تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما القسم الثالث: وهو أعلى من القسمين الأولين، فهو أن يؤخذ المعنى فيصاغ بألفاظ غير ألفاظه، وثم يتبين حذق الصائغ في صياغته، ويعلم مقدار تصرفه في صناعته، فإن استطاع الزيادة على المعنى فتلك الدرجة العالية، وإلا أحسن التصرف، وأتقن التأليف، ليكون أولى بذلك المعنى من صاحبه الأول.

واعلم أن من أبيات الشعر ما يتسع المجال لناثره، فيورده بضروب من العبارات، وذلك عندي شبيه بالمسائل السيالة في الحساب التي يجاب عنها بعدة من الأجوبة، ومن الأبيات ما يضيق فيه المجال حتى يكاد الماهر في هذه الصناعة ألا يخرج عن ذلك اللفظ، وإنما يكون هذا لعدم النظير.

فأما ما يتسع المجال في نثره فكقول أبي الطيب المتنبي:

لا تعذل المشتاق في أشواقه=حتى يكون حشاك في أحشائه

وقد نثرت هذا المعنى، فمن ذلك قولي: "لا تعذل المحب فيما يهواه، حتى تطوي القلب على ما طواه"، ومن ذلك وجه آخر، وهو:" إذا اختلفت العينان في النظر فالعذل ضرب من الهذر".

وأما ما يضيق فيه المجال فيعسر على الناثر تبديل ألفاظه فكقول أبي تمام:

تردَّى ثياب الموت حمراً فما دَجَا=لها الليلُ إلا وهي من سندسٍ خضر

قصد أبو تمام المؤاخاة في ذكر لوني الثياب من الأحمر والأخضر

وجاء ذلك واقعاً على المعنى الذي أراده من لون ثياب القتلى وثياب الجنة، فإذا فُكَّ نظمُ هذا البيت وأريدَ صوغُه بغير لفظه لا يمكن ذلك، وهو وأمثاله مما يجب على الناثر أن يحسن الصنعة في فك نظامه، لأنه يتصدى لنثره بألفاظه، فإن كان عنده قوة تصرف وبسطة عبارة فإنه يأتي به حسناً رائقاً.

وقد قلت في نثره: "لم تكسه المنايا نسج شفارها، حتى كسته الجنة نسج شعارها، فبدل أحمر ثوبه بأخضره، وكأس حمامه بكأس كوثره".

و من أراد المزيد فعليه بكتاب ابن الأثير

و أعتقد أن هذه المقدمة كافية لأخذ فكرة عامة عن الموضوع و فكرته

و ما رميت إليه ..

و لنتحرَّ جميعا رونق اللفظ وجمال التعبير و طلاوة اللفظ ليكون حلنا للأبيات مما يدخل في باب الفصاحة و يبعد عن العجمة و الابتذال (و في هذا تدريب لقرائحنا) ..

ولنبدأ على بركة الله ..

هاكم هذا البيت:

وَرُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَ مَسامِعي=كَما طَنَّ في لُوحِ الهَجيرِ ذُبابُ

أنتظر تفاعلكم

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 03:35 ص]ـ

.

وَرُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَ مَسامِعي=كَما طَنَّ في لُوحِ الهَجيرِ ذُبابُ

محاولة:

قد يكون بعض ما اسمعه من كلام أشد علي من لسع النحل وهو ينخر في جسم وعظام من يعانى الحر الشديد.

ـ[الباز]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 03:49 ص]ـ

.

وَرُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَ مَسامِعي=كَما طَنَّ في لُوحِ الهَجيرِ ذُبابُ

محاولة:

قد يكون بعض ما أسمعه من كلام أشد علي من لسع النحل وهو ينخر في جسم وعظام من يعانى الحر الشديد.

شكراً لمشاركتك الكريمة و التي أعتز بها أخي عز الدين ..

محاولتك على العين و الرأس أخي الحبيب لكني أعلم أنك

لا تحب المجاملات و أعلم أنك لن تغضب من أخيك

ولذا أقول و أنا مطمئن:

أنك لم تقرأ البيت جيدا و لعلك لم تقرا كلام ابن الأثير أيضا بتركيز

لعل النعاس بدأ يلعب بجفنيك:)

فأنت هنا قلت عكس ما قصده الشاعر ..

سأحاول أنا حلّ البيت -ولو بمحاولة سريعة- ليتضح ما رمى إليه أبو فراس

في بيته:

كم من كلام مسيء سمعتُه فلم ألقِ له بالا، و رميته خلف ظهري

إذْ لم تزدْ قيمته عندي على قيمة طنين الذباب عند اشتداد الحر.

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 03:57 ص]ـ

من توصل لعكس المطلوب وهو يستعد للنوم كأنه توصل للحل ..

على الأقل فهمت معاني المفردات ... لكني رتبتها عكساً ..

فقط للعلم: الذباب في لسان العرب أيضاً يعني النحل.

شكراً أخي الباز ...

لا مجاملات في الحق!

تحياتي.

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 04:33 ص]ـ

لابن الأثير كتاب بعنوان (الوشي المرقوم في حل المنظوم)

حاولت أن أرجع إليه الآن لكن يبدوا أنني فقدته من مكتبتي

ـ[الباز]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 04:51 ص]ـ

تحيتي أخي عز الدين


شكرا جزيلا لك أخي أبا سهيل
سأحاول الحصول عليه إن شاء الله
و إن وجدته فأفدنا به

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 01:15 ص]ـ
.

انثر هذا المنظوم:

أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لِمتَني = وَتِلكَ الَّتي أُهتَمُّ مِنها وَأَنصَبُ

ـ[الباز]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 04:20 ص]ـ
.

انثر هذا المنظوم:

أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لِمتَني = وَتِلكَ الَّتي أُهتَمُّ مِنها وَأَنصَبُ

لمّا بلغني -زادك الله رفعة- ما أوعدتني به من صرم حبال الودّ
وجدتُ من الضيق و الغم ما لا يزيحه إلا جودُ المولى بالجَدّ
عسى أن تعود المياه إلى مجاريها و يفارقني ما أنا فيه من كدّ
سعيا لوصل حبال المودة و النجاة مما نَصَبه لنا الشيطان والوشاة من كيد

:)

ـ[السراج]ــــــــ[05 - 01 - 2010, 08:47 ص]ـ
موضوع رائع أيها الباز ..
في انتظار أبيات أخرى ..
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير