ـ[عميشان الغطفاني]ــــــــ[08 - 01 - 2010, 09:02 ص]ـ
هناك الكثير من المقالات التي حازت على إعجابي لكن أنقل لكم إحداها وأتمنى أن أرى تفاعل الأعضاء في هذا الموضوع الرائع
مقالة للأديب / عبدالله الخلف
[مجالس الرأي]
قال عمر بن عبد العزيز يوماً:
والله اني لاشتري ليلة من مجالس عبيد الله بن مسعود بألف دينار من بيت المال فقيل له يا امير المؤمنين اتقول هذا مع حرصك وتحرّيك وشدة تحفظك ونزاهتك.
فقال والله اني لأعود برأيه ونصحه وهدايته على بيت المال بألوف الدنانير.
والمجالس كانت شبيهة ببعض دواوين الكويت التي تضم فئات القوم يتبادل الرأي فيها الحاكم والمحكومون، والوزراء والشيوخ وعامة الناس هي في الحقيقة ظاهرة قل ان تكون لها مثيل في القديم والحديث لأن المجالس القديمة عند العرب كانت لكل صاحب مجلس وخاصته ونرى مجالس مقامة في بعض البلاد ولكنها مغلقة على خاصة راعي المجلس ونفر من ذويه ...
والمجالس عند العرب قديماً كانت تقوم مقام المدارس والجامعات التي نشهدها اليوم في نشر العلوم والمعارف، ونقد السياسة واصلاح الحال ...
كان للخلفاء والوزراء والعلماء مجالسهم التي يرفدها الناس حسب طبقاتهم ومنازلهم الاجتماعية والعلمية، وتطرح فيها مسائل قد تثير الجدل وتمتد مناقشاتها الى ايام عديدة.
وكان اصحاب المجالس من الخلفاء والوزراء يحرصون على اجتذاب صفوة العلماء والادباء والشعراء في عصرهم. ويستقدمون علماء من اقطار عربية واسلامية بعيدة .. وممن حفلت مجالسهم بالرجال اصحاب المشورة والرأي الوزير ابو عبد الله العارض وكان قد ضم الى مجلسه ابا حيان التوحيدي ولقد اقام التوحيدي مجلسا لكتابه (الامتاع والمؤانسة) فدام اربعين ليلة، شرح فصوله في الادب والشعر والنقد وشتى المعارف مع مناظرات ومناقشات حول موضوع الكتاب.
وكان للصاحب بن عباد مجلس عظيم الشأن يؤمه اهل الادب والعلم والفقه.
وفي القرن الرابع الهجري اشتهر مجلس الوزير ابن الفرات وكان من جلسائه قدامة بن جعفر، والسيرافي وابن رباح وكان يناقش في هذا المجلس علم المنطق، والقضاء والقدر وما في ذلك من حجج وبراهين.
ومن المجالس المشهورة ما كان عند المبرد محمد بن يزيد في القرن الثالث الهجري وكان من علماء النحو وحجة في هذا العلم.
ومن اصحاب مجالس الرأي ثعلب النحوي الوفي وكان يقصد مجلسه الشيوخ والشباب ومازال كتابه (مجالس ثعلب) من المراجع النحوية.
وجمع شهاب الدين الخفاجي وقائع خمسين مجلسا من مجالس علوم العرب واسماه (طراز المجالس) ضم علوم الادب والشعر والنحو وعلوم اللغة.
وكان لاصحاب المجالس طرقهم الخاصة في انهاء مجالسهم وانصراف من فيها، فكان بعضهم اذا اراد صرفهم اخذ يلقي عصاه بين يديه فتكون علامة لهم بالانصراف لكي ينصرفوا عن المجلس وذلك تأدباً بدل ان يأمرهم وكان بعضهم اذا انتهى من درس النحو او الشعر او النقط يملي الحاضرين عند الختام بعض الملح والطرائف والغرائب عندها ينهي المجلس بالدعاء والسلام .. هكدا كان الوزير العارض اذا اراد ان ينهي مجلسه امر التوحيدي قائلاً: هات ملحة الوداع حتى نفترق .. اما عبد الملك بن مروان فإذا اراد ان يختم مجلسه خاطب جلساءه بقوله (اذا شئتم) كما يقول البعض الان اذا سمحتم كناية عن طلب الانصراف المباشر وذلك تأدباً ..
ومن اقوال ابن الرومي في حديث المجالس:
ولقد سئمت مآربي
فكأن أطيبها خبيث
الاالحديث فإنه
مثل اسمه ابداً حديث
هذه إطلالة على مجالس الرأي التي كان يعقدها الوزراء والخلفاء وكبار القوم عند العرب خاصة في عهود ازدهار الادب في العصر العباسي.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[08 - 01 - 2010, 09:42 ص]ـ
أخي الكريم الأستاذ هكذا ..
موضوع مفيد وفيه لمسة تجديد
لكني أصدقك القول لم أعد أتابع أي صحفي لأني اكتشفت بمرور الوقت
أن أغلبهم مجرد بائعي كلام يقولون في المساء بما حاربوه في الصباح
أو ربما لأننا أصبحنا كلنا خراش وقد أدهشنا الكم الهائل من الكلام المباح (ع) ..
شكرا لك و أرجو المعذرة على التدخل
حلوة جدا (خراش)
ومن ليت شعري يقرأ لهذه الجيوش من الكتّاب السياسيين ومدعي القدرة على إصلاح المجتمعات بجرة من قلم أحدهم؟
هناك أيها الباز كتاب يكتبون للكتابة ذاتها
ويكتبون لأنهم أرادوا الكتابة ليس لأن أمر تكليفهم بها قد دبّر بليل حالك
كتاب بسطاء يصورون الواقع كما هو لا كما يفترض به أن يكون
ولا تخلو كتاباتهم من نقد ساخر يسلي القراء ويوصل الفكرة في نفس الوقت
لكن هم قلة
هناك كاتب دلني عليه صديق أديب أريب لبيب
يكتب في جريدة تابعة لاتحاد الكتاب بسوريا تحت اسم الوأواء
واسمه وليد معماري (سترك يا رب , أخشى أن يكون من أعضاءنا)
ناره يا ولد ـــ الوأواء ( http://www.mshtawy.com/article-2147.html)
جريدة الاسبوع الادبي العدد 1090 تاريخ 9/ 2/2008 ( http://www.awu-dam.org/esbou1000/1090/isb1090-025.htm)
جريدة الاسبوع الادبي العدد 1008 تاريخ 28/ 5/2006 ( http://www.awu-dam.org/esbou1000/1008/isb1008-033.htm)