منه قولهم: كُلّ مُجْرٍ بالخَلاء يُسَرّ. وأصله الذي يُجْرِي فرَسَه في المكان الخالي فهو يُسرّ بما يَرى منه.
المكافأة
منه قولُهم: هذه بتلك، وقولهم: أضئ لي أَقْدح لك، أي كُن لي أَكن لك. وقولهم: اسْقِ رَقَاش إنها سَقَاية. يقول: أحسِنوا إليها إنها مُحْسنة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[22 - 01 - 2010, 03:20 ص]ـ
التعاطف من ذوي الأرحام
قال ابن الكلبي: منه قولهم: يا بَعْضي دَعْ بَعْضاً. وأصل هذا أن زُرَارة بنِ عُدَسِ زَوَّج ابنتَه من سُوَيد ابن ربيعة، فكان له منها تِسْعَةُ بنين، وأنّ سُويداً قَتل أخاَ صغيراَ لعمرو بن هِنْد الملك وهَرب ولم يَقْدِر عليه ابن هند، فأرسل إلى زُرارة: إنِ ائتني بوَلده من ابنتك، فجاء بهم، فأمر عمرو بقَتْلهم، فتعلًقوا بجدّهم زُرارة. فقال: يا بَعْضي دَعْ بَعْضاً، فذهبت مثلاً.
ومن أمثالهمِ في التحنن على الأقارب
قولهم: لكنْ على بَلْدَحِ قَوْمٌ عَجْفَي. وقولهم: لكِن بالأثلاث لحمٌ لا يُظَلًل. وأصل هذا أنّ بَيْهساً الذي يُلقَب بنَعامة، كان بين أهل بيْته وبين قوِمِ حَرب. فقتلوا سَبْعة إخْوة لِبَيهس وأسروا بَيْهساً، فلم يقتلوه لِصِغرِه وارتحلوا به، فنزلوا منزلاً في سَفرهم ونَحَروا جَزُوراً " في يوم شديد الحرّ "، فقال بعضهم: ظَلِّلوا لحْم جَزُوركم " لئلا يَفسد "؛ فقال بَيْهس: لكن بالأثَلاث لحمٌ لا يُظَلَّل - يعني لحمَ إخوته القَتْلى - ثم ذكروا كثرة ما غَنِموا؛ فقال بَيْهس: لكَنِ على بَلدَح قَوْمٌ عَجْفي. ثم إنه أفلت أو خَلّوِا سبيلَه، فرجع إلى أمه، فقالت؛ أنجوت من بينهم؟ وكانت لا تًحبّه، فقال لها: لو خُيرت لاخترتِ. فلما لم يكن لها ولدٌ غيره رَقّت له وتَعطّفت عليه. فقال بَيْهس: الثَكلٍ أَرْأَمها، فَذَهبت كلماتُه هذه الأربع كلها أمثالاً. ومنه قولهم: لا يَعْدَم الحُوَار من أمه حَنّة. وقولهم: لا يَضُر الحُوَار ما وَطِئَتْه أمه. وقولهم: بأبي أَوْجُه اليتامى.
حماية القريب وإن كان مبغضاً
من ذلك قولهم: آكل لَحْمي ولا أَدَعُه يُؤكل.
ومنه لا تَعدَم من ابن عمك نصراً. وقولهم الحَفائظُ تُحلِّل الأحقاد. وقولهم في ابن العم: عدوُك وعدوّ عدوّك. وقولهم: كَفُّك منك وإن كانت شلاّء. وقولهم: انصرُ أخاك ظالماً أو مَظلوماً.
إعجاب الرجل بأهله
منه قولهم: كل فتاة بأبيها مُعْجَبة. وقولهم: القَرَنْبَى في عين أُمها حَسَنة. وقولهم: زُيِّن يا عَين والدٍ وَلدُه. وقولهم: حَسَنٌ في كلِّ عين ما تَوَدّ. وقولهم: مَن يَمْدح العَرُوسَ إلاّ أهلُها؟ تشبيه الرجل بأبيه - منه قولهم: من أشبه أباه فما ظَلم. وقولهم: العُصيّة من العَصا. وقولهم: ما أشبه حَجَل الجبْال بألوان صُخُورها! وقولهم: ما أشبه الحَوَل بالقَبَل! وما أَشْبه الليلَة بالبارحة! وقولهم: شنِشنة أَعْرفها من أَخْزم يقال هذا في الولد إذا كانت فيه طبيعة من أبيه.
قال زُهير:
وهَلْ يُنْبِت الخَطّيَّ إلا وَشيجُه = وتُغْرس إلاّ في مَنابتها النَّخلُ
ومنه قولُ العامة: لا تَلدِ الذِّئبة إلاّ ذِئْباً. وقولهم: حَذْوَ النَعل بالنَّعل. وحَذْوَ القذة بالقُذَّة. والقذة: الريشة من ريش السهم تُحْذَى على صاحبتها.
ـ[الأمل الموعود]ــــــــ[22 - 01 - 2010, 09:52 ص]ـ
بلغ الله بك أكلأ العمر أستاذنا الفاضل عز الدين، ونعم عوفك.
في انتظار المزيد.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 01:56 ص]ـ
بلغ الله بك أكلأ العمر أستاذنا الفاضل عز الدين، ونعم عوفك.
في انتظار المزيد.
ولكم بمثل ما دعوتم لنا به أخي الأمل الموعود ..
متابع إن شاء الله ..
لكن ماذا تعني بـ ونعم عوفك .. :)
بارك الله فيك.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[23 - 01 - 2010, 02:11 ص]ـ
تحاسد الأقارب
من ذلك قولهم: الأقارب هم العقارب. وقال عُمر: تَزاورُوا ولا تَجَاورُوا. وقال أكثم: تَباعدوا في الدِّيار وتَقاربوا في المَحَبة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي هُريرة: زُرْ غِبَّاً تَزْدَد حباً. ومنه قولهم: فَرِّق بين مَعد تَحاب. يريد أن ذوي القَربى إذا تدانَوْا تحاسدُوا وتباغضوا.
قولهم في الأولاد
قالوا: مَن سَرَّه بنوه ساءتْه نفسُه، أي من يَرى فيهم ما يسرُه يرى في نفسه ما يَسُوءه.
قال سعد بن مالك البكري:
إنّ بَنيّ صِبْيَةٌ صَيْفِيّون = أَفْلح مَن كان له رِبْعيُون
الولد الصيَّفي: الذي يُولد للرجال وقد أَسنّ. والربعي: الذي يُولد له في عُنْفوان شبابه، أُخذ من ولد البَقرة الصَّيفي والرِّبعي. ويقال للمرأة إذا تَبنَّت غير ولدها: ابنك مَن دَمَّى عَقِبيك.
يؤتى الرجل مأمنه
قالوا: من مَأمنه يُؤْتىَ الحَذِر.
وقال عَدِيّ بن زيد العِباديّ:
لو بِغير الماء حَلقى شَرِقٌ = كُنْتُ كالغضَانِ بالماء اعْتِصارِي
قال الأصمعيَّ: هذا من أشرف أمثال للعَرب. يقول: إنّ كلَّ من شرَق " بشيء يستغيث بالماء، ومَن شرق " بالماء لا مُستغاث له.
وقال آخر:
كنتُ من كُرْبتي أَفِرُّ إليهم = فهمُ كُرْبتي فأَينَ الفِرَارُ
ومثله قول العبّاس بنٍ الأحنف:
قَلْبي إلى ما ضرَّني داعِي = يُكثر أَحْزَاني وأَوْجاعي
كيف احتراسي من عَدوِّي إذا = كان عدوّي بَين أَضْلاعِي
وقال آخر:
مَن غَصَّ داوَى بُشرب الماء غُصته = فكيف يَصنع مَن قد غَص بالماءِ "
¥