تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أفول لمن يعرقل سير شعري ** ويحسبني لمنحته أتوق

أرح يا صاحبي عقلاً وقلباً ** فحبل الدين في قلبي وثيق

ولا يغررك مظهر من يحابي ** وفوق لسانه لفظٌ أنيق

فبعض المدح للإنسان ذمٌ ** وبعض البر في الدنيا يعوق

ترى الحشرات بالأزهار تلهو ** وما يغري سوى النحل الرحيق

وشأن الناس في الطبع اختلافٌ ** هنالك ظالمٌ وهنا شفيق

فريقٌ لا يجامل أو يحابي ** ويغرق في تزلفه فريق

يحبُ الماء ذو ظمأٍ ليروي ** ويكره لجة الماء الغريق

إذا مات الفؤاد فلا تسلني ** عن الدم حين تفقده العروق

- - - - - - -

جذوع النخل أشباحٌ طوالٌ ** إذا لم تزدهي فيها العذوق

لماذا حين أعلن قول صدقٍ ** أرى بعض الصدور به تضيق

أحب بلادنا حباً عظيما ** له في خاطري نسبٌ عريق

ولكني أعاتبها إذا ما ** رأت عيني أموراً لا تليق

وقد يشفي غليظُ القول داءاً ** إذا لم يشفه القول الرقيق

أرى أثر الغيوم ولا رعودٌ ** تحدثني ولا ومضت بروق

وأسمع ألف أغنيةٍ نشازٍ ** فيزعجني التكسر والنعيق

عبرت محيط آلامي فلما ** تجاوزت المحيط بدأ المضيق

وكيف أريد ملء الكأس ماءً ** إذا كانت يدي الأخرى تريق

ألا يا ماكراً بالناس مهلاً ** فمكر الماكرين بهم يحيق

سألتك والسؤال له جوابٌ ** أيُجمع حين ينتثر الدقيق

رأيت عيون قومي في زماني ** يظللها عن الحق البريق

أراهم ينصتون إلى كذوبٍ ** ويزعجهم إذا نطق الصدوق

سألت عن الصمود رجال قومي ** فخاطبني من الإعلام بوق

لقد ما ت الصمود مع التصدي ** فما هذا التنكر والعقوق

أتنسى أن (إسرائيل) أختٌ ** لها في المسجد الأقصى حقوق

كأن رجال أمتنا قطيعٌ ** وإسرائيل في صلفٍ تسوق

تنوعت الجراح فلا اصطبارٌ ** يواجهها ولا قلبٌ يطيق

إذا كنا شكونا من جراحٍ ** لها في القدس تأريخ عريق

ففي بغدادنا جرحٌ جديد ** تغصُّ على تَذّكّره الحلوق

هنالك للصليب رصاص غدرٍ ** ووجهٌ في تعامله صفيق

هنالك ألف باكيةٍ تنادي ** أفيقوا يا أحبتنا أفيقوا

يدنس عرض مسلمةٍ وترمى ** ويلطم وجهها وغدٌ حنيق

وتتبعها ملايين الضحايا ** تذوق من المآسي ما تذوق

وكم من مسجدٍ أضحى ركاماً ** وفي محرابه شب الحريق

تعذبني نداءات اليتامى ** وصانع يتمهم حرٌ طليق

وأمتنا تنام على سرير ** تهدهدها المفاتن والفسوق

كتاب الله يدعوها ولكن ** أراها لا تحسُّ ولا تفيق

أقول لأمتي والليل داجٍ ** بكفك لو تأملت الشروق

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 01:51 ص]ـ

هاشم الرفاعي

رسالة في ليلة التنفيذ

أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني= والحبلُ والجلادُ ينتظراني

هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ= مَقْرورَةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرانِ

لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها =وأُحِسُّ أنَّ ظلامَها أكفاني

سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في= هذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني

الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ= والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني

وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي= في بِضْعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ

والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ =دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني

قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بالإلهِ ولم أَذُقْ= إلاَّ أخيراً لذَّةَ الإيمانِ

شكرا لهم أنا لا أريد طعامهم =فليرفعوه فلست بالجوعان

هذا الطعام المر ما صنعته لي= أمي و لا وضعوه فوق خوان

كلا و لم يشهده يا أبتي معي= أخوان جاءاه يستبقان

مدوا إلي به يدا مصبوغة= بدمي و هذه غاية الإحسان

والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ= عَبَثَتْ بِهِنَّ أَصابعُ السَّجَّانِ

ما بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها =يرنو إليَّ بمقلتيْ شيطانِ

مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ =وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ

أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ =ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني

هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ يا أبي= لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ

لكنَّهُ إِنْ نامَ عَنِّي لَحظةً= ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ

فلَرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً لو= كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني

أوْ عادَ - مَنْ يدري - إلى أولادِهِ= يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني

وَعلى الجِدارِ الصُّلبِ نافذةٌ بها= معنى الحياةِ غليظةُ القُضْبانِ

قَدْ طالَما شارَفْتُها مُتَأَمِّلاً= في الثَّائرينَ على الأسى اليَقْظانِ

فَأَرَى وُجوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً= ما في قُلوبِ النَّاسِ مِنْ غَلَيانِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير