر شيخها أحمد التجاني على الفقهاء، في وقت ألقى القبض على شيخ الطريقة الدرقاوية لخروجه عليه.

أما التناغم مع الدعوة الوهابية، فالذي يبدو لي بعد البحث أنه كان تناغما سياسيا أكثر منه اعتقاديا، وربما نكاية في الدولة العثمانية التي كانت على عداء دائم مع المغرب، حتى تحالف أحمد المنصور الذهبي السعدي مع الإسبان مضحيا بالأندلسيين من أجل صد الخطر العثماني عن الحدود المغربية.

نعم؛ كان الإمام حمدون ابن الحاج السلمي رحمه الله تعالى رئيس الوفد المغربي الذي التقى بابن سعود وأثنى عليهم، ولكن ابن الحاج كان في نفس الوقت صوفيا معتبرا من رؤوسهم، وإن كان قيل فيه: "تحصل على أدوات الاجتهاد على الخصوص والعموم". أما شيخ الجماعة الطيب بن عبد المجيد ابن كيران فله مؤلف ضد الدعوة الوهابية سماه: "الرد على المبتدع الوهبي".

أما أهم من دخل بالفكر السلفي الوهابي للمغرب فقد كان الشيخ عبد الله بن إدريس بن محمد بن أحمد السنوسي رحمه الله تعالى، وذلك في أواخر القرن الثالث عشر، ثم فترت دعوته حتى ظهر بها تقي الدين الهلالي في الثلث الثالث من الرابع عشر وعن طريقه انتشرت بالمغرب.

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 01:31 ص]ـ

بانتظار فوائد أخي الطيب وشنان ..

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 01:33 ص]ـ

الشيخ حمزة بارك الله فيك، وكيف الحصول على هذا الكتاب أعني الذي قدمتَ لهُ.

وأما ما ذكرت حول مواجهة السلاطين لأصحاب الطرق وفقهاء المذهب صحيح وهذا يكون في كل دولة.

لكن لابد أن يمر هذا عبر شخصيات بارزة تحمل لواء هذا الفكر وتناضل له بدعم السلاطين، إذ أن السلاطين وحدهم لا يمتلكون التبعية التي يمتلكها الفقهاء والمفتون، فلابد أن السلطان محمد بن عبد الله كان عنده من الشخصيات العلمية التي تقف معه في هذا الاتجاه.

وحمدون بن الحاج حتى مع تصوفه قد قدح فيه الزياني في الترجمانة لمدحه الإمام سعود، بل قال فيه (كذب على الله في نسبتها لأمير المؤمنين وإمام أهل السنة) .. عندما قال القصيدة على لسان السلطان. ومنها:

مذ لاح سعود ما حياً بدعاً،،

قد أحدثتها ملوك العرب والعجم

سعود بعد سلام الله جاءك من،،

غرب يسير لشرق ضائع النسم

لكن المراد من ذلك أيضاً معرفة المدارس السلفية المنتشرة في المغرب عموماً حتى قبل الدعوة النجدية، أخبارها وعلمائها، توسعها وانكماشها مع تعاقب السلاطين والدول. ولعل السلطان محمد توارث هذا عن بعض هذه المدارس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير