تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقال له رجل من الأنصار: على رِسْلِك يا معاوية؛ فإن الله تعالى يقول: ? وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ? [الأنعام: 66]،وأنتم قومه، وقال: ? وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ? [الزخرف: 57]،وأنتم قومه، وقال: ? وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا ? [الفرقان: 30]،وأنتم قومه، ثلاث بثلاث، ولو زدتنا لزدناك .. ؛ فأفحمه.

المستطرف (1/ 92)، العقد الفريد (1/ 471)،سمط النجوم العوالي (2/ 61).

****

ظلوم ... غشوم

قال طاووس: بينا أنا بمكة، بعث إليَّ الحجاج فأجلسني إلى جنبه، وأتكأني على وسادة، إذ سمع مُلَبِّياً يلبي حول البيت رافعاً صوته بالتلبية، فقال: عليَّ بالرجل.

فأُتي به، فقال: ممن الرجل؟.

قال: من المسلمين.

قال الحجاج: ليس عن الإسلام سألتُ.

قال: فعمَّ سألت؟.

قال: سألتك عن البلد.

قال: من أهل اليمن.

قال الحجاج: كيف تركت محمد بن يوسف؟ (1) يريد أخاه.

قال: تركته عظيماً، جسيماً، لبَّاساً، رَكَّاباً، خَرَّاجاً، ولَّاجاً.

قال الحجاج: ليس عن هذا سألتك.

قال: فَعَمَّ سألتَ؟.

قال: سألتك عن سيرته.

قال الرجل: تركته ظلوماً، غشوماً، مطيعاً للمخلوق، عاصياً للخالق.

فقال له الحجاج: ما حملك على أن تتكلم بهذا الكلام وأنت تعلم مكانه مني؟.

قال الرجل: أتراه بمكانه منك أعز مني بمكاني من الله؛ وأنا وافد بيته، ومصدق نبيه، وقاضي دينه؟.

قال: فسكت الحجاج فما أجاب إليه جواباً، فما شهِدْتُ مشهداً كان أقرّ لعيني منه،وقام الرجل من غير أن يؤذن له فانصرف، وسلم منه فما صنع به شيئاً.

قال طاووس: فقمت في أثره وقلت: الرجل حكيم، فأتى البيت فتعلق بأستاره فقال: اللهم بك أعوذ، وبك ألوذ، اللهم اجعل لي في اللهف إلى جودك، والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلين، وغنى عما في أيدي المستأثرين، اللهم فرجك القريب، ومعروفك القديم، وعادتك الحسنة، ثم ذهب في الناس.

ثم رأيته عشية عرفة وهو يقول: اللهم إن كنت لم تقبل حجتي، وتعبي، ونصبي، فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول مني، ثم ذهب في الناس.

ثم رأيته غداة جمع يقول: واسوأتاه منك، واللهِ وإن غفرت، ويردد ذلك (2).

ـــــــــــــــ

(1) محمد بن يوسف الثقفى: أخو الحجاج، أمير، استعمله الحجاج على صنعاء، ثم ضم إليه الجند فلم يزل والياً عليهما إلى أن توفى سنة 91 هـ، قال الخزرجي: جمع المجذومين بصنعاء وجمع لهم الحطب ليحرقهم، فمات قبل ذلك. ومن كلام عمر بن عبد العزيز، في خلافة الوليد: الوليد بالشام، والحجاج بالعراق، وأخوه (محمد بن يوسف) باليمن، وعثمان بن حيان بالحجاز، وقرة بن شريك بمصر، امتلأت الأرض واللهِ جوراً! [الأعلام (7/ 147)، وتاريخ الإسلام للذهبي (4/ 51)، وتاريخ الخميس (2/ 313)، ورغبة الآمل (5/ 30، 35).

(2) أخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص 450)، وابن أبي الدنيا في الأولياء (88)، صفة الصفوة (2/ 298)،تاريخ دمشق (56/ 312 - 313)، المنتظم (7/ 116)، حياة الحيوان الكبرى للدميري (1/ 456)،الجليس الناصح (ص 136)،ربيع الأبرار (1/ 238)، محاضرات الأدباء (ص 110)، التذكرة الحمدونية (1/ 47)،البيان والتبيين (1/ 464).

* والمزيد من هذه المواقف في كتاب: " علماء في مواجهة الحُكَّام " .. ومنه نقلت.

ـ[كاتب]ــــــــ[15 - 03 - 09, 08:42 ص]ـ

فريق أول

كان المحامي علي عبد المجيد صالح بدير محامياً جنائياً فذاً من أقدرهم وأكثرهم نجاحاً، شاء الله أن يترافع أمام محكمة الفريق الدجوي الشهيرة، فبدأ مرافعته مُخاطبا الدجوي: سيادة الفريق! .. فقال الدجوي: سيادتك تخفضني رُتبة؛ أنا «فريق أول» .. فقال المحامي: أرجو المعذرة؛ لعدم معرفتي بالرتب العسكرية.

فقال الدجوي: تفضَّل بالمُرافعة.

فقال المحامي: المتهمون في هذه القضية فريقان؛ «فريق أول» يستحق الشنق،و «فريق ثان» يستحق البراءة، وأنا حاضر عن هذا الفريق الثاني.

فبلعها الدجوي، ولم يحر رداً.

* والمزيد من هذه المواقف في كتاب: " علماء في مواجهة الحُكَّام " .. ومنه نقلت.

ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 10:17 ص]ـ

دخل سالم بن عبد الله بن عمر، على سليمان بن عبد الملك، وعليه ثياب غليظة حشنة رثة، فأقعده سليمان معه على السرير، وكان عمر بن عبد العزيز حاضراً، فقال له رجل: يا عمر، ما استطاع خالك - يعني سالم بن عبد اللّه - أن يلبس ثياباً فاخرة يدخل بها على أمير المؤمنين - وعلى المتكلم ثياب فاخرة - فقال له عمر: ما رأيتُ ثيابه وضعته، ولا رأيتُ ثيابَكَ هذه رفعتك إلى مكانه، فسكت الرجل، ولم يحر جواباً.

(الكتاب: سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي؛ المؤلف: العصامي)

ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 10:25 ص]ـ

في يوم من الأيام جاءه ـ جاءَ الشَّيخَ ابن باز ـ أحد الناس المعروفين لديه، وخاض في أمور الدنيا وقال: يا سماحة الشيخ! نحن بخير، وعندنا كذا وكذا، وقد اشتريت أرضاً بكذا وكذا، والآن هي تساوي خمسة وأربعين مليون ريال.

فالتفت إليه سماحة الشيخ وقال: مادام أنها بلغت هذا المبلغ فبعها، ماذا تنتظر، واصرفها في وجوه الخير، أو أعطنا إياها نصرفها لك.

فسكت ذلك الرجل، ولم يحر جواباً.

(الكتاب: جوانب من سيرة الإمام ابن باز؛ المؤلف: محمد بن إبراهيم الحمد)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير